العراق 2020.. انتفاضة تتواصل ووعود الإصلاح "محلك سر"
بعد أن كبحت جائحة كورونا، زخم حركة تشرين (أكتوبر) 2019 الإصلاحية، عاد الحراك مجدداً في يونيو/تموز بعد تعطل دام لنحو 4 أشهر.
الحراك كان بوقع أخف وطأة وأقل حضوراً مقارنة ببدايات انطلاقه، فيما اختلفت أسباب عودتها والدوافع التي تتحكم في درجة غليانها.
ترصد "العين الإخبارية"، من خلال متابعتها تطورات المشهد السياسي في العراق على مدار عام، وأهم المحطات والمواقف التي تضمنتها شهدها عان 2020، الذي لم يبق منه سوى ساعات معدودة.
الكاظمي وآمال التغيير
عند منتصف مارس/آذار ، ومع بدايات تسجيل حالات مؤكدة بجائحة كورونا في العراق، فرضت السلطات، إجراءات وقائية، توزعت ما بين حظر التجوال والحد من حركة المارة والتقيد بالمسافات الاجتماعية الأمنة، مما انعكس ذلك على العديد من النواحي والطقوس والممارسات، تجلى أثرها بشكل كبير على مشهد المظاهرات الغاضبة.
عاد المتظاهرون إلى التهدئة وإخلاء منصات التظاهر بانتظار أن تزول الظروف المانعة والنزول مجدداً إلى الساحات الاحتجاجية، إذ لم يكن وصول رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى منصة الحكم، يمثل جميع خياراتهم، وإنما هنالك مطالب أخرى معلقة من بينها محاكمة القتلة وتخليص البلاد من "حيتان" الفساد.
كانت حكومة عادل عبد المهدي المستقيلة تحت وطأة ضغط شعبي، بعد أن أجبرتها الاحتجاجات على التنحي، اتهمت جهات سمتها بالـ"طرف الثالث"، في تنفيذ مجازر مروعة بحق المتظاهرين، في محاولة فسرها البعض على أنها هروب إلى الأمام والتنصل من المسؤولية.
لكن خطاب الكاظمي ، بعد تسلمه المسؤولية قد أسهم في طمأنة الجماهير بعد أن أكد في أكثر من مرة على المضي في كشف الجناة وتقديمهم إلى العدالة دون مواربة ومهما تكون الجهات التي تقف خلفهم .
خطوات رئيس الوزراء المؤقت التي جاءت لتصحيح المسار السياسي والتي وصفت بـ "الإصلاحية"، حركت مواقف بعض القوى التي شعرت بخطورة ما يجري وأنها ستكون قرابين التغيير إذا ما تحققت، فعمدت إلى تحريك الأزمات وافتعال البعض منها، في مسع لخلط الأوراق وإضاعة الوقت دون تحقيق نتائج تتعارض مع بقائهم في المشهد العراقي.
المظاهرات مجددا وفصائل القتل
ساحات التظاهرات بدأت الحياة تعود شيئا فشيئا في مسع جماهيري واعي لممارسة الضغط على حكومة الكاظمي للمضي بإصلاحها التي أعلنت التزامها به عقب تسلم السلطة، حينها كانت المليشيات المسلحة تعاني التطويق وشلل الموارد بعد انتزاع المنافذ الحدودية من سيطرتها ، لكن "كواتم الموت"، ماتزال حاضرة لاصطياد من يهدد بفضح دولتها الخفية .
في الأثناء، عاد مشهد اغتيال الناشطين والكتاب وأصحاب الرأي، مجدداً من قبل جماعات مجهولة يُتهم بتبعيتها لإيران، ابتدأت في الـ6 من يوليو/تموز 2020، حين فتح مسلحون النار على الأكاديمي والخبير الأمني، هشام الهاشمي، وأردوه قتيلاً أمام منزل، بمنطقة زيونة، شرقي العاصمة بغداد .
وخوفاً من تكرار سيناريو عبد المهدي، انتظمت التظاهرات مجدداً وتزاحمت الصفوف في ساحات الاحتجاج، في تحد صريح لفصائل القتل ومحاولاتهم الرامية لإسكات الأصوات المدنية و المنددة بتفشي السلاح المنفلت ، فانطلقت على إثرها مظاهرة في بغداد سرعان ما امتدت إلى محافظات الجنوب.
البصرة وذي قار
البصرة، تنتفض مجدداً وتلتحق بها جارتها ذي قار، في اغسطس/آب، و مشاهد الفوضى تكتسح المدينتين بعد محاولات ترويع وملاحقة لناشطين والمتظاهرين، انتهت بجملة من الانتهاكات، وأعداد جديدة من القتلى في البصرة، بينهم الناشط المدني، تحسين أسامة الخفاجي والطبيبة ريهام يعقوب، إحدى أهم الرموز الاحتجاجية في المحافظة وبطريقة متشابهة في التصفية، بعد أن طاردهما مسلحون مجهولون وفتحوا عليهم النار .
الكاظمي وبعد أن أنهى زيارته إلى واشنطن، وقبل أن ينطفئ محرك طائرته وهي تهبط في بغداد، تدور من جديد وصولاً إلى محافظة البصرة لتدارك الأمر والسيطرة على الموقف الخطير آنذاك، متوعداً بملاحقة القتلى وإنهاء سطوة المليشيات.
الذكرى الأولى للانتفاضة
مع اقتراب شهر أكتوبر ، بدأ "التشرينيون" يستعدون لإحياء الذكرى الأولى لإنطلاق تظاهرتهم.
نزل المحتجون مجدداً وتوزعوا بين مدن جنوب وشرق العراق، لكنها انتهت في يومها عند جملة من المطالب، تركز أغلبها على "محاسبة القتلة ومحاربة الفساد" .
كانت للذكرى الأولى للحراك وقع أكبر، حيث شهدت اشتباكات بين محتجين وعناصر من الأمن العراقي، على إثر رمي زجاجات المولوتوف الحارقة ومهاجمة بعض العناصر التي وصفت بـ"المندسة "، حاجز صد أمني على جسر الجمهورية في العاصمة بغداد، بقنابل يدوية، أوقع عدد من القتلى والجرحى.
ولم تنته حدود الاشتباك وتبادل العنف عند العاصمة بغداد وحسب، وإنما امتدت إلى عدد من منصات التظاهر في عدد من المحافظات الأخرى في وسط وجنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح نحو 70 أخرين، بحسب حصيلة أعلنت عنها السلطات الأمنية عشية تجدد احتجاجات الذكرى الأولى.
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز