تراجع صادرات "أوابك" بنسبة 48%.. وتسجل 50.4 مليار دولار في 3 أشهر
صادرات النفط الخام لأعضاء "أوابك" تسجل 50.4 مليار دولار خلال الربع الأول من 2016
سجلت صادرات النفط الخام للدول الأعضاء خلال الربع الأول من 2016 50.4 مليار دولار متراجعة بنحو 24.5 مليار دولار أمريكي بالمقارنة مع الربع المماثل من عام 2015.
وقالت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، اليوم الأحد، في نشرتها الشهرية الأخيرة، إن الدول الأعضاء في المنظمة تواجه تحديات اقتصادية عديدة نتيجة لانخفاض أسعار النفط منذ منتصف 2014، والتي أدت إلى تراجع ملموس في الإيرادات البترولية مما أثر على الموازنات العامة لديها وظهر العجز في العديد منها مع ارتفاع في إجمالي الدين العام.
وذكرت أن انخفاض أسعار النفط تسبب في إلغاء أو تأجيل المشروعات الرأسمالية في بعض الدول الأعضاء والتي تعتمد على البترول كمصدر رئيسي للدخل والإيرادات مضيفة أن التأثيرات السلبية للتراجع في قيمة الصادرات النفطية امتدت لتلامس القطاعات غير النفطية وأثرت بالتالي على مستويات الانفاق الاستهلاكي والاستثماري.
وأضافت أن حكومات الدول الأعضاء لجأت إلى تطبيق مجموعة من الإجراءات الاقتصادية لمعالجة العجز ومن بينها السحب من الاحتياطي العام وترشيد الإنفاق العام وخاصة الرأسمالي منه مع عدم المساس بالإنفاق الجاري كالرواتب ودعم المواد الاستهلاكية الأساسية وذلك بنسب متفاوتة من دولة لأخرى.
وذكرت أن الإجراءات الاقتصادية تضمنت تعديلات جوهرية على سياسات دعم الطاقة بهدف التقليل من نسب الهدر في استهلاك الطاقة وضمان استدامتها، مبينة أن تلك الإجراءات قد تؤثر على المدى القصير إلا أنه من المؤمل أن تظهر النتائج الإيجابية لتلك الإجراءات على المديين المتوسط والبعيد.
ولفتت إلى أنه على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الدول الأعضاء لمعالجة التحديات الاقتصادية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط فإن الحاجة أصبحت ماسة لابتكار حلول اقتصادية أكثر مرونة وفاعلية وبمشاركة فاعلة من جميع القطاعات الاقتصادية وبما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وأوضحت أن لدى الدول الأعضاء العديد من الحلول الاقتصادية الواعدة، ومن أبرزها التوجه نحو خصخصة بعض قطاعات الاستثمار الرئيسية كالقطاع الصناعي والخدمات اللوجستية والمناطق الحرة والخدمات المالية والمصرفية والتكنولوجيا والسياحة والنقل العام والاتصالات وغيرها.
وأضافت أن الدول الأعضاء تسعى من خلال برامج الخصخصة لتحقيق إيرادات مالية إضافية للدولة وتخفيف الأعباء الناتجة عن إدارة الحكومة للمرافق العامة.
وأفادت "أوابك" بأن قطاع الصناعات البترولية اللاحقة (التكرير والبتروكيماويات) يصنف من بين أكثر القطاعات جاذبية للمستثمرين المحلي والأجنبي، مبينًا أن بعض الدول الأعضاء شرعت في اتخاذ إجراءات بهذا الصدد بالتعاون مع بعض الشركات العالمية لتنفيذ مشاريع مشتركة في قطاعي التكرير والبتروكيماويات.
وقالت إن الصناديق السيادية تعد من الأدوات الاقتصادية الجيدة لبعض الدول الأعضاء والتي يتم من خلالها اقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة في الأسواق العالمية مشيرة إلى الخطوة الاقتصادية المهمة التي أعلنتها السعودية ضمن (رؤية المملكة 2030) لتأسيس أكبر صندوق سيادي استثماري في العالم.
وأشارت إلى امتلاك كل من الكويت والإمارات (جهاز أبوظبي للاستثمار- أديا) وقطر صناديق سيادية تتمتع بسمعة دولية مرموقة وتعتبر صمامات أمان اقتصادية لتلك الدول.
وأوضحت أن بعض الدول الأعضاء أعلنت توجهاتها لتطوير النظام الضريبي بهدف دعم الموازنة العامة وتعزيز قدرتها على التصدي للآثار السلبية الناتجة عن التقلبات في أسعار النفط مشيرة إلى الجهود الحثيثة لدول مجلس التعاون الخليجي للتنسيق بشأن إعداد الاتفاقية الاطارية لتطبيق ضريبة القيمة المضافة وذلك بشكل موحد في دول المجلس.
وأفادت بأن مسألة الشروع في إجراءات الإصلاحات الاقتصادية في بعض الدول الأعضاء تواجه العديد من العقبات من أبرزها عقبة التمويل حيث تلجأ بعض الدول الأعضاء لتمويل مشروعاتها من خلال الاقتراض من البنوك المحلية أو من خلال اللجوء للاقتراض من الصناديق الدولية والبنوك الأجنبية على الرغم من المخاطر الاقتصادية الناتجة عن زيادة المديونية الخارجية.
وذكرت أن العقبات تتضمن تحديات أخرى ذات صلة بالقوانين والتشريعات الاقتصادية المطبقة خاصة فيما يتصل بدور القطاع العام في إدارة وتشغيل قطاع الطاقة والنسبة المتاحة للقطاع الخاص ومستوى التحسن في المناخ الاستثماري والقابلية لتشجيع المستثمر الأجنبي.
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA== جزيرة ام اند امز