إنقاذ بنوك إيطاليا.. "ورطة" رينزى

رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي يواجه أزمة مالية حادة قد تتسبب في انهيار القطاع المصرفي لبلاده.. فهل ينجح في إنقاذها؟
"ماتيو رينزي" رئيس وزراء إيطاليا، الشاب الذي صعد إلى السلطة في 2014 كقائد جيل جديد يتجه نحو تطهير البلاد من السياسات القديمة، يواجه الآن أزمة مالية وسوء تقدير سياسي وشعبوية مناهضة لأوروبا.
رصد تقرير أعده محررون في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، بعض من الأزمات التي يواجهها رينزي وخاصة من الناحية المالية، مشيرًا إلى أن مستقبل رينزي ليس على حافة الخطر فقط، بل أيضًا العلاقة الإيطالية مع الاتحاد الأوروبي ورخاء النظام المصرفي الهش للقارة.
أشار التقرير إلى أن الوقت ليس في صالح رينزي، فمن المتوقع بصورة كبيرة أنه في 29 يوليو/ تموز الحالي ستقول الجهات الرقابية على المصارف في الاتحاد الأوروبي إن "مونتي دي باشي دي سيينا" وهو أقدم بنك في العالم، سيحتاج إلى ضخ طارئ لرأس المال.
وفقًا للتقرير، فهذا القرار سيبدو أنه طلقة البداية لبدء حزمة إنقاذ ليس فقط للبنك، وإنما للقطاع المصرفي الإيطالي بأكمله.
أشار التقرير إلى أن المأزق المباشر لرينزي واضح، فيجب عليه إقناع بروكسل والدول الأعضاء المتشككة بقيادة ألمانيا، بأن تسمح لإيطاليا بضخ الأموال في القطاع المصرفي الذي يواجه حاجة ماسة للإصلاح.
ولكن يحتاج رينزي للقيام بهذا الأمر بدون إثارة قوانين الاتحاد الأوروبي التي سوف تعاقب المستثمرين الأفراد، والعديد منهم مدخرين أفراد ربما لم يدركوا أن السندات التي يشترونها عرضة لخطر أن تصبح بلا قيمة فجأة.
أوضح التقرير أن إزالة آلاف القطاعات العائلية التي اشترت السندات في بنوك إيطاليا سوف يكون انتحارًا سياسيًا في المناخ الاجتماعي المشحون في البلاد.
أوضح التقرير أنه يقع على عاتق رينزي مهمة شاقة لإنقاذ البنك وباقي النظام المصرفي الإيطالي، فانهيار البنك قد يحدث تأثيرات متعاقبة، متسببًا في انتشار الخراب عبر اقتصاد إيطاليا ومنطقة اليورو على نطاق أوسع.
أشار التقرير أيضًا إلى أن تقويم القطاع المصرفي المثقل بأكثر من 360 مليار جنيه استرليني على هيئة القروض المعدومة وعقود من سوء الإدارة ليست أكبر تحديات رينزي.
في الخريف، سوف يذهب الإيطاليون إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في استفتاء على إجراء إصلاح دستوري قد يمنح إيطاليا لحظة مماثلة للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.
إذا تم التصويت ضد النظام الجديد، تعهد رينزي بالاستقالة كما فعل رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
لكن، في حالة استقالة رينزي، فمن المرجح أن نقل السلطة لن يكون سلسًا كما حدث في المملكة المتحدة، فرحيل رينزي سوف يثير بالتأكيد اضطرابًا سياسيًا وإجراء انتخابات مبكرة.
كما أن الأداء القوي من حركة 5 ستار سوف تضع السياسات الإيطالية في حالة من الفوضى، وتقلب علاقتها بالاتحاد الأوروبي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTEg جزيرة ام اند امز