إنفوجراف: الحسكة وجرابلس.. صراع كردي – تركي على جثة "داعش"
تراجع تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا وخسارته مدينة منبج، ومن قبلها تدمر، قاد إلى انتقال ساحة المعركة إلى مناطق السيطرة الكردية.
قاد تراجع تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا وخسارته مدينة منبج الإستراتيجية ومن قبلها تدمر إلى انتقال ساحة المعركة الرئيسية إلى مناطق السيطرة الكردية.
وجاء هذا التحول عقب نجاح القوات الكردية في تحرير منبج من سيطرة "داعش" الإرهابي، وإدراك قوى إقليمية خاصة تركيا أن انتصارات الأكراد على الأرض قد تسرع الخطوات لإعلان الدولة الكردية وتغيير خريطة توازن القوى على الأرض السورية.
هذا الإدراك التركي ترجمه رجب طيب أردوغان في التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحوار مع طهران وتغيير موقفه من النظام السوري.
هذه الرسائل دفعت النظام السوري لبدء معركته ضد القوات الكردية في الحسكة بعد فترة طويلة من حالة "اللاحرب اللاسلم" بين الطرفين طوال 5 سنوات، وسعى نظام بشار الأسد لبعث رسالة واضحة لتركيا مفادها أنه قادر على التصدي لخطر تمدد الأكراد الذي يزعج أنقرة.
وكان تبرير النظام السوري بدء المعارك في الحسكة هو رفض المقاتلون الأكراد فتح الطريق بين مدينة الحسكة والقامشلي.
في المقابل، دخلت تحالفات الولايات المتحدة مرحلة الاختبارات الصعبة، حيث تدعم واشنطن القوات الكردية وتغزلت في انتصاراتها على داعش في منبج، إلى جانب تحذيرها للنظام السوري من شن ضربات جوية في الحسكة.
ميدانيًا، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري والمقاتلين الأكراد والتي اندلعت الأربعاء الماضي (17 أغسطس / أب 2016) وتتركز المواجهات في وسط وجنوب المدينة التي تقطنها أغلبية كردية، فيما تتقدم وحدات حماية الشعب الكردي في الجزء الشرقي من حي الغويران بالجنوب، كما سيطرت على حي النشوة شمال شرق المدينة.
وأصبحت خريطة المدينة المقسمة بعد 6 أيام من القتال هي سيطرة جيش النظام على ثلث المدينة، وخاصة في الغرب فيما يسيطر الأكراد على ثلثي المدينة وخاصة في الشرق والجنوب.
وبدا واضحًا أن الطيران السوري، الذي شن هجومًا غير مسبوق على مواقع القوات الكردية في الحسكة للمرة الأولى منذ بدء الحرب الأهلية السورية، فشل في إرغام الأكراد على الانسحاب من مناطق سيطرتهم، فقد استهدفت المقاتلات السورية حي العزيزية بالمدينة.
بالتوازي، دخلت قوات الجيش السوري الحر المعركة بالاستعداد لشن عملية واسعة للسيطرة على مدينة جرابلس المتاخمة للحدود التركية بريف حلب الشمالي وتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، ووفقًا للمعارضة السورية فإن جبهة جرابلس ستدعم التدخل التركي لمنع تمدد الأكراد، حيث يتوقع أن يشن المقاتلون السوريون هجماتهم انطلاقًا من الأراضي التركية.
وتقع جرابلس على الضفة الغربية لنهر الفرات وهي من أهم البلدات التي يسيطر عليها "داعش" على الحدود السورية التركية.
ويأتي هجوم المعارضة السورية على المدينة لمنع تقدم الأكراد للسيطرة عليها، خاصة مع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية من نهر الفرات قبالة جرابلس.
ويتوافق الهجوم المتوقع على جرابلس مع تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو اليوم الإثنين بأن الحدود التركية السورية يجب أن تطهر بالكامل من تنظيم "داعش"، وبالتزامن مع قصف مستمر للمدفعية التركية لمواقع للتنظيم الإرهابي على الحدود مع سوريا.
وفي منبج، واصل الأكراد تقدمهم بعد طرد "داعش" بالسيطرة على قرى شاش حمدان وجديدة فوقاني وخربة برغث جنوب المدينة.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg
جزيرة ام اند امز