الروبوتات تخلع عباءة الرفاهية في 2020.. حرب كورونا
ربما قبل جائحة كورونا كان يرى البعض أن الحديث عن الروبوتات رفاهية علمية، لكن ما شهده العالم أثبت أنها شريك لا غنى عنه.
وسط تفشي فيروس كورونا المستجد، ظهرت الروبوتات كمنقذ للبشرية تساعد بقوة في تنفيذ منظومة الإجراءات والإرشادات الاحترازية بكفاءة، ومساعدة الطواقم الطبية بالمستشفيات.
حماية الطواقم الطبية
استعانت العديد من المستشفيات حول العالم في دول مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وكذلك بالشرق الأوسط بقيادة الإمارات والسعودية بالروبوتات في متابعة حالة المرضى للحد من انتقال العدوى إلى الطواقم الطبية وتعويض نقص أعداد الممرضين والأطباء.
وأثبت الإنسان الآلي فعاليته في إجراء الاختبارات ومتابعة المرضى كقياس درجات الحرارة ومستوى الأكسجين.
هذا فضلا عن الاعتماد على الروبوتات في استقبال المرضى وتطهير الغرف وتقديم الأدوية والوجبات ونقل العينات إلى المختبرات، مما أسهم في تقليل الضغط على الطواقم الطبية وسد الفجوة بين عدد المرضى والفرق الطبية.
مكافحة الوباء
لعبت الروبوتات أيضا دورا حيويا خارج المستشفيات من خلال تطوير نماذج منها قادرة على مساعدة السلطات TD تطبيق الإرشادات الاحترازية مثل كاميرات التصوير الحراري لرصد المصابين بارتفاع درجة الحرارة في الأماكن العامة.
كما ساعدت في توجيه الأفراد لتنفيذ إجراءات التباعد الاجتماعي في الشوارع، واستخدام الطائرات بدون طيار في تطهير الطرق والأماكن العامة من المتنزهات ومحطات المترو والسكك الحديدية.
ويعلق على هذا التوجه العالمي، دانيال سسكيند، أستاذ الاقتصاد في جامعة أكسفورد، بأن الوباء خلق حافزا قويا للاعتماد على الروبوتات في أداء الوظائف.
وأوضح أنه وسط الجائحة فإن الآلات لا تمرض، ولا تحتاج إلى عزل لحماية أقرانها، ولا تحتاج إلى إجازة من العمل، ولا تحتاج إلى راتب، وهي عوامل كلها تصب في صالح نمو حجم الاعتماد على الإنسان الآلي في أداء المهام الأساسية.
وتأكيدا على توجه العالم نحو الروبوتات توقعت ورقة بحثية صادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بوسطن أن تحل هذه الآلات محل حوالي مليوني عامل بالقطاع الصناعي بحلول 2025.
الفنادق والمراكز التجارية
اخترقت الروبوتات أيضا قطاعي المراكز التجارية والضيافة بعد تجربتها الناجحة داخل المستشفيات، حيث تتمتع الروبوتات بخاصية تطهير نفسها ذاتيا من أي آثار للفيروس، ما يمكن من توظيفها في تأدية بعض الخدمات مثل تقديم الإرشادات والأطعمة وجمع فراش الأسرة، وفق صحيفة "ديلي ميل البريطانية".
وهناك تجارب سابقة ناجحة لاستخدام الروبوتات في خدمة نزلاء الفنادق، حيث اعتمدت سلسة فنادق "هين نا" اليابانية في منتصف 2018 على فريق من الروبوتات في عمل وظائف مكتب الاستقبال، وهو ما ساهم في خفض تكاليف العمالة.
كما استعان أحد فنادق مدينة بيسكيرا ديل غاردا الإيطالية في نفس العام بإنسان آلي يدعى روبي بيبر، تم تطويره بواسطة شركة سوفت بنك روبوتيكس اليابانية، للعمل بقسم الإرشاد والاستقبال.
وتتمتع الروبوت بالقدرة على الإجابة عن أسئلة مثل مواقع المطاعم وساعات العمل بعدة لغات تشمل الإيطالية والإنجليزية والألمانية، بحسب ما أفادت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
كما بدأت متاجر ضخمة في عدة دول الاعتماد على الروبوت، مثل متاجر سانت لويرز وجيانت إيجل وديكاتلون.
طفرة في التصنيع
شهد عام 2020 زيادة ملحوظة في أعداد الروبوتات التي تم تصنيعها، لا سيما في الصين التي أضافت 140.5 روبوت جديد، بزيادة قدرها 21% عن العام الماضي، لتمتلك ثلث المخزون العالمي من الروبوتات، بحسب تقرير لشركة " WORLD ROBOTICS".
كما سجلت الولايات المتحدة الأمريكية 33.3 ألف روبوت جديد، بزيادة بلغت 7% عن العام الماضي.
وبشكل عام وصل عدد الروبوتات العاملة في المصانع بجميع أنحاء العالم إلى 2.7 مليون روبوت.
وبحسب ميليون جويري، رئيس الاتحاد الدولي للروبوتات، فإن العالم الآن يشهد أعلى مستوى من مخزون الروبوتات الصناعية العاملة في جميع المصانع بالعالم على مر التاريخ.