زيارة كيري إلى روسيا.. هل تحسم الحرب في سوريا؟
زيارة كيري هي الثانية للعاصمة الروسية هذا العام، والثالثة خلال 12 شهرا، تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الروسية توترا
وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو اليوم الخميس حاملا مقترحات لتعزيز التعاون العسكري وفي مجال المعلومات مع روسيا ضد تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة في سوريا رغم الشكوك التي تساور المسؤولين الأمريكيين.
ومن المقرر أن يلتقي كيري بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء اليوم الخميس وبوزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف غدا الجمعة، ويرى مراقبون أن الزيارة قد تؤدى إلى إذابة الجليد في العلاقات بين واشنطن وموسكو، لكن آخرين شككوا في جدواها.
وسوف يمثل مدى التنسيق الذي تحدده وثيقة نشرتها صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق من اليوم الخميس نقلة نوعية بعد سنوات من الخلاف بين واشنطن وموسكو اللتين تساندان جهات متعارضة في الصراع السوري المستمر منذ أكثر من 5 سنوات.
ورفض كيري التعليق عندما سئل عن ذلك التقرير في باريس قبل مغادرته متجها إلى موسكو.
وقال للصحفيين "سأدلي بتصريحات، سأذهب إلى موسكو والتقي الرئيس بوتين الليلة، سيكون لدينا وقت كافٍ للحديث عن ذلك وسأشرح لكم جميعا أين نقف."
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن كيري سيناقش كيفية التعامل مع تنظيمي داعش والقاعدة في سوريا وجهود الحد من العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وسبل التحرك نحو الانتقال السياسي.
وقال المسؤول "في الوقت الراهن لا ننفذ أو ننسق لعمليات عسكرية مع روسيا، وليس واضحا ما إذا كنا سنصل لاتفاق بهذه الشأن."
وردا على سؤال عن تقرير الصحيفة قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لن يعلق قبل سماع المسؤولين الروس للمقترحات من كيري نفسه.
وأضاف المتحدث أن روسيا تفضل بشكل عام التعاون مع الولايات المتحدة بشأن سوريا.
مجموعة عمل مشتركة
وتدعو الوثيقة المنشورة في واشنطن بوست إلى تبادل معلومات المخابرات لتحديد أهداف القيادة ومعسكرات التدريب وخطوط الإمداد ومقرات جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
ووفقا للوثيقة ربما تنفذ طائرات أمريكية أو روسية ضربات جوية على تلك الأهداف.
وأضافت الوثيقة أن التنسيق الموسع بين الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن يتم من خلال مجموعة عمل مشتركة يكون مقرها في محيط العاصمة الأردنية عمان.
وستقيم كل من الولايات المتحدة وروسيا مقرا منفصلا للعمليات ومكتبا للتنسيق ترسل كل منهما إليه مسؤولين كبار ورجال مخابرات وخبراء في تخطيط الضربات والاستهداف.
وأضافت الوثيقة أن الجانبين سيتخذان القرار بشأن موعد بدء الضربات الجوية المتزامنة ضد أهداف جبهة النصرة، ووقف كل الأنشطة العسكرية الجوية السورية في مناطق محددة يتم الاتفاق عليها ما عدا الأغراض غير القتالية.
ويسمح الاقتراح بأنشطة عسكرية جوية سورية ضد جبهة النصرة خارج المناطق المحددة إذا ما سيطرت الجبهة على مناطق هناك.
كما يسمح أيضا لروسيا باستخدام القوة الجوية دفاعا عن قوات الحكومة السورية من هجمات النصرة من منطقة محددة إذا تم الاتفاق سلفا على ذلك مع الولايات المتحدة.
ويواجه كيري معارضة قوية لجهود التقارب مع روسيا من جانب مسؤولي الدفاع والمخابرات الذين يعتبرون أن أهداف البلدين متعارضة تماما في سوريا.
وتساند موسكو الأسد بينما تقول واشنطن وحلفاؤها إن عليه التنحي.
كما تأتي زيارة كيري -وهي الثانية للعاصمة الروسية هذا العام، والثالثة خلال 12 شهرا- في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الروسية توترا مع تبادل الجانبين طرد دبلوماسيين.
وكانت قوات روسية قامت بمناورات عدائية تجاه طائرات وسفن أمريكية وتجاهل وقف العمليات القتالية في سوريا، حيث قصفت روسيا جماعات مسلحة تدعمها الولايات المتحدة هناك.
ويقول ضباط مخابرات أمريكيون إن موسكو كانت تعلم أن معسكرا للمعارضة قصفته مرتين يضم أفراد عائلات مقاتلي مجموعات مسلحة تدعمها الولايات المتحدة.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بشأن الغارتين.
وما زالت العلاقات بين موسكو وواشنطن متوترة أيضا بسبب الأزمة الأوكرانية وبسبب ما يعتبره الكرملين أنشطة غير مبررة لحلف شمال الأطلسي بالقرب من حدود روسيا، مما أثار المخاوف من تحول الخلافات إلى مواجهات إما بشكل عارض في سوريا أو نتيجة خطأ في التقدير خلال المجابهات الجوية والبحرية من البلطيق إلى البحر الأسود.
غير أن مسؤولين في وزارة الخارجية نفسها يشككون في الغاية من محاولة كيري المضي قدما في مساعيه على الرغم من تراجع العلاقات بين البلدين.
وفي أحدث دليل على سلوك موسكو تجاه واشنطن منعت روسيا أمس الأربعاء دخول جيف شل رئيس مجلس أمناء البث الأمريكي الذي يشرف على راديو أوروبا الحرة وغيره من وسائل الإعلام الحكومية.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA== جزيرة ام اند امز