قمتان في 3 شهور.. دعم إماراتي متواصل لسوريا

"دعم إماراتي لسوريا وشعبها وكل ما يصب في مصلحتهم ويسهم في تحقيق تطلعاتهم نحو التنمية والاستقرار وبناء مستقبل مزدهر."
رسالة أكد عليها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خلال القمة التي جمعته بالرئيس السوري أحمد الشرع في أبوظبي اليوم الإثنين، والتي تعد الثانية بين الزعيمين خلال 3 شهور.
قمم إماراتية سورية متتالية، تجسد موقف الإمارات وقيادتها الداعم لسوريا على مر التاريخ.
أيضا تجسد الزيارات المتتالية للرئيس السوري أحمد الشرع للإمارات خلال تلك الفترة القصيرة ثقته في دعم الإمارات وقيادتها لبلاده، وحرصه على تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات معها، وامتنانه وتقديره لجهودها المخلصة الداعمة لبلاده، والتي سبق عبر الرئيس الشرع في أكثر من مناسبة عن تقديره لتلك الجهود.
وكان الرئيس السوري قد وصل إلى الإمارات اليوم الإثنين في ثاني زيارة يقوم بها الشرع لدولة الإمارات خلال 3 شهور، والثانية منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
رسائل دعم
وخلال الزيارتين عقدت قمتان، وجه خلالهما الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسائل دعم لسوريا وقيادتها وشعبها، مؤكداً أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً في تقديم كل ما تستطيع من دعم إلى سوريا وشعبها الشقيق خلال الفترة المقبلة.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الرئيس السوري أحمد الشرع الذي يقوم بزيارة عمل إلى الإمارات .
وبحث الزعيمان، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ في أبوظبي، العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيز تعاونهما والعمل المشترك خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويعود بالخير والنماء على شعبيهما الشقيقين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية محل الاهتمام المشترك، مؤكدين أهمية العمل على تعزيز أسس السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لصالح جميع دولها وتنمية شعوبها وازدهارها.
وجدد رئيس دولة الإمارات تأكيده موقف دولة الإمارات تجاه دعم الأشقاء في الجمهورية العربية السورية وكل ما يصب في مصلحتهم ويسهم في تحقيق تطلعاتهم نحو التنمية والاستقرار وبناء مستقبل مزدهر.
من جانبه، أعرب الرئيس السوري عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمواقف دولة الإمارات الداعمة لسوريا وشعبها وتقديره لحرصه على تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين متمنياً للدولة دوام التقدم والازدهار.
وسبق أن أجرى الرئيس الشرع زيارة للإمارات في 13 أبريل/نيسان الماضي، التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث جرى بحث العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيز تعاونهما المشترك لما فيه الخير لشعبيهما الشقيقين.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال المباحثات حرص دولة الإمارات على دعم الأشقاء في سوريا لمواجهة تحديات المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا بما يلبي تطلعات شعبها نحو مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار
وجدد تأكيده موقف دولة الإمارات الثابت تجاه دعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.
وقال إن استقرار سوريا وتعزيز أمنها هو مصلحة للمنطقة كلها، مؤكداً أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً في تقديم كل ما تستطيع من دعم إلى سوريا وشعبها الشقيق خلال الفترة المقبلة.
دعم شامل
رسائل دعم من القيادة الإماراتية واكبها دعم دبلوماسي وإنساني وتنموي متواصل لسوريا.
وفي كلمتها بالقمة العربية في بغداد 17 مايو/أيار الماضي، أكدت الإمارات على موقفها الداعم لجميع الجهود والمساعي المبذولة لتحقيق آمال الشعب السوري الشقيق في الأمن والاستقرار والتعايش السلمي والتنمية.
وأعربت عن تطلعها إلى تطوير العلاقات بين البلدين بما يحقق تطلعات شعبيهما ويخدم المصالح المشتركة.
أيضا كانت الإمارات من أبرز الداعمين لرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.
وسبق أن أشاد الرئيس السوري أحمد الشرع بموقف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الداعم لدمشق.
وقال الشرع في كلمة متلفزة مساء 14 مايو/أيار الماضي إن "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان من أول الداعمين لسوريا".
وأشار الشرع إلى أنه زار الإمارات والتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي سارع بفتح أبواب الإمارات للسوريين، وأكد استعداده التام لفعل كل ما يلزم لتنهض سوريا من جديد.
وأضاف، في معرض شكره للدول التي ساعدت سوريا في رفع العقوبات الأمريكية عنها، أن الشيخ محمد بن زايد صدق بلهفته على سوريا.
وأعربت دولة الإمارات عن ترحيبها بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، معتبرةً أن هذه الخطوة تمثل دعماً مهماً لجهود تعزيز النماء والازدهار في البلاد.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها على دعمها الراسخ لتحقيق تطلعات الشعب السوري، مشيدةً بالجهود المبذولة من قبل المملكة العربية السعودية في هذا الصدد.
وفي إطار العلاقات الأخوية الوطيدة بين الشعبين الشقيقين، وترجمة لدعم جهود دولة الإمارات في تعزيز التواصل والربط الجوي الإقليمي والدولي، تم استئناف رحلات شركة "فلاي دبي" إلى مطار دمشق الدولي يونيو/حزيران الماضي.
كما أعلنت طيران الإمارات، عن استئناف رحلاتها إلى دمشق اعتباراً من 16 يوليو/تموز الجاري، بعد أن كانت قد علّقت عملياتها إلى العاصمة السورية في عام 2012.
ويمثل استئناف عمليات طيران الإمارات إلى دمشق خطوة استراتيجية تدعم مرحلة التعافي وإعادة البناء في سوريا، من خلال توفير مزيد من خيارات السفر والربط الجوي الذي يُعد ركيزة أساسية لتحفيز الحركة الاقتصادية، وجذب الاستثمارات، وفتح قنوات جديدة للتجارة والوصول إلى الأسواق العالمية.
وعلى الصعيد الإنساني، نفذ وفد هيئة الأعمال الخيرية العالمية، خلال الفترة القليلة الماضية مجموعة من المشاريع الخيرية والإنسانية في سوريا، شملت توزيع طرود غذائية، وكسوة عيد، وكراسٍ لذوي الاحتياجات الخاصة.
وزار الوفد الذي ترأسه الدكتور خالد الخاجة، الأمين العام للهيئة سفارة االإمارات في دمشق، ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بهدف بحث سبل التعاون في مجالات التنمية وتقديم الدعم للمناطق الأكثر احتياجاً.
وأكد الدكتور خالد الخاجة أن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص هيئة الأعمال الخيرية العالمية على دعم الأشقاء في سورية، وتقديم المساعدات النوعية التي تسهم في تحسين حياة الأيتام والمرضى والمصابين والأسر المتعففة، متوجهاً بالشكر إلى الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، على توجيهاته الدائمة بتوسيع مساحات العطاء، وإلى سفارة دولة الإمارات في دمشق وإلى المحسنين والمحسنات الذين وضعوا ثقتهم في الهيئة ومبادراتها.
دعم تاريخي
تربط دولة الإمارات وسوريا وشعبيهما، علاقات تاريخية تم ترسيخها خلال عقود طويلة من الاحترام المتبادل.
ولا ينسى السوريون، وقفة دولة الإمارات الدائمة لمساندتهم عند كل أزمة، أبرزها عند جائحة كورونا عام 2020، ثم بعد الزلزال الذي ضرب البلاد فبراير/ شباط 2023.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي هو أول مسؤول عربي ودولي رفيع يزور المناطق المتضررة من زلزال سوريا.
ولطالما كان توجه دولة الإمارات في تعاملها مع الأزمات الإنسانية في سوريا هو ضرورة أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية وتغليب الجانب الإنساني من أجل مصلحة الشعب.
تمت ترجمة هذا التوجه، بشكل جلي خلال عملية "الفارس الشهم 2" التي انطلقت بتوجيهات من القيادة الإماراتية لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير/شباط 2023.
ولطالما دعت دولة الإمارات عبر عضويتها في مجلس الأمن على مداري عامي 2022 و2023 المجلس إلى التركيز على الحل السياسي لحل تلك الأزمة.
وقالت في هذا الصدد: "نتطلع إلى اليوم الذي تطوي فيه سوريا صفحة النزاع ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوعها، فالشعب السوري ذو الحضارة العريقة يستحق مستقبلاً أفضل وأن يعيش بكرامة في وطنه كما عرفناه دوماً".
وأكدت أنها ستظل "داعمةً للجهود الإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق هذه الغايات".
وعقب سقوط نظام بشار الأسد 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كثفت الإمارات حراكها الدبلوماسي لتقديم كل سبل الدعم اللازم للشعب السوري، ومساندة دمشق، في العبور من المرحلة الانتقالية، عبر جهود قادها رأس الدبلوماسية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز