خبير: أردوغان استغل الانقلاب لنيل صلاحيات "السلطان"
محاولة الانقلاب الفاشلة على حكم الرئيس التركي أردوغان، كشفت بشكل واضح أنه رئيس جمهورية بصلاحيات رئيس حكومة.
"أردوغان يريد أن يكون السلطان الذي يعلو فوق السلطات، والذي يتحكم في كل شيء ويصدر كل القرارات، وجاء الانقلاب الفاشل ليدعم هذه النزعة عنده".. بهذه العبارة علق الخبير في الشأن التركي الدكتور كمال حبيب على الإجراءات التي اتخذها الرئيس التركي بعد فشل الانقلاب، وكان آخرها إعلان حالة الطوارئ.
ووفق الدستور التركي، يتمتع مجلس الوزراء بسلطة إعلان حالة الطوارئ بموجب دستور البلاد، وذلك بعد التشاور مع مجلس الأمن القومي"، ولكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حرص، بالأمس، في خطوةٍ يرى حبيب أنها تتسق مع سياساته الرامية إلى السيطرة، على أن يأتي الإعلان من جانبه، وليس من رئيس الوزراء.
ومنذ انتهاء الفترة الرئاسية للرئيس التركي السابق عبد الله جول في 10 أغسطس 2014، وانتقال أردوغان لهذا المنصب في 28 أغسطس من العام ذاته، وهو يحرص على أن يخلق لنفسه صورة مغايرة للرئيس جول، فأردوغان الذي كان كل شيء وقت توليه مسؤولية مجلس الوزراء بحكم النظام البرلماني الذي يحكم تركيا، لا يمكنه الغياب عن المشهد، فصار يمارس صلاحيات رئيس الدولة ورئيس الحكومة.
ولم يغب أردوغان عن نشاط حزب "العدالة والتنمية"، وحرص على حضور المؤتمر العام للحزب، وقت أن كان رئيسًا للجمهورية، وهو الأمر الذي قالت عنه المعارضة حينها: "لقد ضرب بذلك مسألة الحياد التي يجب أن يلتزم بها كرئيس للبلاد"، كما أنه يمثل مخالفة دستورية.
ويقول الدكتور حبيب -لبوابة "العين" الإخبارية- إن هذه النزعة في السيطرة على كل شيء بالمخالفة للدستور تسببت في الخلافات مع رئيس الحكومة السابق أحمد داود أوغلو، والذي كان يعترض على منح أردوغان لنفسه صلاحيات رئيس الحكومة، لدرجة دفعته إلى ترؤس جلسات الحكومة في يناير 2015، رغم أن الدستور لا يسمح لرئيس الدولة بحضور هذه الاجتماعات إلا في حالات خاصة فقط.
واستمرت الخلافات بين أوغلو وأردوغان بعد تدخل الأخير في تركيبة الوزارة بعد الانتخابات البرلمانية، التي أُجريت في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وذلك في مخالفة دستورية أخرى.
وبحسب الخبير المتخصص في الشأن التركي، فقد فرض أردوغان في التشكيلة الوزارية صهره بيرآت البيرق، وبن علي يلديريم، ليكونا ضمن التشكيلة الحكومية رغم معارضة أوغلو.
واستمرت هذه الخلافات حتى أضطر أوغلو إلى الاستقالة من رئاسة حزب "العدالة والتنمية"، ومن ثم من رئاسة الوزراء، ليتم تصعيد بن علي يلديريم، الذي يوصف بأنه رجل أردوغان المطيع، بديلًا لأوغلو.
ويقول حبيب إن "محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان، التي جرت مساء الجمعة الماضية، أظهرت أن يلديريم ما هو إلا واجهة فقط، ليغيب تمامًا عن مشهد اتخاذ القرار، ويكتفي فقط بالتصريحات، بينما أردوغان هو صاحب القرار".
ومنذ تم الإعلان عن إحباط محاولة الانقلاب، خرجت تصريحات عن الرئيس التركي يتحدث عن اعتقالات وتوقيف، وإعادة عقوبة الإعدام، مع أن الدستور ينص على أن مثل هذه الإجراءات تصدرها الحكومة ويوافق عليها البرلمان، ثم يصدق عليها رئيس الدولة، وأخيرًا جاء إعلان الطوارئ بالأمس، ليؤكد أن أردوغان رئيس دولة بصلاحيات رئيس حكومة.
aXA6IDMuMTQxLjM4LjUg جزيرة ام اند امز