اليمنيون يعيشون على أرض مفخخة
الإرهابيون يستحوذون على المناطق المحررة.. وملثمون يبثون الرعب في شوارع عدن
حولت الجماعات الإرهابية وعلى رأسها "داعش اليمن" المناطق المُحررة إلى مسرح للعمليات الانتحارية.
لم يكن اليمنيون يتوقعون أن تتحول المناطق المحررة من مليشيا الحوثي والرئيس السابق علي صالح إلى بؤرة للتنظيمات الإرهابية وبيئة خصبة لنشاط عناصرها، حتى وجدوا أنفسهم على وطن مفخخ بالرعب ومسرحًا للعمليات الانتحارية، ومنطلقًا لتصريحات قوى الإرهاب، لكن ذلك بقي أمرًا واقعًا في ظل ظهور جماعة ما تعرف بداعش اليمن التي تؤكد المعلومات التي لدينا أنها صناعة استخباراتية لضباط أمنيين يعملون فيما يعرف بالدولة العميقة، حيث تشير المعلومات إلى عمليات استهداف السجون وإخراج العناصر المتشددة، بالإضافة لتفعيل نشاط قيادات بالقاعدة سبق لنظام صالح أن أقنعها بتجميد نشاطها في سياق صفقة مصالح متبادلة.
الخبير في شؤون الجماعات المسلحة "سعيد عبيد الجحمي" اعتبر الخيار العسكري مع العناصر الإرهابية غير مجدية، كون هذه التنظيمات بحاجة لأدوات أمنية في مواجهتها، مشيرًا إلى أن الأدوات الأمنية وحدها غير كافية هي الأخرى.
وشدد على ضرورة وجود استراتيجية وطنية شاملة لاقتلاع جذور الفكر الإرهابي وتجفيف منابعه.
عدن المدينة التي يغلب عليها الطابع العالمي أكثر من أي مدينة أخرى في اليمن، يبدو وكأن المسلحين الإسلاميين الملثمين خرجوا من عالم آخر، تراهم يقتحمون فصول الدراسة الجامعية لمطالبة الطلبة والطالبات بعدم الاختلاط، وينقضون على الأسواق التجارية وهم يطلقون النار في الهواء لمطالبة البائعات بتغطية وجوههن، بل ويضايقون الأسر التي تحتفل بعيد الأضحى على الشاطيء.
لا زالت محافظة عدن تعاني من انفلات الوضع الأمني، وإن اندحرت منها مليشيا الحوثي لوقت مبكر مقارنة بنظيراتها من المحافظات المحتلة حوثيًّا، كما أن نشاط الخلايا الإرهابية فيها لا زال أمر يؤرق الجميع ويضع كاهله على أكتاف المحافظ الجديد اللواء جعفر محمد سعد والمعين من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ولعل اتفاق وصف بأنه يبعث على الأمل بين محافظ عدن الجديد وقيادات المقاومة الجنوبية، لا يبدو كافيًّا إلى الآن، ولكن ربما يكون له إسهامات في زحزحة الوضع الأمني المنفلت إذا ما خرج إلى حيز التنفيذ.
الانفلات الأمني التي تشهده محافظة عدن يشير إلى قادم مليء بالرعب والدماء، ما لم يكون هناك توجه دولي لاستقرار المحافظة التي لا يمكن القول أنها باتت بمنأى وإن غادرتها مليشيات الحوثي..
لقد باتت محافظة عدن بيئة خصبة لنشاط عناصر التنظيمات الإرهابية في ظل الحرب التي تشهدها البلاد.
وبتصاعد نشاط التنظيمات الإرهابي "داعش" والقاعدة في مدن الجنوب، يزداد القلق الأمني في ظل أوضاع منفلته ومحاولات باهته لانتشال مدينة عدن من الوقوع في براثن الإرهاب.
وقبل يوم من التفجير الانتحاري استهدف نقطة للمقاومة بكالتكس عدن، عثرت القوات السودانبة على وثائق ومضبوطات تثبث ارتباط الرئيس السابق علي صالح بالخلايا الإرهابية بعدن، جاء ذلك بعد حملة مداهمات نفذتها القوات..
التنظيم الإرهابي المعروف بـ"داعش" تبنى عملية تفجير قبل أسابيع استهدفت مقر إقامة الحكومة اليمنية بمدينة عدن، فيما تحدثت تقارير صحفية عن ترسانة أسلحة ثقيلة يمتلكها التنظيم الإرهابي الجديد والمتفرع من تنظيم القاعدة في البلاد.
وعلى ماله صلة بذلك هدد بيان منسوب لتنظيم "داعش" ولاية عدن طلاب الجامعات بفرض نمط معين لتقاليد الدراسة، محذرًا من الاختلاط بين الطلاب والطالبات.
وقال التنظيم: إنه عازمًا على أن يضرب بيد من حديد على كل من يحاربون الله ورسوله بكافة أشكالهم ومظاهرهم، سواء لبس هؤلاء ثوب الفسق والفساد أو لبسوا زورًا وبهتانًا ثوب الحياء والعفة وهم حقيقة أهل الفسق والفجور .
المقاتلون الجنوبيون الموالون للرئيس هادي يخشون أن يطغى المتشددون على حركتهم ما لم تبذل الحكومة جهدًا أكبر لتأكيد سلطتها .
تحاول حكومة "هادي" الجديدة العودة إلى السلطة عن طريق قوات التحالف العربي، إلا أنها قد تجد نفسها في ورطة الوقوع في شبكة الإرهاب التي نسجتها الدولة العميقة في البلاد، حين تفاجئ بأنها في مواجهة مباشرة مع عناصر التنظيم المتشدد..
في السادس من أكتوبر تشرين الأول الجاري نفذ تنظيم الدولة المسمى "داعش" أكبر هجوم له في عدن ضد حكومة "هادي" وحلفائها العرب، وأعلن مسؤوليته عن تفجير انتحاري رباعي آخر سقط فيه ما لا يقل عن 15 قتيلًا من بينهم أربعة جنود من الإمارات، فيما هاجم انتحاري نقطة تفتيش تابعة للمقاومة الجنوبية بجولة كالتكس بمديرية المنصورة وسط مدينة عدن.
التفجير الانتحاري استهدف خيمة تابعة لنقطة أمنية للمقاومة الجنوبية بمنطقة المنصورة بمدينة عدن مما تسبب بمقتل 2 من أفراد النقطة وفقًا لشهود عيان.
في محافظتي "لحج" و"أبين" الساحليتين المجاورتين لمدينة عدن فشل وسطاء الأسبوع الماضي في إقناع المسلحين المتشددين بتسليم القوات الحكومية 55 عربة مدرعة ودبابة و22 قاذفًا للصواريخ استولوا عليها من الجيش.
ومنذ استيلاء الحوثيين على صنعاء استغل مقاتلو القاعدة الفوضى ووسعوا نفوذهم في جنوب اليمن وشرقه، واستولى المقاتلون على أسلحة ثقيلة من معسكرات للجيش ونظموا المقاومة القبلية للحوثيين وملئوا الفراغ الأمني مع هزيمة حكومة الرئيس هادي، وعلى مدى الشهور الماضية حكم تنظيم القاعدة فعليًّا مناطق من محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن.
يستبعد خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية قدرة حكومة "هادي" مستقبلًا على أن تتخذ خطوات لإبعاد الشبان المسلحين عن الشوارع، بما في ذلك ما تتحدث عنه من خطط لدمج حوالي خمسة آلاف فرد من المقاومة الجنوبية في قواتها وفقًا للخبير "سعيد عبيد الجمحي".
الا أن "الجحمي" شدد على ضرورة وجود استراتيجية وطنية شاملة لاقتلاع جذور الفكر الإرهابي وتجفيف المنابع التي تعمل على تطوره، مثل إيجاد حلول ناجعة للفقر والبطالة ومنع تدريس أية مناهج لتخضع إلى سيطرة الدولة بالتزامن مع المضي في الخيار الأمني والعسكري.
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز