بالفيديو.. نحات يحلم بأول فيلم كارتون مصري من الصلصال
أن تكون موهوبًا، وتنمي تلك الموهبة، فهذا بالتأكيد شيء استثنائي قد يميزك عن غيرك.
أن تكون موهوبًا، وتنمي تلك الموهبة، فهذا بالتأكيد شيء استثنائي قد يميزك عن غيرك، ولكن أن تعمل في مجال موهبتك، وتقوم بتدريسه للأطفال تارة، وتخلد به عظماء تارة أخرى، فذلك قد يجعلك مصدر فخر للجميع على حد سواء.
"ولدت وأنا أحب الصلصال، فهي عجينة لطيفة، أُشكل بها ما أرغب فيه"، هكذا كانت بداية محمود رضوان، (25 عامًا)، بعدما رفض العمل في مجال المحاسبة بعد تخرجه في كلية التجارة، لتكبر هوايته وهي النحت بالصلصال وتصير عملًا ومنهجًا يدرسه للأطفال.
ميداليات منحوت عليها شخصيات كارتونية.. ومشاهد كوميكس لشخصيات فكاهية، وأخيرًا تماثيل لرؤساء وأدباء وفنانون مشاهير، تلك هي حصيلة موهبته، كما يروي رضوان لبوابة "العين" الإخبارية، والتي مازال يحلم أن تكبر وتصير أفلامًا متحركة.
ومن بين التماثيل التي نحتها، تمثال للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث كان لنحته سبب وجيه يرويه رضوان: نحت هذا التمثال من قبل توليه الرئاسة فكان هناك احتفالية يحضرها شخصيات من سيناء وأهداه أحدهم العباءة، فما كان منه إلا أن ارتداها فوق الزي العسكري.
يتابع النحات المصري: من ناحية الذوق من يعطي أحد هدية يرتديها، لكن في الوقت نفسه الزي العسكري مقدس، فما كان منه إلا أن ارتداها فوق الزي العسكري، فكانت فكرة نحت تمثال له وليد اللحظة بعدما أعجبني موقفه جدًا، وصورته هي من دفعتني لنحتها.
"التمثال المقبل سيكون لعالم الكيمياء المصري أحمد زويل"، هكذا قرر رضوان وهو يقوس أصابعه ليشكل بدايات التمثال الجديد، قبل أن يعترف: أعرف أنه تأخر كثيرًا وكان من المفروض عمله قبل وفاته، ومنذ فترة طويلة وأنا أفكر في تشكيل تمثال له، لكن يشاء الله أن أبدأ التنفيذ بعد وفاته.
إلا أن ذلك لم يكفِ رضوان الذي وضع منهج خاص بالصلصال، يسعى لتعليمه للأطفال، من مراحل عمرية مختلفة، لأسباب عدة تتعلق بفوائد اللعب بالصلصال، ومنها حمايتهم من العنف، واكتسابهم صفات حميدة مثل الصبر والإصرار على الإنجاز.
يقول رضوان "الصلصال يعلم الصبر.. فأنت لا تخرج بالنتيجة إلا في النهاية، فهو ينمي مخيلة الطفل الذي يشاهد شخصية كارتونية فيحاول عملها بالصلصال.. فيتولد لديه حافز بأنه لا شيء مستحيل".
"لا أستطيع أن أسميه منهجًا لكنه طريقة لعب من الأطفال، نغطي من خلاله أكبر عدد من الحضانات، نحاول أن نعرفهم أسرار الصلصال وحكاياته"، هكذا يصف رضوان ما يفعله، مبديًا حلمًا أوسع في "تضمين اللعب بالصلصال في البرامج التعليمية التي يدرسها الأطفال في المدارس، ليس في مصر فحسب ولكن في أنحاء العالم".
يتابع الشاب الذي مازال محتفظًا بشغف اللعب بالصلصال "ليس مجرد لعبة، لكن من الممكن أن نصمم به أنيمشن (كارتون)"، ليكشف بعدها عن حلمه في "تصميم أول فيلم أنيمشن صلصال في السينما"، فهو "يتخيل الأطفال وهم يشاهدون فيلمه الأول وليس ديزني أو أفلام أجنبية".
وعلى بعد أمتار من إحدى الحضانات، يقف رضوان، متوسطًا مجموعة من الصغار يجلسون على كراسي ملونة، تشبه قطع الصلصال الموزعة عليهم، حيث يستعدوا لتصميم الأيس كريم والحلوى التي يحبونها. من بين الأطفال، يدي أحدهم منهمكًا في اللعب أكثر من غيره، فيجيب بشغف بتلك القطعة التي يقلبها بين أصابعه مقلدًا رضوان: أحب لو عندي كمية كبيرة أعمل أشكال أضع بداخلها قطع أخرى من الصلصال، وفي النهاية يكون لدى شكل الأيس كريم.
يصمت برهة ويستكمل تجربته: في السابق شكلت مجموعات من القواقع كانت لكائن قديم كان يعيش في المياه.
لا يعرف بعد ما إذا كان سيكمل طريقه في الصلصال بعد ذلك أو لا، لكنه يقول "ممكن أفضل ألعب بالصلصال لحد ما أكبر".
يشاور رضوان على يده ويتابع: في اليد هناك 34 نقطة حسية متصلة بالمخ والجسم كله، والصلصال يساعدنا على تنمية جميع هذه النقاط من خلال اللعب به"، الذي لا يستلزم أن يكون الطفل فنانًا أو رسام، بل على العكس يكفي أن يتعلم ويحب ما يتعلمه.
تكمل فكرته تقى عاطف، مالكة الحضانة لبوابة "العين": كل ما يتعلمه الأطفال في المكان يؤثر على بناء شخصيتهم والتفكير في مستقبلهم.. كانت أقصى حاجة نتعلمها كيفية عمل كرة من الصلصال، لكن هم يتعلمون أشكال ومهارات نحن لم نتعلمها مثلهم في الصغر.
وليس محمود وتقى وحدهم المتحمسون لتعليم الأطفال الصلصال، لكن الأهالي أنفسهم يقبلون على الأمر نفسه، لعل ذويهم يجدون طريقهم مثل رضوان.
aXA6IDMuMTQ1Ljg5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز