إنفوجراف.. هيلاري كلينتون.. هل تدخل أمريكا عهد النساء ؟
هيلاري كلينتون باتت أول سيدة أمريكية تخوض الانتخابات الرئاسية عن أحد الحزبين الرئيسيين مبشرة ببدء "مرحلة تاريخية" للنساء
هيلاري كلينتون التي أعلن الحزب الديموقراطي ترشيحها رسميا للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، هي أول امرأة تخوض السباق الرئاسي باسم أحد الحزبين الكبيرين في تاريخ الولايات المتحدة، مبشرة ببدء "مرحلة تاريخية" للنساء.
وقالت كلينتون بعد إعلان ترشيحها رسميا "لا يمكنني أن أصدق أننا أحدثنا شرخا غير مسبوق في السقف الزجاجي"، في إشارة إلى الحواجز الخفية التي تعرقل المسيرة المهنية للنساء.
وفي تسجيل تم بثه أمام مندوبي حزبها، أكدت كلينتون التي ستبدأ، الأربعاء، حملتها لمواجهة خصمها الجمهوري دونالد ترامب، وقالت "إذا كانت فتيات يتابعن مساء اليوم ما حدث، أود أن اقول لهن إنني قد أصبح أول سيدة تتولى الرئاسة، لكن واحدة منهن ستكون التالية".
وقبل أن تحقق السيدة الأولى السابقة هذا الحلم، كانت تذكر أحيانا مقولة شهيرة لايليونور روزفلت زوجة الرئيس الديموقراطي الأسبق فرانكلين روزفلت "إذا أرادت النساء ممارسة السياسة لابد أن يكون جلدهن سميكا كوحيد القرن".
وفي الكنائس والمقاهي أو في اللقاءات الانتخابية، في جعبة كلينتون آلاف النوادر حول التجارب التي مرت بها وتجاوزتها في العقود الأربعة التي أمضتها في الحياة العامة وهي تقول غالبا "لدي الندوب التي تثبت ذلك".
ولا يمكن إحصاء الانتقادات بالكذب والاحتيال والمحسوبية وحتى بالقتل التي وجهها إليها الجمهوريون، وترى غالبية من الأمريكيين إنها غير صادقة.
وكانت وزيرة الخارجية السابقة صرحت أمام مؤيديها خلال تجمع في نيويورك بعدما حسمت النتائج لمصلحتها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، "نعم لا يزال هناك جدران لكسرها للنساء والرجال، ولجميعنا.. لكن لا تصدقوا من يقول لكم إن الأمور العظيمة لا يمكن أن تحصل في أمريكا".
أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي رافقها في حملتها الانتخابية في الأسبوع الأخير، فقد صرح بأنه "لم يكن هناك أبدا أي رجل أو امرأة يملك مؤهلات أكثر من هيلاري كلينتون لشغل هذا المنصب.. وهذه هي الحقيقة".
من شيكاغو إلى أركنسو
ولدت هيلاري دايان رودهام في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1947 في شيكاغو ونشأت في ضاحية بارك ريدج البيضاء والهادئة في وسط الغرب الأمريكي في كنف عائلة متوسطة.
وهي تحب والدتها دوروثي وتصف والدها هيو رودهام وهو ابن مهاجرين بريطانيين بأنه عنيد وقاس.. إلا أنه نقل إليها أخلاقيات العمل والخوف من الفاقة.
ومن والدها ورثت أيضا القناعات الجمهورية التي بقيت تلتزم بها حتى سنوات الجامعة. والعائلة من أتباع الكنيسة الميتودية وما زالت هيلاري كلينتون إلى اليوم متمسكة بكنيستها.
وفي 1965 قُبلت هيلاري كلينتون التي تتصف بالذكاء والطموح في جامعة عريقة للشابات هي ويلسلي كوليدج غير البعيدة عن هارفرد.
وخلال الاضطرابات الاجتماعية التي شهدتها الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي، فتحت سنواتها الدراسية الأربع في الجامعة عينيها على حقوق السود والنضال من أجل الحقوق المدنية وحرب فيتنام والمساواة بين الرجل والمرأة.
وانتخبت الطالبة ذات النظارات السميكة والتي تتمتع بقدرات قيادية وشخصية قوية من قبل زميلاتها لتمثيلهن في الادارة. وفي 1969 التحقت بكلية الحقوق في ييل حيث التقت بيل كلينتون.
وكتب بيل كلينتون لاحقا "كان لديها تصميم وقدرة على ضبط النفس نادرا ما لاحظتها لدى رجال او نساء".
وفي هذه الفترة، بدأ نشاط هيلاري للدفاع عن حقوق الانسان والنساء، وعند انتهاء دراستها، اختارت العمل مع صندوق الدفاع عن الاطفال بينما استقر بيل في اركنسو لبدء مسيرته السياسية.
وبعد إقامة في واشنطن في 1974 حيث وظفتها لجنة التحقيق في فضيحة ووترغيت، تبعت بيل كلينتون إلى أركنسو (جنوب) حيث انتخب هو نائبا عاما ثم حاكما للولاية بينما التحقت هيلاري بمكتب كبير للمحاماة. وفي 1980 ولدت ابنتهما تشيلسي.
-سيدة أولى
وتحت الضغوط، تخلت كلينتون عن اسم عائلتها مكتفية بكنية كلينتون وأصبحت السيدة الأولى لأركنسو ثم للولايات المتحدة بعد انتخاب بيل في العام 1992.
إلا أن صورة "الشريكة في الرئاسة" في الظل الذي يغذيها الجمهوريون تتناقض مع الصورة التقليدية للسيدة الأولى التي تهتم بالأعمال الخيرية.
وبعد فشل مشروعها لاصلاح النظام الصحي بشكل كارثي في العام 1994، انسحبت السيدة الأولى من الملفات السياسة للتركيز في المقابل على قضايا النساء خصوصا في الخارج.
في الكواليس، هيلاري هي من يشرف على الفريق القضائي المكلف فضيحة "وايت ووتر" العقارية.
ورغم الإهانة التي شعرت بها من خيانة زوجها، إلا أنها دافعت عنه بقوة لتفادي إقالته في العام 2008 مع أنهما كانا يقصدان خبيرا نفسيا لإنقاذ زواجهما.
موقفها سيكسبها تعاطف الاميركيين اذ اظهر استطلاع لمعهد غالوب في ديسمبر/كانون الأول 1998 أن 67% من السكان مؤيدون لها.
مسيرة منفردة
ومع دنو موعد رحيلها من البيت الأبيض، انطلقت السيدة الأولى في العمل السياسي وانتخبت في نوفمبر/تشرين الثاني 2000 عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك.
ورفضت الترشح للانتخابات الرئاسية في 2004، لينتقدها السناتور باراك أوباما انذاك في الاقتراع التالي، بلا توقف لتصويتها مع حرب العراق.
وحولت هيلاري كلينتون تجربتها إلى شعار ووعدت بأن تكون سيدة حديدية. لكن الأمريكيين فضلوا عليها شاب أربعيني جديد يجسد التغيير أكثر من أي شخص آخر.
وفي حدث لم يكن متوقعا، أصبحت هيلاري وزيرة للخارجية في حكومة باراك أوباما في ولايته الأولى. ويقول معارضوها إنها لم تحقق أي نجاح يذكر.
وينتقدها الجمهوريون بشدة بسبب الهجوم الذي وقع في بنغازي وقتل فيه السفير الأمريكي مع 3 أمريكيين آخرين.
وحين أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آيأبانه لن يوصي بملاحقات بحقها في قضية استخدامها لبريدها الالكتروني الشخصي بدلا من البريد الرسمي، زادت الشكوك في أن الزوجين كلينتون يعتقدان انهما فوق القانون، إلى جانب أنهما يعيشان حياة أثرياء.
لكن سنواتها الأربع في الخارجية عززت صورتها كسيدة دولة، ويفيد استطلاع للرأي يجريه معهد غالوب سنويا أنها تبقى بعد 14 عاما السيدة التي تثير إعجاب أكبر عدد من الأمريكيين، ما يثبت أن نهجها الواقعي تغلب أخيرا على مثالية منافسها الديموقراطي بيرني ساندرز.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDMuMTk2IA== جزيرة ام اند امز