مفاجأة.. اكتشاف مضادات حيوية "فعالة" مستخرجة من أنف الإنسان
علماء يبحثون سبب وجود المضادات الحيوية في أنف الإنسان، سعيا لإيجاد طرق جديدة لمكافحة البكتيريا السيئة، ومنع انتشار العدوى.
في كشف مثير للدهشة، أعلن العلماء الألمان عن اكتشاف نوع جديد من المضادات الحيوية التي يمكن أن تستخدم لمكافحة الجراثيم القوية مثل جرثومة المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، لكن المفاجأة هنا أن هذا النوع يمكن استخراجه من "الأنف" البشري.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن هذا الكشف أدهش حتى العلماء القائمين على تركيب المضاد الحيوي الجديد وأن دهشتهم نابعة من أن نوعا من البكتيريا التي تعيش في الأنف البشري قادرة على إنتاج مضاد حيوي يعتقدون أنه يمكن أن يشكل أساسا لعلاجات جديدة للأمراض التي يصعب علاجها.
ويوجد حاليا حاجة ملحة لابتكار أنواع جديدة من المضادات الحيوية لمعالجة الجراثيم المقاومة للأدوية الآخذة في التزايد، والمعروفة باسم الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، والتي حذر الخبراء أنها ستتسبب في ما يقرب من ١٠ ملايين حالة وفاة غير ضرورية في السنة بحلول عام ٢٠٥٠.
وسبق أن وجدت معظم المضادات الحيوية في البكتيريا التي تعيش في التربة، ولكن تحديد مكونات جديدة من هذه المصادر قد يصبح من الصعب على نحو متزايد، خاصة بعد أن ظهرت أنواع جديدة من الجراثيم الشرسة التي تقاوم المضادات منذ عشرات السنوات.
وأخذ علماء الأحياء في جامعة توبنجن في ألمانيا مسحات أنفية من ١٨٧ مريضا في المستشفى، ووجدوا بعض فحصها أن ٣٠٪ منهم لديهم البكتيريا العنقودية الذهبية، التي تنتج المضاد الحيوي المعروف باسم "لوجدونين".
ووصف العلماء في مجلة "نيتشر" العلمية الشهيرة، كيف كان لهذا النوع من المضادات الحيوية نشاط فعال ضد مجموعة واسعة من البكتيريا الخطيرة، بما في ذلك جرثومة المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
ويمثل هذا المكون أول مثال معروف من فئة جديدة من المضادات الحيوية، وكان يستخدم من قبل فريق العلماء الألمان لعلاج بعض الالتهابات في الفئران.
وقال العلماء أن اخر مكان كانوا يفكرون فيه ولم يتوقعوا أن يجدوا به المضادات الحيوية الجديدة هو الأنف البشري. وأضافوا أنها نتيجة مثيرة للدهشة وغير متوقعة تكشف أنه كلما كانت البيئة أكثر فقرا كلما كانت الفرص أفضل لكتوين المضادات الحيوية.
وذكروا أن جسم الإنسان يحتوي على نظام بيئي غني بالبكتيريا، ولكن عادة ما يميل الأطباء لفحص الأمعاء بدلا من الأنف بحثا عن الجراثيم.
ومن هنا أوضح العلماء أنه إذا أمكنهم فهم سبب وجود المضادات في الأنف فسيجدون طرقا جديدة لمكافحة البكتيريا السيئة، ومنع انتشار العدوى، وربما حتى التوصل لمفاهيم علاجية جديدة.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز