بالصور.. في الجزائر المتاحف هي التي تزور الناس في الشوارع
الجزائر تعاني من ظاهرة هجران المتحف ولدعوة الجمهور بأهميتها نظمت تظاهرة "متحف في الشارع" برعاية وزارة "الثقافة" الجزائرية.
عكس ما هو شائع، لم تعد زيارة المتاحف مقصورة على روادها فقط ممن يتوجهون إليها قصدًا، ففي الجزائر نظمت وزارة الثقافة الجزائرية مبادرة وتظاهرة ثقافية تحت عنوان "متحف في الشارع"، تهدف إلى تيسير التعرف على مقتنيات المتاحف وترغيب الجمهور في زيارتها والإقبال عليها.
اصطحب الأربعيني محمد رابح، مواطن جزائري، زوجته وأولاده الثلاث، إلى تظاهرة "متحف في الشارع" التي تنظمها وزارة الثقافة الجزائرية، بأحد شواطئ العاصمة، حتى يكتشف معهم عالم المتاحف، كون عائلته لم يسبق لها أن زارت هذه الأماكن الثقافية، رغم امتلاء محافظات البلاد بالعشرات منها.
يقول رابح في حديثه مع بوابة "العين" الإخبارية، وهو يتنزه في كورنيش "الصابلات" الذي احتضن التظاهرة، إن زيارة المتاحف لم تكن يومًا من اهتماماته؛ لأن هذه الأماكن مجهولة تمامًا بالنسبة إليه، حيث يفضل قضاء أوقات راحته مع عائلته الصغيرة في أماكن أخرى، لافتًا إلى أن هذه التظاهرة يمكن أن تغير نظرته في المستقبل للمتاحف.
ولا تختلف نظرة كثير من الجزائريين، إلى المتاحف، عن الرأي السابق، فالكثير منهم يفضلون شواطئ البحر أو الغابات أو ارتياد مراكز التسوق والحدائق العامة بدل الذهاب إلى المتاحف، رغم أن العاصمة الجزائرية وكثير من المدن الأخرى تعجّ بها، وهي متاحف تروي تاريخ الجزائر الثوري والإنساني في مختلف العصور التي مر على البلاد.
هذا الواقع، اعترف به وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، حين قال في افتتاح تظاهرة "متحف في الشارع"، إنه يشاهد في الكثير من دول العالم، طوابير للدخول إلى المتاحف، لكن هذا يغيب في الجزائر -حسبه- التي ينبغي أن تستعيد ثقافة زيارة المتاحف والاطلاع على ما فيها من كنوز.
وأضاف ميهوبي، أن حضور 16 متحفاً من مختلف أنحاء الوطن في هذه التظاهرة، هو رسالة للعائلة حتى تنقل أبناءها إلى المتحف، وإلى المدرسة كذلك حتى تنظم رحلات من هذا النوع، وإلى المواطن العادي لفتح أعينه على هذا العالم.
وبحسب الوزير، فإن إعادة الروح للمتاحف الجزائرية، يدخل في صميم عمل وزارة الثقافة التي سطرت برنامجًا للحفاظ على الذاكرة والهوية والتصدي لمحاولات المساس بالهوية الثقافية الجزائرية.
وتقول فايزة رياض، محافظة تظاهرة "متحف في الشارع"، إن طبعة هذه السنة الرابعة التي جاءت تحت شعار "سويًّا من أجل سياحة متحفية" بالتنسيق مع المتحف الوطني "باردو"، تهدف لتعريف الجمهور بمهام ونشاطات هذه المؤسسات بغية تحسيسه بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي، وستستمر إلى 29 أغسطس.
وخلال الطواف بأجنحة التظاهرة التي نصبت على شكل خيام، تبين مشاركة أهم المتاحف الجزائرية، على غرار المتحف العمومي لفن المنمنمات والزخرفة الإسلامية والخط العربي، ومتحف ناصر الدين دينات لبوسعادة (محافظة المسيلة)، ومتحف زبانة (محافظة وهران) ومتحف سيرتا (محافظة قسنطينة) والمتحف العمومي الوطني (محافظة خنشلة).
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA== جزيرة ام اند امز