روسيا تضرب سوريا من إيران.. مصالح طهران فوق قوانينها
تحليل للأبعاد السياسية وراء قرار إيران بالسماح لطائرات روسية بالإقلاع من أراضيها وضرب أهداف سورية.
أثار انطلاق طائرات روسية من مطار همدان الإيراني لضرب أهداف في سوريا العديد من الأسئلة حول التعاون بين موسكو وطهران، وأسباب تخلي روسيا عن قواعدها في الدول الأخرى المجاورة، وترك أقربها التي هي قاعدة حميميم في سوريا نفسها وقاعدة أخرى في حمص.
ويرى مراقبون أن هناك عملية سيطرة وتقاسم للمصالح العسكرية من أجل ضرب أهداف في سوريا بموافقة ومباركة "أسدية" و"إيرانية"، ما يشكل سابقة خطيرة تنعكس بالأضرار على مستقبل الشعب السوري بحجة القضاء على الإرهاب.
ويؤكد المراقبون للشأن الإيراني أن تجاوز إيران للدستور الذي ينص على حظر استخدام أي دولة أجنبية لقاعدة عسكرية في البلاد، وسماحها للمرة الأولى بتواجد عسكري روسي على أراضيها، يشير بشكل وبآخر إلى أن إيران تسعى إلى تحقيق مصالحها بأي وسيلة، ودليل ذلك دعمها وتمويل تنظيمي "داعش" و"حزب الله" الإرهابيين.
ويشير المراقبون إلى أن تقدم المعارضة السورية بعد سيطرتهم على نقاط استراتيجية هامة، وتمكنهم من إغلاق طريق الإمدادات الرئيسية بوجه النظام في مدينة حلب، شكل هاجساً لنظام الأسد اضطره للاستعانة بالغارات الروسية تحت وصاية إيرانية، ولم تتردد طهران في كسر قوانينها رغبةً في التخلص من مدنيين ومعارضين، في إشارة خطيرة إلى قرب حدث سياسي مهم في سوريا في الفترة القادمة.
وأضافوا أن هذا التطور من الممكن أن يكون انطلاقة لعملية عسكرية كبرى بتنسيق بين الإيرانيين والروس، خاصةً أنها المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا أراضي دولة أخرى غير سوريا في توجيه مثل هذه الضربات، منذ أن بدأ الكرملين حملة قصف لدعم النظام السوري في سبتمبر الماضي، ما يظهرها الآن بصورة تعزيزية باعتبارها لاعباً محورياً في الشرق الأوسط.
يذكر أن روسيا أمدت إيران بصواريخ اس-300 بعد تأخير نظامها الدفاعي الجوي، وهذا يشير إلى تنامي علاقات الشراكة بين البلدين اللذين ساعدا على تغيير دفة الصراع الدائر في سوريا لصالح الأسد وإبقائه على السلطة طوال مدة الحرب الأهلية منذ خمس سنوات مخلفاً أكثر من 290,000 ألف ضحية.
وأفادت مصادر دبلوماسية روسية أن روسيا طلبت من سلطات العراق وإيران السماح بتحليق صواريخ "كاليبر" المجنحة الروسية فوق أراضيهما، في إشارة إلى رغبتها القوية في إثبات نفسها بساحة الشرق الأوسط واستعراض قوتها أمام الولايات المتحدة، خاصةً بعد أن حصلت على تعزيز عسكري من بكين بعد واقعة التعاون الإيراني في ضرب أهداف في سوريا.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز