بالفيديو.. "١٨٠ ثانية يورو" تقود فتاة مصرية إلى ملاعب المحللين
فتاة مصرية تروى لبوابة "العين" عن التحديات التي واجهتها في تجربتها لتقديم برنامج تحليلي عن يورو ٢٠١٦ عبر صفحتها بالفيس بوك
لم تكن تتخيل آلاء أن ثلاثة دقائق كفيلة بأن تثبت أقدامها داخل ملاعب المحللين الرياضين، في وقت قياسي.. كان هذا حال الفتاة المصرية العاشقة لكرة القدم التي ذاع صيتها مع موسم انطلاق أمم أوروبا "يورو ٢٠١٦" من خلال برنامج كروي لها يذاع على حسابها الرسمي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
البرنامج الذي حمل اسم "180 ثانية يورو"، ظهرت فيه آلاء تجلس على كرسي داخل إحدى غرف منزلها، وعلى يمينها كرة وحذاء رياضي وتي شيرت لأحد اللاعبين، ممن تحلل آلاء أداءه الكروي في أقل من ثلاث دقائق، في محاولة لتقديم ملخص بعد نهاية كل جولة أو مرحلة من بطولة أمم أوروبا.
آلاء (٢٦ عامًا)، التي تعرف نفسها بأنها من الأشخاص العاشقين لكرة القدم، تروي بداية ولعها بكرة القدم لبوابة "العين": أحب كرة القدم منذ صغري، وكانت لعبتي المفضلة.. شعرت منذ زمن طويل بأنها محور حياتي وقد كان.. فلم تكن مجرد لعبها مع شقيقيّ لكنها امتدت إلى الذهاب بصفة دورية للمدرجات، وبين تشجيع وهتاف اخترت طريقي في أن أحترف مجال الإعلام الرياضي، فالتحقت بكلية الآداب قسم إعلام.
تتابع الفتاة وهي تعود سنوات إلى الوراء قليلًا: ما زلت أذكر أول تحقيق صحفي قمت به في كليتي كان عن كرة القدم، حتى أنني كنت مسار استغراب ممن حولي، لكنهم مع الوقت عرفوا ماذا تمثل لي كرة القدم ويكفي عندما كان يتعرف أحد على هواياتي كنت أبتسم وأخبره ضع كلمة "كرة" قبل أي شيء، تلك هي هوايتي! فأنا أعشق كرة القدم، وكرة التنس، وكرة السلة.
وعن برنامجها تقول آلاء لبوابة "العين": كنت أسأل نفسي من سيشاهد فتاة تتحدث عن كرة القدم لمدة ١٠ دقائق؟ ربما لن يثق في بداياتها، لذا فكرت في أن أقدم موهبتي في وقت لا
يتجاوز الـ٣ دقائق، وهي مدة بسيطة تتناسب مع أمور عدة أهمها عدم الإطالة على المشاهد، وكذلك إذا كان سيشاهدني عبر باقة إنترنت بهاتفه، لن أكلفه الكثير، ففي النهاية كان ١٨٠ ثانية يورو، بمثابة اختبار نجاح لي.
وحسب الفتاة العشرينية لم يكن "١٨٠ ثانية يورو" أولى خطواتها الرياضية، لكنه كان أولى خطواتها التفاعلية مع الجمهور حسب قولها، فهي عملت في عدد من المواقع الرياضية الإلكترونية ثم عملت كمساعد مخرج لعدد من الفقرات الكروية للبطولات خلال عشر سنين، وتتابع: أول مرة كانت في كأس العالم ٢٠١٤ صورت نشرة إخبارية بكاميرتي لكن وقتها شعرت بأن فكرة النشرة لن تكون جاذبة على السوشيال ميديا كما أنها لن تختلف على التحليلات المطولة.
وفي ٢٠١٥ مع الدوري المصري قمت بتصوير حلقتين كل منهما كانت عبارة عن ٥ دقائق لكن تراجعت وقلت لنفسي حينها لا بد من التفكير بما يناسب المشاهد، وفي ٢٠١٦ مع بداية اليورو كان تحديًّا بالنسبة لي، خصوصًا أن اليورو يحقق انتشارًا لا يقل عن كأس لعالم، حتى أنه لا يتزامن معه أي مباريات دولية، ويبقى محط أنظار محبين كرة القدم، فكان التحدي هو جذب تلك الشريحة لـ٣ دقائق فقط.
لم تكن آلاء لتتحدث عن السنوات الماضية لولا أنها تذكرت مع أحد التعليقات عليها ما كان يحدث بقولها: في البداية كنت أشعر بصدمة، واستغراب البعض من أن فتاة تقوم بتحليل كروي وتفهم في الكرة، فتجد أحدهم يستهزأ بتحليلي فكنت أغضب لكن مع الوقت أصبحت أجيب بردود منطقية لا تخرج عن إطار الحقائق الكروية.
تحد آخر واجهته الفتاة التي تحب متابعة الدوري الإنجليزي وتشجع نادي ليفربول كما تشجع نادي الزمالك محليًا، وهو الحجاب التي قالت عنه "ظهر لي تحد لكني واجهته في برنامجي، فليست جميع القنوات تقبل أن تكون المذيعة محجبة، فما بالك بفتاة محجبة، تحلل الرياضة، تستطيعي أن تسميها ثلاثية التحدي".
تمضي آلاء: هذا التحدي واجهته بالمذاكرة، دائما أطلع على معلومات ووثائقيات وأشاهد برامج كروية غربية، مثل match of the day وهو من أقدم البرامج التحليلة في إنجلترا، ما زلت أذكر بعض التدوينات التي كنت أسجلها عن أسماء اللاعبين وتاريخ احترافهم، ودائما أحدث هذه المعلومات؛ حيث أكون على دراية بتطورات الكرة.
هذه التطورات التي تقول عنها آلاء بأنها مرتبطة إلى حد كبير بالكرة في الغرب، فتضيف: هناك فرق بين هنا وهناك، بدءًا من تصوير أرضية الملعب وأداء اللاعيبين وحتى الاستوديو التحليلي، الذي يجمع بين البساطة والمباشرة، باختصار المنظومة الرياضية في الإعلام الغربي أفضل في كل شيء، حتى في المواعيد الثابتة للمباريات لكن هنا يمكن أن يتغير كل شيء مع موعد الدوري المصري.
ورغم فوز البرتغال اليوم، لكن آلاء لم تخفِ أنها كانت ترغب في فوز إسبانيا قبل خروجه ومن بعده فرنسا، وتقول: كانت حلقة اليوم، التي لم تبث بعد، من أصعب الحلقات التي سأسجلها لكن تعودت أن أفصل بين تفضيلي وتشجعي لأي فريق وبين البرنامج الذي أنقل فيه كل ما يحدث في المباريات بحيادية دون تدخل برأيي.
٦ حلقات من البرنامج، شاهدها الآلاف عبر موقع "يوتيوب"، دفعت آلاء للقول "أتمنى لو أكمل فكرتي، ففي الدوري الإنجليزي سيكون ١٨٠ ثانية مع الدوري الإنجليزي، وهكذا سأغير فقط اسم البطولة، ومن المحتمل أن يبقى برنامجي فترة أونلاين، خصوصًا أنني لا أرغب في أن أكون مذيعة داخل استوديو تحليلي لمدة أكثر من ذلك.. ١٨٠ ثانية كافية بالنسبة لحلمي.
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز