أحداث الماضي تكشف آثارها على الأسنان حتى بعد الوفاة
أحداث الماضي طويلة الأجل تترك آثارها على الأسنان حتى بعد الوفاة مثل الأشجار
كشفت دراسة أمريكية أنه يمكن العثور على علامات عما خلفته الأحداث الماضية في حياتنا على أسناننا.
ونقلت صحيفة جارديان البريطانية عن جامعة نيويورك أن آثار الماضي الولادة وانقطاع الطمث وحتى السجن يبدو أنها تترك بصماتها في الأنسجة المحيطة بالأسنان.
وتشبه هذه الظاهرة الطريقة التي يمكن أن تخبرنا بها الحلقات حول الشجر عن المناخ والبيئة ولكن في الأسنان.
وذكر الباحثون أنه لم يكن أحد يعلم أن جزءًا من أعضائنا كان بمثابة أرشيف بيولوجي أمين طوال الحياة، معربين عن اعتقادهم بأن الاكتشاف يمكن أن يساعد في تسليط الضوء على لغز طويل الأمد.
وقال الباحثون إنهم قاموا بتحليل ٤٧ سنًا من ١٥ فردًا متوفى حديثًا.
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن مينا الأسنان تشكل طبقات بمرور الوقت، ولكن هذه العملية تتوقف بمجرد الانتهاء من تشكيل الأسنان. ونتيجة لذلك، نظر الباحثون في أنسجة مختلفة تنمو طوال حياة الفرد تسمى "الملاط". ويغطي هذا النسيج جذر السن ويحميه ، ويساعد على ربط الأسنان بالفك.
بالنظر إلى الأسنان باستخدام المجهر الضوئي المستقطب، وجد فريق البحث أن تفاعل النسيج مع الضوء ليس هو نفسه في جميع أنحاء الأنسجة.
ومع الأخذ في الاعتبار عمر الفرد عند الوفاة وسمك النسيج، وجد الفريق أن هذه التغييرات المميزة بدت متوافقة مع توقيت الأحداث المعروفة في حياة الفرد المعني، بما في ذلك الولادة وانقطاع الطمث والسجن قبل الوفاة وحتى الانتقال من الريف إلى نمط الحياة الحضرية.
ولا يسجل النسيج بالضرورة الأحداث المؤلمة إنما لا يتم يسجل الأحداث العرضية، بينما يتم تسجيل الأحداث النظامية الطويلة.
ويلقى هذا الاكتشاف اهتمام خاصا لدى علماء الأنثروبولوجيا الذين يرغبون في تتبع تطور السمات الفريدة للبشر - مثل الفترات القصيرة بين الولادات والعمر الطويل بعد الإنجاب - التي تميزهم عن أقاربهم السابقين.