الإمارات تحقق ريادة جديدة في تطبيق مفاهيم الأمن الغذائي بالإعلان عن شراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، تهدف لتدعيم مظلة الأمن الغذائي
حققت دولة الإمارات ريادة جديدة على صعيد تطبيقها الملموس عالميا لمفهوم الأمن الغذائي؛ إذ شهد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير شؤون الرئاسة، الإعلان عن تحالف الأمن الغذائي، الذي يمثل نموذجاً للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ويهدف إلى توحيد الجهود لتدعيم مظلة الأمن الغذائي على مستوى الإمارات، وذلك على هامش فعاليات معرض سيال الشرق الأوسط، الذي انتهت أعماله الأربعاء في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
ووقع أعضاء التحالف من القطاعين الحكومي والخاص، على هامش فعاليات معرض سيال الشرق الأوسط، وثيقة التحالف بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ومعالي محمد أحمد البواردي، وكيل وزارة الدفاع ورئيس مجلس إدارة مركز الأمن الغذائي – أبوظبي.
ويضم التحالف 4 هيئات حكومية تشمل مركز الأمن الغذائي في أبوظبي وصندوق أبوظبي للتنمية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالإضافة إلى مركز خدمات المزارعين بأبوظبي، ومن القطاع الخاص تشارك ثماني شركات رائدة في مجال الزراعة وصناعة الغذاء، تشمل شركة الظاهرة القابضة، شركة جنان للاستثمار، مجموعة أغذية، شركة الإمارات للصناعات الغذائية، شركة إمارات المستقبل، شركة الروافد، والشركة العالمية القابضة لزراعة الأسماك بالإضافة إلى شركة الفوعة لإنتاج التمور.
وركز سيال أبوظبي في هذا العام على تحقيق مفاهيم الأمن الغذائي من خلال تركيزه على الابتكار واتجاهات الغذاء العالمية لتلبية الطلب المتزايد وتأمين احتياجات العالم المتنوع، حيث تواصل التأثيرات الثقافية والقوى الاقتصادية والتوعية الغذائية تأثيرها على إنتاج الغذاء ووفرته.
وشارك كبار صناع القرار من كبرى الشركات الغذائية وممثلي التموين في المتاجر والفنادق وتجار المواد الغذائية والمسؤولين الحكوميين والموزعين والمستوردين والمصدرين في سلسلة القمم نصف اليومية التي شهدها الحدث والتي شملت قمة المطاعم والفنادق، قمة التموين العام وتموين الطائرات، إضافة إلى قمة التجارة الغذائية بالتجزئة والاستيراد والتصدير، وهي التي تعتبر واحدة من الاضافات العديدة الجديدة على المعرض.
وأكد عبدالله المعيني مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (مواصفات)، لبوابة "العين" الإخبارية، سعي الهيئة من خلال مشاركتها في "سيال الشرق الأوسط 2015" إلى تسليط الضوء بشكل رئيسي على العلامة الوطنية للحلال واللائحة الخاصة باشتراطات الترخيص باستخدامها التي أطلقتها هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس العام الماضي كأول "علامة وطنية للحلال" على مستوى العالم تحقق شروط الامن الغذائي عالميا، موضحا أن الهيئة أعدت خطة تعريفية تستهدف جميع الشركاء ومتلقى الخدمة للتعريف بالنظام وآليات التطبيق والعلامة الوطنية للحلال، والتي ستشمل ورش عمل ومطبوعات وكتيبات تعريفية وأخبارا صحفية وإعلانات على موقع الهيئة الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى سعي الهيئة من خلال المعرض إلى التعريف بعلامة "عضوي" التي تصدرها بشهادة تؤكد مطابقة المنتجات العضوية لمتطلبات المواصفات القياسية المعتمدة، موضحا أن نظام الإنتاج الخاص بها مطابق للمتطلبات الأخرى والاشتراطات المحددة في النظام الموضوع من قبل هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس.
وقال إنه فيما يتعلق بشهادات المطابقة للمنتجات العضوية فقد منحت الهيئة خلال العام الماضي أكثر من 31 شهادة مطابقة لمزارع منتجات عضوية تنتج أكثر من 876 منتجا عضويا تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 907 هكتارات مقارنة بمنح 20 شهادة في عام 2013.
وأكد المعيني أن "سيال الشرق الأوسط 2015" وفر فرصة ممتازة لتعريف المستهلكين والمنتجين والتجار وكافة الجهات المعنية بأهمية "المنظومة الإماراتية للحلال" وعلامة "حلال" وعلامة "عضوي" وشروطها وقواعد الحصول عليها، نظرا لكون المعرض حدثا تجاريا مخصصا للزوار من التجار ورجال الأعمال والمهنيين، ويرسخ المعرض موقعه الإقليمي والعالمي عاما بعد عام.
ومن جانبه قال خليفة بن سالم المنصوري وكيل دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي بالإنابة: إن هذا المعرض مثل منصة جمعت كافة الشركات الإقليمية والعالمية لمناقشة مختلف الموضوعات والقضايا المتعلقة بصناعة الغذاء والاتجاهات الحالية المحركة للطلب وتعزيز النمو والابتكار في جميع المجالات ذات العلاقة بما يعود بالفائدة على إمارة أبوظبي والدولة بشكل عام.
وأكد حرص حكومة إمارة أبوظبي على تعزيز سياستها في تحقيق الأمن الغذائي من خلال مركز الأمن الغذائي بأبوظبي الجهة الرئيسة التي تضع المعايير الغذائية المسؤولة عن تنظيم وتنسيق جميع جهود إدارة الأمن الغذائي بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين ومن أهمها دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي من خلال التعاون المشترك بين الجانبين في تطوير وتوحيد الاستراتيجيات والقوانين والسياسات والإجراءات في سبيل تطوير الأمن الغذائي على المستوى الوطني.
كما أشار إلى أهمية تفعيل مذكرة التفاهم بين دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي ومركز الأمن الغذائي – أبوظبي والمعنية بالتعاون المشترك بين الجانبين في السياسات والتشريعات والدراسات الاقتصادية والاجتماعية ذات العلاقة بالأمن الغذائي، إلى جانب تعزيز دور الصناعات المعنية بالأمن الغذائي من خلال تشجيع الاستثمارات وتوفير الخدمات اللوجستية وتبادل المعلومات الإحصائية والبيانات والأبحاث المعنية بالأمن الغذائي على مستوى الإمارة.
وأفاد أن هناك 104 مصانع في إمارة أبوظبي معنية بصناعة الأغذية بما نسبته 7.33% من إجمالي الرخص الصناعية على مستوى إمارة أبوظبي البالغ إجمالي عددها 1418 رخصة، داعيا رجال الأعمال والمستثمرين المواطنين والأجانب في إمارة أبوظبي إلى الاستثمار الداخلي والخارجي في المجال الزراعي والصناعات الغذائية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من استراتيجية الأمن الغذائي على مستوى الدولة بشكل عام.
وقال خليفة المنصوري: إن هناك حوالي 1113 رخصة تجارية في إمارة أبوظبي تمارس نشاط بيع الأغذية والمشروبات، و4614 رخصة لبيع الأغذية بالتجزئة بالمتاجر المتخصصة، و3014 رخصة للبيع بالتجزئة في المتاجر غير المتخصصة التي تبيع الأطعمة والمشروبات، و6986 رخصة لأنشطة المطاعم وخدمات الأطعمة المتنقلة، و1487 لأنشطة خدمات الطعام الأخرى، و635 و301 لأنشطة تقديم المشروبات وبيع المشروبات بالتجزئة في المتاجر المتخصصة على التوالي.
ومن جانبه قال أحمد السويدي رئيس قسم الاتصال بمركز خدمات المزارعين: إن هذه المشاركة في معرض "سيال" الذي يعد أحد أشهر المعارض الغذائية المتخصصة في العالم تمثل فرصة كبيرة لتسليط الضوء على جهود المركز الرامية إلى تعزيز التنمية الزراعية المستدامة وتحقيق مفهوم الأمن الغذائي والترويج للمنتجات المحلية التي ينتجها المزارعون في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى إبراز حجم التطور الذي حدث لقطاع الزراعة في أبوظبي خلال السنوات الخمس الماضية.
ولفت إلى أن "سيال الشرق الأوسط" شكل فرصة مهمة من شأنها المساعدة على تطوير الرؤية التسويقية الداعمة للمنتج المحلي من خلال الاطلاع على تجارب متنوعة وأفكار مبتكرة من مختلف دول العالم، لا سيما أنه ضم نحو 1000 عارض من 52 دولة يعرضون لمنتجات متنوعة من الأغذية والمشروبات واللحوم والمواد الغذائية المحفوظة، كما يعرضون أفكارا مبتكرة للترويج والتسويق وأساليب التعبئة والتغليف.
ومن جانبها قالت الدكتورة أروى المضواحي من إدارة الأمراض غير المعدية بدائرة الصحة العامة والبحوث في هيئة الصحة بأبوظبي: إن هيئة الصحة أطلقت برنامج "إضافة شعار وقاية للأطعمة الصحية ـ وقاية" لتحقيق مفهوم الأمن الغذائي العالمي .
وأكدت أن هيئة الصحة في أبوظبي تشجع وتدعم استهلاك الغذاء الصحي، سواء كانت في المنزل أو في المطاعم أو المقاهي، دعما للتوعية حول الطعام الصحي وعادات الأكل الصحية، وتحقيقا لمفهوم الأمن الغذائي، وتقوم الهيئة في هذا السياق للسماح للمطاعم ومصنعي ومنتجي الغذاء، والمحلات التجارية وأماكن بيع الطعام على الترويج لخيار أفضل من خلال إضافة شعار وقاية للأطعمة الصحية.
ونوهت الدكتورة المضواحي لمساعي هيئة صحة أبوظبي لتحقيق مفهوم العالمية في مجال الأمن الغذائي، وذلك تكريسا للممارسات الصحية التي تتشارك بها البشرية جميعا.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز