الإفتاء المصرية: جرائم داعش تعطي تبريرا جديدا للإسلاموفوبيا
الإفتاء المصرية تؤكد أن جرائم تنظيم داعش الإرهابي ضد المدنيين تعطي صورة سيئة عن الإسلام في الغرب، وتبريرًا للإسلاموفوبيا في الغرب
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن جرائم تنظيم داعش الإرهابي ضد المدنيين تعطي صورة سيئة عن الإسلام في الغرب، وتبريرًا جديدًا لجرائم الكراهية والتمييز أو ما يعرف الإسلاموفوبيا ضد المسلمين في الغرب.
جاء ذلك في عدد جديد من نشرة "إرهابيون"، التي تقدم قراءة تحليلية في فكر الجماعات الإرهابية، تحت عنوان: "لم يخذلوا عن دولتكم.. بل أنتم من شوَّهتم دولتنا"، ووصلت "بوابة العين" الإخبارية نسخة منه، الثلاثاء.
وأضافت نشرة المرصد أن "هذا التنظيم الإرهابي حصر الجهاد في القتل فقط، وتناسوا الجهاد الأكبر وهو مجاهدة النفس؛ لذلك يعظُم دور العلماء في حثِّ الناس على الالتزام بما أمر به الله ونهيهم وردعهم عما يخالف ما جاء به الشرع الحنيف، وهذا الدور أكبر بكثير من "جهاد القتل" الذي يزعمون".
وأوضح مرصد الإفتاء أن هؤلاء العلماء صمام الأمان في الأمة لردع الشباب وحمايتهم من الانزلاق في التكفير الذي يؤدي بهم إلى التفجير، وهم الذين ينيرون عقول الأمة بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
وتابع مرصد الإفتاء في العدد الجديد من "إرهابيون": إذا كان فهمهم أن الإسلام قد انتشر بالسيف والقتل؛ فإن هذا الفهم غير صحيح؛ لأن العقائد لا تُغرس أبدًا بالإكراه، وذلك أمر معروف في تاريخ الرسالات".
واعتبرت النشرة استدلال التنظيم الإرهابي في بعض الأحيان بالآيات والأحاديث الصحيحة في تبرير أفعالهم الإجرامية، وإراقتهم للدماء، بمثابة دس السم في العسل؛ حيث يقومون بتفسير هذه الآيات والأحاديث بصورة خاطئة لا تفهمها عوام الناس ولا الشباب قليلو العلم الشرعي.
وقالت "وبالتالي سرعان ما يسقطون في شباك هذا التنظيم المتطرف، ويمارسون العنف، إما بصورة تنظيمية داخل التنظيم، وهو ما نراه في داعش وغيرها، أو بصورة منفردة فيما يسمى بظاهرة "الذئاب المنفردة".
وأوصى مرصد الإفتاء برصد هذه الأدلة من قِبل العلماء المعتدلين وبيانها للناس، وبيان الغاية الصحيحة منها، وتوضيح الفرق بين غايتها النبيلة وبين هذه التفسيرات المغلوطة من قبل هذه الجماعات المتطرفة.
كما أوصى بـ "تجديد الخطاب الديني ودوره في علاج أفكار التكفير"، والذي بدوره يعمل وفق استراتيجية تعمل على تجديد طريقة التفكير في المورث الديني، وكيفية التعامل مع هذا الموروث وفق سياق العصر الحديث؛ حتى لا نترك الناس عرضة لهذه التفسيرات المغلوطة".