الرياضة لم تعد مجرد ركل كرة جلدية أو الفوز في سباق سرعة أو التنافس على ميدالية ملونة، ولكنها تخطت كل ذلك
الرياضة لم تعد مجرد ركل كرة جلدية أو الفوز في سباق سرعة أو التنافس على ميدالية ملونة، ولكنها تخطت كل ذلك، وأصبحت في صدارة القوى الناعمة التي تفخر بها الدول الذكية وتستثمرها بكل ذكاء وحرفية؛ لأنها أدركت جيدًا قيمة وتأثير وسحر الرياضة.
لكن للأسف الشديد، لا تزال النظرة العربية للرياضة قاصرة وملتبسة ومشوهة، ما يجعلها لا تحظى بالقدر الكافي من الاهتمام والرعاية والاحتفاء الذي تستحقه باعتبارها منصة عالية تعشق وتُظهر حضارة وقوة ومكانة الأمم والشعوب. الرياضة الآن، بل ومنذ عدة عقود، أصبحت سلمًا للمجد وعلامة للتفوق.
ولعل الظهور العربي الخجول في منافسات هذه الأولمبياد خلال تاريخها الطويل، يضع أكثر من علامة استفهام حول المكانة الحقيقية التي تحتلها الرياضة في ذهنية وقناعة المسؤولين والمعنيين بالرياضة العربية، فضلًا عن الممارسين لها.
أما على صعيد المشاركات السعودية الـ ١١ في تاريخ الدورات الأولمبية والتي بدأت في أولمبياد ميونيخ الألمانية عام ١٩٧٢، فقضية تستحق الاهتمام والدراسة والشفافية، لمعرفة الأسباب الحقيقية لسلسلة الاخفاقات الأولمبية الوطنية المتكررة.
في هذه الأولمبياد، رغم المشاركة الشرفية للبعثة الوطنية الرياضية التي لم تتجاوز الـ ١١ لاعبًا، إلا أن هناك ثمة ما يُبهج وهو الحضور اللافت للفتاة السعودية التي تُشارك للمرة الثانية بعد أولمبياد لندن في عام ٢٠١٢.
لقد استطاعت الفتاة السعودية أن تُبهر العالم بنبوغها وتميزها العلمي والثقافي والفني والإنساني، وها هي اليوم تتجاوز تابوهًا آخر في "مضمار" التحدي والإرادة والإصرار الذي تعرف جيدًا كيف تفوز به في نهاية السباق.
البدايات، مهما كانت خجولة ومتواضعة، لكنها تؤسس لصناعة مجد وإلهام وتميز، ستحمله المرأة السعودية بكل فخر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة