الآسيوي قاهر أباطرة "وول ستريت".. من هو؟
لم يكن يتخيل براد كاتسوياما حينما هاجر مع عائلته إلى كندا قبل نحو 20 عاما أنه سيكون أحد كبار رجال المال.. تعرف على قصته
لم يكن براد كاتسوياما حينما هاجر مع عائلته إلى كندا قبل نحو 20 عاما يتخيل أنه سيكون أحد كبار رجال المال، أو بالأحرى "هازم ملوك شارع المستثمرين"، وول ستريت.
فقد حقق كاتسوياما البالغ من العمر 38 عاماً مليارات الدولارات من الاستثمارات في "وول ستريت"، كما حقق انتصارا كبيرا على عمالقة هذه السوق المالية الكبيرة.
بدأت قصة براد في عام 2002 عندما بدأ العمل كوسيط مالي في بورصة نيويورك لصالح "رويال بنك أوف كندا"، وكان عمره حينها 24 عاماً.
وعند شرائه أسهماً لصالح زبائنه، كان براد يقع في نفس المشكلة كل مرة، فقد كانت الأمور تجري كالتالي: يشتري فريق عمله حزمة من الأسهم بسعر معين، وعندما يضغطون على مفتاح "شراء"، يكون عدد قليل فقط من الأسهم المطلوبة متوفراً للشراء بذلك السعر، بينما يرتفع سعر باقي الأسهم المطلوبة للشراء في أقل من الثانية، بحسب ما نقل موقع BBC لرواد الأعمال.
بعد إجراء بعض التحقيقات، توصل براد إلى أن المشكلة تكمن فيما يسمى نظام "التعاملات فائقة السرعة" المعروف اختصارا باسم HFT.
وقد مكّن نظام "التعاملات فائقة السرعة" الذي بدأ منذ عام 1999، بعض بنوك الاستثمار الضخمة وغيرها من مؤسسات الاستثمار من أن تشتري أسهماً في جزء من الثانية قبل غيرها من الشركات الأخرى، وبالتالي تحقق هي أرباحاً تعادل مليارات الدولارات على مدى عدة سنوات من خلال بيع تلك الأسهم بسعر أعلى.
وبعد أن كان كاتسوياما ضمن فريق شركة "رويال بانك أوف كندا" لنحو 13 عاما، قرر في 2012 تأسيس شركة سمسرة للأسهم تدعى "آي إي إكس" والتي تستفيد من نظامه الجديد الخاص بإبطاء سرعة الأنظمة فائقة السرعة التي تستخدمها بعض الشركات الكبرى لتحقيق مكاسب من خلال شراء الأسهم في جزء يسير جدا من الثانية.
وبالتالي، فإن مشتري الأسهم ممن يستفيدون من خدمات شركة "آي إي إكس" لم يواجهوا المخاطر الناجمة عن اندفاع بنك استثماري لشراء أسهم معينة قبلهم. وكغيرها من شركات السمسرة، فإن "آي إي إكس" كانت تجني أرباحها من خلال الحصول على عمولة صغيرة من عملائها.
بدأت الشركة عملها في مكاتب بدون نوافذ ولا تتجاوز مساحتها 18.5 متر مربع في وسط حي مانهاتن، وكانت الشركة بالكاد تدفع مرتبات العاملين فيها، ووجدت مشقة كبيرة لتحصل على تمويل باعتبارها شركة ناشئة.
ثم بدأت شركة EIX في النهاية في تحقيق تقدم بين المتاجرين في سوق الأوراق المالية ممن أرادوا الخلاص من سوق تقليدية تبدو وكأنها تغشهم.
لكن الدفعة الأكبر إلى الأمام لشركة "آي إي إكس" جاءت في مارس عام 2014 عندما طُرح كتاب "فلاش بويز"، وبحسب براد، غيّر ذلك الكتاب من مسار حياته، لكن الأهم أنه ساعد عامة الناس على أن يفهموا تفاصيل تلك المسألة.
غير أن المكانة الأعلى التي حصلت عليها الشركة بعد ذلك، وكذلك تقدم براد بطلب لأن تصبح شركته بورصة جديدة ومسجلة، أثارا ردود فعل غاضبة من الكثيرين في مؤسسات "وول ستريت" العريقة، والذين دافعوا عن نظام "التعاملات فائقة السرعة"، وهاجموا شركة "آي إي إكس"، التي تمكنت من تحقيق 18 مليار دولار عائدات في 2015، لتقف في وجه كبار وول ستريت، وخلفها الرجل ذو الأعين الضيقة القادم من الجانب الآخر من العالم.