"العنصرية".. هل تتسبب في هزيمة ترامب؟

تعصب ترامب السافر قد يدفع البيض للتوجه إلى التصويت للديمقراطيين.

نجحت التصريحات ذات الطابع العنصري التي دأب على إطلاقها مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب في أن تجمع حوله التيارات اليمينية والمتطرفة المناهضة للأعراق الأخرى، غير أن التحليلات السياسية الأمريكية كشفت عن أنها قد تتسبب بخسارة قطاع عريض من الناخبين، كونها تمس العديد من الأمريكيين من مختلف الديانات والأعراق، بما في ذلك المعتدلين من ذوي البشرة البيضاء.

وأشارت مجلة "سالون" إلى أن دعم السود في الولايات المتحدة لترامب لا يتعدى صفر بالمائة، بينما الأمريكيون من أصل لاتيني لا يتجاوز دعمهم 11%، في مؤشر يدل على نسبة تأييد شبه معدومة من الأعراق غير البيضاء لترامب.

كما كشف عدد من الخبراء أن الكثيرين من ذوي البشرة البيضاء، الذين كانوا على استعداد لأن يدلوا بأصواتهم لمرشحين جمهوريين مثل ريجان ورومني وماكين، في غاية التردد تجاه التصويت لصالح ترامب، ويرجع ذلك إلى إدراك قطاع كبير منهم للممارسات العنصرية لترامب، وتحديدا "التصنيف العنصري".

ووجدت المجلة أن "التصنيف العنصري" مستشر بشكل مقلق، بين ذوي البشرة البيضاء تحديدا، حيث يرى 30% من البيض المحافظين أن السود كسالى، بينما يعتقد 40% منهم أن السود من أحد أكثر الأعراق عنفا.

كما يؤمن 69% من ذوى البشرة البيضاء المحافظين بأن الأشخاص ذوى الأصول الأيرلندية والإيطالية واليهودية بالإضافة إلى أعراق أخرى استطاعوا تخطي مرحلة "التصنيف العنصري"، وأن السود عليهم العمل على تغيير الصورة السلبية عنهم دون أي مساعدة خاصة، ولا يرى 57% من نفس العينة أن عقودا من العبودية شكلت ظروفا صعبت على السود الخروج من الطبقات الفقيرة.

لكن بحسب استطلاع رأي آخر لموقع YouGov الأمريكي المختص في الأبحاث السياسية الأمريكية، يرفض غالبية البيض، دون العينة المحافظة، الممارسات العنصرية لترامب، حيث رفض 41% من ذوي البشرة البيضاء المعتدلين تعليقات ترامب العنصرية، بينما رأى 57% أن تعليقات ترامب خاطئة جملة وتفصيلا.

وخلصت المجلة إلى أن عوامل مثل "الدخل ومدى تأثير الخطاب السياسي" تؤثر على اتجاهات تصويت أصحاب البشرة البيضاء لترامب أو لغيره، لكن الانقسام داخل "الكتلة البيضاء" سيؤدى حتما إلى تفتيت الأصوات التي يحتاجها ترامب للنجاح في انتخابات الرئاسة الأمريكية، لاسيما وأنه قد خسر بالفعل جميع أصوات الأعراق الأخرى بنسبة كبيرة.