أول مدربة كمال أجسام مصرية لـ"العين": لم أفقد أنوثتي
"كابتن خلود" أول مدربة كمال أجسام في مصر تتحدث لـ"العين" عن العقبات التي واجهتها، وحلمها وكيفية تعاملها مع منتقديها والمعاكسات العلنية
اختارت أن تحقق حلمها مهما كان مختلفًا أو مثيرًا للجدل لدى الكثيرين، اختارت الطريق الأصعب رافضة أن تجعل من العادات والتقاليد حائط منيع بينها وبين حلمها في أن تصبح مدربة كمال أجسام في مصر، إنها الشابة خلود عصام، أو كما يطلق عليها "كابتن خلود".
تحدثت خلود لبوابة "العين" الإخبارية عن حبها لعملها كمدربة لكمال أجسام، والذي بدأته منذ الصغر، حيث مارست رياضات قتالية مثل الكونغ فو، كما مارست السباحة والتنس، ثم بدأ الأمر يتطور شيئًا فشيئًا إلى أن قررت ممارسة رياضة كمال الأجسام.
وخلود الشابة الصغيرة التي مازالت في أواخر العشرينيات من عمرها، تحكي عما تعرضت له في البداية من انتقادات من أسرتها وأصدقائها بسبب ممارستها للعبة يعتبرها المجتمع المصري حكرًا على الرجال فقط، فضلًا عن كونها فتاة محجبة.
ورغم "التعليقات المحبطة" بأنها ستصبح "بنت مسترجلة" أو "ستفقد أنوثتها" بسبب إصرارها على ممارسة هذه الرياضة، إلا أن خلود أصرت على المضي قدمًا فيما اختارته، مؤكدة أن رياضة كمال الأجسام مثلها مثل غيرها من الرياضات، لكنها تجعلها تبدو مختلفة ومميزة في الوقت ذاته، خاصة أنها من القليلات في مصر التي تتفوق في اللعبة إلى حد وصولها لمدربة.
لم تقف العقبات التي تعرضت لها خلود عند سماع التعليقات السلبية، بل امتدت إلى كونها لا تستطيع المشاركة رسميًّا في بطولات كمال الأجسام داخل مصر، نظرًا لعدم وجود بطولة رسمية لكمال الأجسام للسيدات في مصر، بل ورفضت الاشتراك في عروض في الولايات المتحدة الأمريكية نظرًا لأن قواعدها تتعارض مع ثقافة خلود الشرقية كفتاة محجبة متدينة.
وتحلم خلود في أواخر العشرينات بالمشاركة في بطولات أقوى امرأة بالعالم، والتي تتطلب نظامًا غذائيًّا وتدريبًا شاقًا إلى جانب التكلفة المادية، وهو ما اضطرها في بداية مشوارها وتحت ضغط أسرتها إلى بيع مجوهراتها الخاصة لكي تستمر في ممارسة اللعبة التي تحبها وتصر على تحقيق مراكز عالمية فيها.
وأعربت خلود في حديثها لـ"العين" عن استيائها من نظرة المجتمع الشرقي للمرأة، مؤكدة أنها "تحتاج إلى التغيير.. فلا عيب أن تصبح الفتاة مدربة لكمال الأجسام وترتزق من هذه المهنة طالما تحبها وتجيدها"، لافتة إلى أنها تتعرض لانتقادات حادة حتى من الفتيات والسيدات في الشارع، حيث يصفونها بأن ممارستها هذه اللعبة جعلتها تتشبه بالرجال وألغت أنوثتها، وهذا غير صحيح على الإطلاق، ويمكن ممارسة كمال الأجسام والاحتفاظ بالأنوثة.
وأشارت خلود إلى أنها لا تلجأ لاستخدام قوتها ضد بعض المتجاوزين أو أمام المعاكسات التي تتعرض لها في الشارع، مؤكدة استعدادها التام للدفاع عن نفسها أمام أي تصرف غير لائق، لكنها تحسب تصرفاتها قبل الإقدام على أي خطوة.
وتنصح أول مدربة كمال أجسام في مصر غيرها من الفتيات بضرورة التمسك بحلمها مهما كان صعبًا أو غير مألوف، وأن تتحدى نظرات المجتمع ما دام ما تفعله لا يغضب الله من أجل الوصول إلى هدفهن.