صائد العقارب الجزائري.. مهنة بطعم "السم"
على الرغم من أن مهنة صائد العقارب في الجزائر، قد تكون مربحة في بعض الأوقات، إلا أنها محفوفة بالمخاطر، التي قد تدفع صاحبها لتذوق السم.
بينما يظهر "عبد الباقي ب"، صائد العقارب الجزائري، أمام الناس مستعرضًا قدراته وهو يصيد الأفاعي والعقارب بكل مهارة، فإنه يؤكد في الوقت ذاته، أن مهنته محفوفة بالمخاطر، التي قد تدفعه في بعض الأحيان إلى تذوق السم.
عبد الباقي، الذي ينتمي إلى ولاية غرداية، إحدى ولايات الجنوب الجزائري، يقول لصحيفة "الخبر" الجزائرية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إن من أساسيات مهنته هو تعلم كيفية التعامل مع لدغة العقرب والأفعى.
ويضيف "لكل مهنة متاعبها، ومتاعب هذه المهنة هي احتمال تعرض العاملين بها للدغ، والذي يقتضي حينها اتباع بعض الإجراءات العاجلة، ومن بينها مص الدم في الجزء المصاب".
وتتم هذه العملية، عن طريق إحداث جروح بالجزء المصاب باللدغ، ومص الدم بتلك المنطقة، ثم إفراغه، لإيقاف انتشار السم في مناطق الجسم.
ودون هذا الإجراء، الذي يتم اللجوء إليه في الحالات التي يتعذر معها الحصول على العلاج في الوقت المناسب، تصبح اللدغات مميتة، كما أكد عبد الباقي.
ووفق إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الجزائرية، يتعرض أكثر من ألف شخص تقريبًا كل سنة للسعات الأفاعي والعقرب، أغلبهم في ولايات الجنوب، ويموت سنويًا ما لا يقل عن 40 شخصًا سنويًا بسبب عدم الحصول على الإسعافات اللازمة في الوقت المناسب.
ميراث الأجداد
صعوبة المهنة وأخطارها، لم تمنع عبد الباقي من ممارستها بكل حب، قائلًا: "هي مهنة توارثتها عن أجدادي، كما أنها مربحة".
ويعمل عبد الباقي مع شركات النفط الأجنبية التي تنقب في الصحراء، وقبل سنوات كان أحد الصيادين الذين اعتمدت عليهم شركة "شلومبيرجي" الأمريكية النفطية لتطهير منطقة قاعدة الحياة الواقعة شمال مدينة عين صالح "وسط الجزائر" من مئات الأفاعي التي منعت إقامة العمال في المنطقة.
ويقول: "كنا نتقاضى 500 دينار مقابل كل أفعى أو عقرب نصيده، و1000 دينار مقابل كل وكر لهما ندمره".
وعن اصطياد الأفعى، يوضح "المطاردة تبدأ بعد اكتشاف الأثر ولا يمكن لغير المختص أن يكتشفه في الصحراء بسهولة".
والأثر، كما يعرفه عبد الباقي، هو عبارة عن فضلات أو بقايا جلد الأفعى؛ حيث تغير الأخيرة جلدها كل فصل ربيع، أو آثار زحف الأفعى.
ويضيف "نصل بعد تتبع أثر زحفها فوق الرمال، إلى جحر الأفعى، ونقوم بإدخال ملقاط حديدي كبير يزيد طوله على متر تقريبًا، أو أداة أخرى يستعملها الأمريكيون في صيد الأفاعي، وهي تشبه الملقاط، في الوقت نفسه أحمل في يدي الثانية قضيبًا حديديًا رفيعًا للتصدي لأي محاولة خداع من الأفعى أو تدخل أفعى ثانية".
ويتذكر موقفًا صعبًا حدث له قبل سنوات؛ حيث كان يصيد إحدى الأفاعي، فهاجمته أفعى ثانية، فاضطر للفرار.
وعلى الرغم من الرعب الذي تمثله الأفعى في أذهان الناس، إلا أن عبد الباقي يقول: "القاتل الأول من الحشرات وحتى الحيوانات في الجزائر، هي العقرب".
وبحسب دراسة أجرتها مديرية الوقاية في وزارة الصحة، قتلت العقارب أكثر من 412 شخصًا بين عامي 2003 و2013، حسب دراسة أعدها معهد باستور بالجزائر.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز