خبيران لـ"العين": فيضان النيل "خير" لمصر والسودان وسد النهضة "بريء"
تثار التساؤلات حول خطورة الفيضان الحالي وتأثيره على مصر والسودان، ومدى ارتباط زيادة منسوب الفيضان ببناء سد النهضة الإثيوبي.
اعتبر خبيران في الموارد المائية، أن فيضان النيل العام الحالي "متوسط الحجم" وليس غزيرا كما يشاع، ويمثل خيرا لدولتي المصبّ مصر والسودان؛ حيث سيزيد منسوب المياه في بحيرة ناصر التي تستفيد منها مصر والسودان.
ونفى الخبيران في حديثين منفصلين لبوابة "العين" أي علاقة بين سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا وزيادة حجم الفيضان عن الأعوام السابقة.
وأثار سد النهضة جدالا بين إثيوبيا ومصر كدولة مصب، لكن القاهرة عبّرت عن رؤيتها بأحقية إثيوبيا في تنمية واستغلال مواردها المائية بالشكل المناسب، مع الحافظ على حقوق مصر المائية التاريخية.
ويقول مغاوري شحاتة خبير الري والموارد المائية إن "الفيضان هذا العام في منسوب أعلى من السنوات الماضية نظرًا لغزارة الأمطار، مؤكدًا أن سد النهضة الإثيوبي ليس له علاقة بزيادة منسوب الفيضان الحالي".
وأضاف أن الفيضان الحالي يتكون من جزئين، الجزء الأول ما يجلبه النيل الأزرق من مياه، والجزء الثاني ما يتكون من مياه السيول والأمطار الغزيرة على جنوب السودان، وتشكل هذه الأمطار خطورة بالغة على جنوب السودان.
وأودت الفيضانات في جنوب السودان بحياة أكثر من 110 شخصًا وأدت لتدمير آلاف المنازل في وسط البلاد وشرقها خلال الفترة من 15 يوليو/ تموز الماضي إلى 15 أغسطس/آيار الحالي.
وعلى عكس ما يثار من مخاوف حول تأثير سلبي للفيضان على مصر، قال شحاتة إنه يتمنى أن تصل مياه الفيضان إلى مستوى كافٍ وهو ما يجعلها مخزونًا مناسبًا لمياه بحيرة ناصر وللزراعة في مصر، خاصة وأن مياه البحيرة تقسم بين مصر والسودان بموجب اتفاقية 1959.
وأوضح خبير الموارد المائية حدة الفيضان تتلاشى عندما يصل شمال السودان، ليهدأ مستوى منسوب المياه عند دخول بحيرة السد العالي في مصر، ودون الحاجة لفتح مفيض توشكي.
واتفق نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والأراضي بجامعة القاهرة مع شحاتة قائلًا "لا يوجد إي إثبات علمي يفيد بأن الفيضان الحالي غزير، ولكنها مجرد أمنيات من رجل الشارع المصري للبحث عن حل لأزمة نقص المياه".
واعتبر نور الدين أن هناك استفادة منتظرة من الأمطار القادمة من هضبة إثيوبيا ومتجه لمصر، وهي تشكل أية خطورة نظرًا أن بحيرة ناصر في أدنى مستوياتها منذ أكثر من 100 سنة، وأن معدل التخزين في البحيرة تصل إلى 162 مليار متر مكعب، وتصبح مياه الفيضان مجرد تعويض جزئي للسنوات الماضية.
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA== جزيرة ام اند امز