الضربات الأمريكية في ليبيا تربك الدبلوماسية الجزائرية
وزير الشؤون الإفريقية والعربية عبد القادر مساهل مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج
التزمت الخارجية الجزائرية الصمت إزاء الضربات الجوية الأمريكية على ليبيا، ولم تبد أي موقف رسمي على الرغم من انخراطها في مسعى التوفيق بين الأطراف المتنازعة في هذا البلد الجار.
انتظر المتتبعون 3 أيام دون جدوى لمعرفة الموقف الرسمي الجزائري، فيما يخص الضربات العسكرية الأمريكية على معاقل تنظيم "داعش" في ليبيا، خاصة أن الجزائر معروفة برفضها لكل أشكال التدخل العسكري في المنطقة.
ورفض المسؤول الإعلامي بالخارجية الجزائرية بن علي شريف، الإدلاء بأي تصريح رسمي في هذا الشأن، بعد أن حاولت بوابة "العين" الإخبارية الاتصال به لاستقاء الموقف الجزائري مما يجري في ليبيا.
وجاءت هذه العملية العسكرية في وقت كانت تتأهب الجزائر لإعادة فتح سفارتها بطرابلس، وهو ما لم يتم لحد الآن بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي لا تزال تراها الخارجية الجزائرية غير مناسبة.
وفي تحليله لهذا الصمت، قال حليم بن عطاء الله، سفير الجزائر سابقا في عاصمة الاتحاد الأوربي بروكسل، إن هذه الضربات الأمريكية وضعت الديبلوماسية الجزائرية في مأزق لأن الجزائر معروف عنها أنها ترفض أي تدخل عسكري خارج إطار الشرعية الدولية، وبالمقابل جاءت هذه الضربات بطلب من رئيس حكومة الوفاق الوطني التي اعترفت بها الجزائر.
وأضاف بن عطاء الله، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، أن ذلك يجعل من إدانة هذه العمليات عديم الجدوى. لكن الموقف المناسب برأيه أن تلجأ الخارجية الجزائرية إلى إعلان تبرؤها من هذه الضربات عبر إجراءات واضحة، والتي من بينها تعليق فتح السفارة الجزائرية بطرابلس احتجاجا على ما قام به رئيس حكومة الوفاق الوطني دون استشارة الجزائر.
وكانت الجزائر قد رحبت بإعلان حكومة الوفاق الوطني في ليبيا واستقبلت رئيسها فايز السراج في يناير/كانون الثاني الماضي، وبادله وزير الشؤون الإفريقية والعربية في الجزائر عبد القادر مساهل بزيارة مماثلة إلى طرابلس في إبريل الماضي. واعتبر ذلك رسالة على بداية تطبيع كلي للعلاقات بين البلدين، خاصة أن الجزائر كانت من بين الدول التي احتضنت بعض محطات مسار المصالحة في ليبيا.
وبحسب الخبير الأمني عمر بن جانة، فإن أكثر ما تخشاه الجزائر بخصوص التدخل العسكري الغربي في ليبيا، هو أن تتحول حدودها الشاسعة مع هذا البلد الجار، إلى ممر لإرهابيي الجماعات المسلحة الليبية الباحثين عن ملجأ آمن، وهو ما يلقي على الجيش الجزائري أعباء إضافية، علما أنه يُسخر حاليا الجزء الأكبر من قواته على الحدود.
aXA6IDMuMTQ1Ljc1LjIzOCA= جزيرة ام اند امز