مستشفى خليفة بن زايد بلبنان.. نور يكبله ظلام "حزب الله"
صرحٌ طبي مكتمل، تتطلع عيون الآلاف للاستفادة منه في أقرب فرصة
صرحٌ طبي مكتمل، تتطلع عيون الآلاف للاستفادة منه في أقرب فرصة، قبل أن تتدهور حالتهم أكثر فأكثر، لكن يبدو أن الأمل مازال بعيدًا إذ أن أبواب المستشفى مازالت موصدة، دون أسباب مقنعة.. هذا هو حال مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في بلدة شبعا الجنوبية.
وبات معروفًا رسميًا وإعلاميًا أن تنظيم "حزب الله" الإرهابي يقف وراء عرقلة تشغيل المستشفى لأسباب سياسية تتعلق بجهة التمويل والرغبة في محاصصة سياسية أكبر، ومعاقبة الأهالي على موقفهم الداعم للثورة السورية، دون أخذ في الاعتبار الظرف الإنساني الذي يعانون منه.
المستشفى الذي تبلغ مساحته 12 ألفاً و590 متراً مربعاً، ويوفر الخدمات الصحية لحوالي 35 ألف مواطن لبناني في هذه المنطقة، كان سببًا في استغاثة المواطنين الذين يرون أن حياتهم وذويهم مرهونة بافتتاح المستشفى المجهز فعليًا منذ عام 2009، بأحدث المعدات والتقنيات الطبية المتطورة.
ولا يوجد لدى حزب الله أي أسباب حقيقية تمنع افتتاح المستشفى، خاصة مع تواجد قوات حفظ السلام الدولية "يونيفيل" على الحدود وكذلك الجيش اللبناني، فضلًا عن أن المستشفى لن يستقبل سوى المرضى، وهو السبب الذي أعد من أجله.
ويتكون المستشفى من مبنى ذي 4 طوابق ويتسع لـ 40 سريراً، ويشمل 15 قسمًا، في مقدمتهم الطوارئ، العمليات والتعقيم، الجراحة، العناية المركزة، المشرحة، الولادة، الأطفال، والصيدلة.
ولفهم الاستغاثة التي يعبر عنها أبناء بلدة شبعا والقرى المجاورة في منطقة العرقوب، من خلال وقفات احتجاجية وصفحات شجب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيكفي معرفة أنه تم جهيز جميع أقسام وأجنحة وعيادات المستشفى بكامل احتياجاتها من المعدات والأجهزة الطبية.
ويشمل تجهيز قسم الطوارئ وغرفتي العمليات، بالإضافة إلى تجهيز قسم العناية الفائقة، وقسم عناية حديثي الولادة، ومركز غسيل الكلى الذي سيحتوي على 8 وحدات لغسيل الكلى، إضافة إلى قسم الولادة والمختبر المتطور لإجراء جميع الفحوصات الطبية بالطرق المتطورة، وبنك الدم، وقسم الصيدلية، وقسم التعقيم، ومجمع العيادات الذي يشمل 6 عيادات، كما سيشمل المستشفى قسماً للعلاج الفيزيائي، وقسماً للأشعة يحتوي على جهاز التصوير المحوري الذي يتميز بقدرة نوعية على تصوير عدة شروحات في الدورة الواحدة.
ونقل النائب اللبناني معين المرعبي، في تصريحات صحفية، عن وزير الصحة اللبناني وائل أبوفاعور قوله، إن "حزب الله" أبلغه بأنه لديه مانعا أمنيًا يتمثل بالموضوع السوري، واصفًا موانع حزب الله بالـ "سياسية تتمثل بأنّ لديه مخططًا لتهجير أهالي العرقوب من أرضهم، وهذا ما لا يمكن التغاضي عنه؛ فالحزب يعمل على تهجير كل من أهالي القاع ورأس بعلبك وعرسال والمحيط للسيطرة عليها كليًا".
وتكمن أهمية المستشفى في أنه يقدم الخدمات الطبية لأهالي بلدة شبعا والقرى المجاورة لها، لاسيما في فصل الشتاء حيث يصعب نقل المرضي عبر الطرق غير الممهدة ويقطعها الثلوج، في وقت تبعد فيه أقرب مستشفى حوالي 25 كيلومترا.
ورغم مرور السنوات، لكن أبناء شبعا والعرقوب وبقية المناطق المجاورة لم يفقدوا الأمل في المطالبة بافتتاح المشفى، خاصة أن الغلق بدى سياسيًا طالما لا يوجد سبب مقنع يدفع لبقائه مغلقًا بينما يحتاجه آلاف الجنوبيين.
وفي تصريحات سابقة منتصف الشهر الماضي، قال وزير الصحة اللبناني إن "مطالبة أبناء شبعا والعرقوب ومنطقتي حاصبيا ومرجعيون بشكل عام بافتتاح المستشفى هي مطالبة أكثر من محقة"، لافتًا إلى أنه لا يوجد عائق مالي أو إداري لدى الوزارة لتشغيله.
سببان لدى حزب الله، قد يكونا الدافع الحقيقي وراء تعنته، وهما "فرض هيمنة الحزب على المستشفى من خلال الحصة الكبرى له في مجلس الإدارة والتوظيف، فرض عقاب على أهالي المنطقة لرأيهم السياسي المعارض لحزب الله والمؤيد للثورة السورية"، وهي أسباب بعيدة عن الهدف الإنساني الذي سعت له دولة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء المستشفى.