إنفوجراف.. "بن لادن" السعودية ديونها 30 مليار دولار وتبحث عن "المنقذ"
مجموعة "بن لادن" السعودية تسعى للخروج من الكبوة التي أصابتها بعد التوقف عن المنافسة على عقود مشروعات داخل المملكة لمدة 8 أشهر.. كيف؟
فيما تواصل مجموعة بن لادن السعودية حصد الآثار السلبية لقرار الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ سبتمبر/أيلول 2015، الخاص بوقف حصول المجموعة على عقود أعمال جديدة، وكان آخرها رفض مطالباتها لصرف مبلغ 1.3 مليار ريال عن أعمال نفذتها في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى إبريل/نيسان 2016.
وأجبر هذا الوضع المجموعة على تسريح قرابة 70 ألف موظف، فضلاً عن تقليل وتيرة العمل في مشروعاتها لتخفيف الضغط على المركز المالي، وتزامن هذا مع طلب المجموعة تمديد أجل سداد قرض إسلامي بقيمة 817 مليون ريال؛ حيث حل موعد سداده في 15 يوليو/تموز الجاري.
وفي المقابل، أعاد قرار المملكة بإعادة تصنيف المجموعة مرةً أخرى والسماح الدخول في المشروعات، الأمل للمجموعة والتوسع في حجم الأعمال الخارجية التي تتمتع فيه الشركة بسجل أعمال قوي يمنح بن لادن قبلة الحياة مرة أخرى.
وهو ما يمثل فرصة جيدة للخروج من الضائقة التي مرت بها منذ سبتمبر/أيلول 2015، خاصة أن ديون المجموعة تصل إلى حوالي 30 مليار دولار، وفقا لتصريحات مصادر مصرفية إلى صحيفة "الأيام" السعودية.
وتتواجد أعمال المقاولات للمجموعة في 5 دول بخلاف السعودية، وتشمل الإمارات ومصر وسوريا واليمن وماليزيا، وبدأت التوسع في أسواق جديدة مثل السنغال والمغرب في محاولة لتوسيع قاعدة الأعمال تفاديًا للتأثر بوقوع أية مستجدات في أي من أسواقها.
ويعود قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز بوقف دخول بن لادن في أعمال جديدة إلى حادثة سقوط رافعة أثناء أعمال التوسعة التي تقوم بها المجموعة في الحرم المكي وأودت بحياة 111 شخصا، ولكن تراجعت المملكة عن القرار في مايو/أيار الماضي بسبب انخراط مجموعة بن لادن في عدد من المشروعات الحيوية مثل مطار الملك عبدالعزيز الدولي.
من جانبه، قال محمد عبدالمجيد خبير الاستشارات الهندسية، إن مجموعة بن لادن واجهت 8 أشهر صعبة للغاية منذ قرار وقف دخولها في مشروعات جديدة حتى السماح مرة أخرى بالمشاركة في عقود المشروعات السعودية؛ لأن المملكة تشكل أكثر من 80% من أعمال المقاولات لمجموعة بن لادن.
وأوضح أنه على الرغم من قوة المركز المالي لمجموعة بن لادن استنادًا لسجل الأعمال القوي التي نفذتها على مدار عشرات السنوات، ولكن هذا لا يمنع من مواجهة صعوبات مالية مؤقتة نتيجة التوقف المفاجئ لعقود المشروعات الجديدة من جانب، وتأخر الحكومة في سداد دفعات مستحقات شركات المقاولات بشكل عام نتيجة هبوط سعر النفط.
وأكد خبير الاستشارات الهندسية أن توسع المجموعة في الخارج يعد أحد الأبواب لاستعادة اتزانها بجانب الأعمال الداخلية، حيث بدأت تتوسع في مشروعات عقارية في مصر، فضلاً عن اقتناص عبر شركتها دار الهندسة "شاعر وشركاه" تصميم مشروع تطوير محور قناة السويس.
وأضاف عبدالجميد أن المجموعة توسعت أيضًا في السنغال، وتنوي حاليًا تنفيذ مدينة جديدة في الرباط وأحد أهم الأبراج العقارية في إفريقيا، كما تعمل بن لادن في قطاع البترول في إفريقيا.
وفي السياق نفسه، أكد خبير الاستثمار العقاري محمد إدريس أن التوسع في الأعمال الخارجية يعد وسيلة مهمة لمجموعة بن لادن بعد التجربة القاسية التي واجهتها على مدار عدة أشهر، فضلاً عن مواجهة التأخر في استلام مستحقات المشروعات، حيث أظهرت هذه المستجدات ضرورة تنويع الأسواق لتقليل المخاطر.
وأَشار إلى أن المجموعة بدأت بالفعل في زيادة حجم أعمالها الخارجية، فعلى سبيل المثال تعمل على الدخول في شراكة مع شركات عقارية واستشارية مصرية لتنفيذ مشروع عقاري كبير في القاهرة الجديدة بعدة مليارات، بخلاف توسعها في المغرب.