بالفيديو.. 30 خطاطا يسطرون القرآن في "ملتقى رمضان للخط"
مصحف كامل بخط الثلث، بواقع جزء لكل خطاط، لكتابة نسخة فريدة من كتاب الله في هذا الشهر الفضيل.
"هو وعاء المعنى، وروح الهوية، به سطر اللوح المحفوظ ليكتب له الخلود إلى ما شاء الله، هو أبو الفنون الإسلامية ومهدها ومنبعها، ليمسي اليوم أيقونة عالمية لا تخطئها العين، لقد أصبح الخط العربي بلا جدال أو مبالغة أبا الفنون الإسلامية، وعنصرا مهما في هذه الحضارة الخالدة لما له من مكانة مرموقة بين فنون العام أجمع، ويحظى بإعجاب وتقدير كبير".. بتلك الكلمات افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة الدورة التاسعة لملتقى رمضان لخط القرآن الكريم، والتي أتت لتؤكد على جمالية راسخة من جماليات الخط العربي متمثلة في خط الثلث، حيث حضر 30 خطاطا من مختلف أرجاء المعمورة لخط مصحف كامل بخط الثلث بواقع جزء لكل خطاط لكتابة نسخة فريدة من كتاب الله في هذا الشهر الفضيل.
وتأتي أهمية هذا الملتقى السنوي ضمن الدور الرائد لدولة الإمارات في رعاية الإبداع والدعم المستمر للفنون الاسلامية وتنظيمها مثل هذه الملتقيات واستضافتها الدائمة للفعاليات والمبادرات التي تختص بخدمة الاسلام والقرآن الكريم، من منطلق الوفاء بمسؤوليتها تجاه الدين الحنيف وجهودها المتواصلة في خدمة الاسلام، وإيمان قيادتها الرشيدة الراسخ بأن الإسلام هو صاحب الدور الرئيسي في تشكيل حاضرها ومستقبلها، فالدولة حريصة كل الحرص، على تأكيد هويتها الإسلامية، وعلى خدمة الدين ونشر تعاليمه ومبادئه السمحة في حفظ كتاب الله المبين، والذكر الحكيم.
جاء ذلك مساء الأحد خلال افتتاح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للدورة التاسعة من ملتقى خط القرآن الكريم، بحضور محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وحميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة بدبي، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والكاتب عبدالغفار حسين وعدد من القيادات الثقافية والتنفيذية بالدولة وعدد كبير من المهتمين بالخط العربي.
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أن شهر رمضان في الإمارات هو مناسبة لنشاط مكثف في خدمة الدين الحنيف على جميع الاصعدة من حفظ وتلاوة وخط القرآن الكريم، لما لهذا الشهر من أجواء روحانية لا يجاريها سوى تلك الحروف النورانية التي تكتب من خلال 30 خطاطا من مختلف أنحاء العالم، ليظهروا براعتهم ومواهبهم، في كتابة نسخة جديدة وفريدة، للقرآن الكريم مكتوبة هذا العام، بخط الثلث بتفنن واحتراف تزيده بهاء معاني ألفاظِ وجملِ النصوص الشريفة.
وأضاف في كلمته "إنني أرحب اليوم بالجميع في فعاليات هذه الدورة السنوية المتجددة، لخط القرآن الكريم، فإنما يحضرني دائما، الحديث النبوي الشريف: "إن الله جميل يحب الجمال" وأستحضر ذلك لارتباطه القريب، بالخط العربي عبر كل الأزمنة والعصور، فهذا الخط كان وما يزال تجسيدا رائعا لهذا الحديث الشريف".
ونوه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: "إننا نعلم أن المسلمين، على مدار تاريخهم المجيد، قد بذلوا الجهد المخلص، والعمل الصالح والنافع، في سبيل تأصيل الخطوط العربية، ما بين الخط الكوفي، وخط الثلث، وخط النسخ، وخط التعليق، والخط الديواني، وخط الرقعة، وقد ارتبطت هذه الخطوط جميعها، بكتابة القرآن الكريم، وكلها تلفت النظر، وتجذب الاهتمام، حتى إنه ورد عن الخليفة المأمون، أنه قال: إننا نفاخر الأمم، بما لنا، من أنواع الخطوط العربية تقرأ، في كل مكان، وتترجم، بكل لسان، وتوجد، في كل زمان".
وأوضح قائلا: "إذا كان لكل خط من هذه الخطوط العربية، مزاياه الخاصة، فإنما يظل خط الثلث، متميزا تماما، على جميع أقرانه، باعتباره أجمل وأبهى الخطوط العربية الأصيلة، فيتم اختياره عادة لتزيين المساجد والقباب، والواجهات والبوابات؛ حيث يجمع بين الرصانة والبساطة، ويزيده التشكيل عبقرية متجدد من الحسن والروعة والبهاء".
وأشار وزير الثقافة وتنمية المعرفة إلى أنه يتطلع بأمل كبير إلى رؤية نسخة القرآن الكريم، التي تتم كتابتها في هذه الدورة بخط الثلث، الذي أرى أنه يحتاج إلى صبر شديد، وذوق فني رفيع، وقدرة هندسية دقيقة، ومهارة يدوية متميزة، بالإضافة إلى طاقة روحية ودينية أصيلة وعميقة.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA=
جزيرة ام اند امز