ضحايا هجمات باريس يقاضون السلطات الفرنسية لإهمال مراقبة الإرهابيين
محامية تمثل عددا من ضحايا هجمات باريس تقول إنهم يعتزمون مقاضاة الدولة الفرنسية لفشلها في تفادي مقتل عدد كبير على أيدي الإرهابيين
قالت محامية تمثل عددًا من ضحايا هجمات باريس التي شنها تنظيم داعش الإرهابي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إنهم يعتزمون مقاضاة الدولة الفرنسية لفشلها في تفادي مقتل عدد كبير على أيدي الإرهابيين رغم خضوعهم لرقابة الشرطة وأجهزة المخابرات.
وقبل ذلك محكمة نظرت دعوى منفصلة إلى أن السلطات الفرنسية تتحمل مسؤولية جزئية عن مقتل جندي فرنسي عام 2012 على يد محمد مراح، وهو إرهابي تعقبت الشرطة والمخابرات أنشطته لبعض الوقت، وقتل مراح في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في ذلك العام.
وقالت المحامية سامية مكتوف، التي تمثل 17 من ضحايا هجمات باريس، إنها ستقيم دعوى قضائية ضد الدولة على أساس أن بعض المهاجمين كانوا مراقبين من قبل الشرطة والسلطات القضائية.
وأضافت مكتوف لمحطة (بي.إف.إم) التلفزيونية "سنقوم بكل ما في وسعنا لإدانة الدولة الفرنسية لعجزها عن منع الإرهابيين من تنفيذ هجومهم، على الرغم من أن بعضهم كان يخضع للمراقبة."
وقتل 130 شخصا وأصيب مئات على أيدي تسعة إرهابيين في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وفجر بعض المهاجمين أنفسهم قرب استاد فرنسا وفتح آخرون النار على مقهى بوسط المدينة فيما قتلت مجموعة ثالثة مسلحة بأسلحة وسترات ناسفة 90 من عشاق الموسيقى في قاعة باتاكلان للحفلات.
وانتهى تحقيق برلماني في الهجوم بنشر تقرير الأسبوع الماضي أبرز بعض أوجه الفشل وبينها حقيقة أن أحد منفذي هجوم باتاكلان ذهب قبله إلى سوريا لمدة شهر رغم فرض رقابة عليه إثر قيامه برحلة لليمن عام 2012.
وشنت فرنسا بعد ذلك حملة على أشخاص يشتبه أنهم ذهبوا إلى مناطق قتال كسوريا للتدريب على أعمال مسلحة.
وقبل أيام أصدرت محكمة فرنسية أحكاما بالسجن لمدد تتراوح بين 8 و10 سنوات على عدد من الأشخاص عادوا من رحلة مماثلة بينهم شقيق أحد منفذي هجوم باتاكلان.
وفي حكم ينتظر أن يشجع ضحايا هجمات باريس وغيرها على إقامة دعاوى قضائية قضت محكمة في مدينة نيم بجنوب فرنسا أمس الاثنين بأن الدولة الفرنسية تتحمل مسؤولية جزئية عن الفشل في تفادي قتل الجندي آبيل شينوف عام 2012.
وكان شينوف واحدا من ثلاثة جنود قتلوا في ذلك العام على يد مراح البالغ من العمر 23 عاما الذي قال إنه تأثر بفكر تنظيم القاعدة ومضى ليقتل أربعة يهود بينهم 3 تلاميذ قبل أن يتحصن في شقة سكنية وتقتله الشرطة في تبادل لإطلاق النار.
وأدانت المحكمة السلطات على أساس أن الشرطة وأجهزة المخابرات قررت عند نقطة ما التوقف عن مراقبة مراح.
وقالت المحكمة في حكمها الصادر أمس الاثنين "قرار وقف جميع أنواع المراقبة على محمد مراح.. يعتبر خطأ تتحمل الدولة مسؤوليته بالنظر إلى سجل محمد مراح وسلوكه المثير للريبة خاصة بعد رحلاته الأخيرة إلى أفغانستان وباكستان."
وقرر القاضي أن على الدولة نتيجة لذلك دفع تعويض مالي لزوجة الجندي القتيل وطفله وأصهاره.