لعنات أوروبا تنهال على "ترامب بريطانيا" بعد "حقيبة الخارجية"
فرنسا: كذاب.. ألمانيا: غير مسؤول.. حزب أوروبي: مزحة تدعو للبكاء
تعيين بوريس جونسون، أكبر دعاة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وزيرا للخارجية البريطانية قوبل بموجة عدائية من ساسة أوروبا.
قوبل تعيين بوريس جونسون المناهض لوجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وزيرا للخارجية البريطانية بموجة عدائية اليوم الخميس من جانب الساسة الأوروبيين، الذين صبّوا لعناتهم الغاضبة من الطلاق البريطاني على "ترامب بريطانيا" بتصريحات شملت وصفه بالكذاب والافتقار للمسؤولية.
وتخلى وزير خارجية فرنسا جان مارك أيرو عن اللياقة الدبلوماسية المعتادة، متسائلا: "كيف لرجل ردد أكاذيب كزعيم لحملة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء الشهر الماضي أن يكون ممثلا يوثق به لبلاده؟".
وقال أيرو لراديو أوروبا :1 "لست قلقا على الإطلاق بشأن بوريس جونسون لكنه، خلال الحملة كذب كثيرا على الشعب البريطاني، والآن هو الذي ظهره إلى الحائط"، مضيفا: "أحتاج إلى شريك أتفاوض معه يكون واضحا وذا مصداقية ويعوَّل عليه."
ومن جانبه، اعتبر وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير أن تعيين جونسون وزيرا للخارجية إشارة واضحة إلى أن بريطانيا تنوي مغادرة الاتحاد الأوروبي سريعا، وحث ماي على إنهاء الغموض وتقديم طلب رسمي وبسرعة بشأن نية لندن الانسحاب من الاتحاد.
ورفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التعليق عندما سُئلت خلال زيارة لقرغيزستان عن تصعيد جونسون، لكن شتاينماير وصفه بشكل غير مباشر بأنه "غير مسؤول".
كان شتاينماير قد قال قبل قليل من تعيين جونسون إنه "أمر مرير بالنسبة لبريطانيا. الناس هناك في حالة صدمة بعد أن أغوى سياسيون غير مسؤولين البلاد في البداية بالخروج، ثم بعد صدور القرار هربوا وبدلا من أن ينهضوا بمسؤولياتهم ذهبوا ليلعبوا الكريكت."
وأضاف: "أجد ذلك صادما، لكنه ليس مريرا فقط لبريطانيا.. إنه مرير أيضا للاتحاد الأوروبي."
ومن بين صور الاستقبال العدائي لجونسون، كتبت ريبيكا هارمز زعيمة مجموعة الخضر في البرلمان الأوروبي تقول: "في البداية ظننت أنها مزحة، الآن لا أعرف إن كنت أضحك أم أبكي. لكن أعرف أنه ليس شيئا طيبا أن تكون هناك مكافأة على عدم المسؤولية في السياسة."
ومن جانبه، اعترف جونسون بالاستقبال الأوروبي العدائي له بقوله: "بعد اقتراع مثل الاستفتاء في 23 يونيو/حزيران، لم تكن النتيجة التي توقعوها، من الواضح أنهم يكشفون عن وجهات نظرهم بطريقة صريحة وحرة."
ووجهت لجونسون اتهامات بتضليل الناخبين بقوله إن بريطانيا تدفع 350 مليون جنيه استرليني "468 مليون دولار" أسبوعيا للاتحاد الأوروبي من الممكن إنفاقها على الخدمة الصحية الوطنية، ولم يتضمن الرقم حساب المردود من المبلغ إلى ميزانية لندن أو ما ينفقه الاتحاد الأوروبي على مشروعات القطاعين العام والخاص في بريطانيا، وبعد ذلك اعترف مشاركون في حملة الانسحاب بتضخيم الرقم.
وندد قادة في الاتحاد الأوروبي بينهم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بالمقارنة التي عقدها جونسون خلال الحملة بين أهداف الاتحاد الأوروبي وأهداف هتلر ونابليون.
وكان رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون قد أهان وتهكم على عدد من قادة العالم بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس التركي طيب إردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومرشحين ديمقراطيين وجمهوريين لرئاسة الولايات المتحدة.
وبعد الاقتراع على الانسحاب، ابتعد جونسون ليمارس رياضة الكريكت، وتخلى فجأة عن محاولة كانت متوقعة على نطاق واسع لشغل منصب رئيس الوزراء بعد زميله في حزب المحافظين ديفيد كاميرون الذي أيّد البقاء في الاتحاد الأوروبي.
aXA6IDMuMTQ1LjkuMjAwIA== جزيرة ام اند امز