مسؤولون إيرانيون: أحكام الإعدام لا تردع تجار المخدرات

مسؤولون إيرانيون ينتقدون النظام القضائي بأن إعدام تجار المخدرات باتت غير رادعة للمتورطين في النشاط غير المشروع

قال مسؤول قضائي إيراني بارز إن عقوبة الإعدام لم تنجح في الحد من تهريب وتجارة المخدرات في إيران وذلك في تصريحات جاءت قبل قليل من الموعد المقرر لإعدام 12 متهما في قضايا مخدرات اليوم السبت.

ويعد الانتقاد غير معتاد في نظام قضائي بات منذ فترة طويلة قلعة للمؤسسة الأمنية المحافظة في إيران، والتي تنفذ أحكام إعدام أكثر من أي دولة أخرى بالقياس إلى عدد السكان، حيث تم تنفيذ إعدام ما يقرب من 1000 سجين معظمهم في قضايا مخدرات خلال 2015.

ويجري تهريب معظم المخدرات إلى إيران عبر حدودها الطويلة مع أفغانستان التي توفر نحو 90% من إنتاج العالم من الأفيون الذي يستخدم في صنع الهيروين.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن محمد باقر ألفت معاون رئيس جهاز القضاء الإيراني لقضايا المجتمع، إن "الحقيقة هي أن إعدام تجار المخدرات ليس له أي أثر رادع."

وأضاف باقر: "قاومنا المهربين بكل قوتنا بالقانون لكن للأسف نشهد زيادة في حجم المخدرات المهربة إلى إيران وفي تجارة المخدرات داخل البلد وفي تنوع المخدرات وعدد المتورطين في الأمر."

وأشار إلى أنه اقترح على رئيس الهيئة القضائية الحكم بسجن تجار المخدرات لفترات طويلة بدلا من إعدامهم.

ومن جهته، دعا مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران أحمد شهيد إلى وقف إعدام 12 شخصا مدانين في جرائم متصلة بالمخدرات والمقرر تنفيذه اليوم السبت.

وقال شهيد في بيان: "من المؤسف أن تستمر الحكومة في الإعدام لجرائم لا تعد من الجرائم الأكثر خطورة المنصوص عليها في القانون الدولي".

وبالنظر لكثرة عدد حالات الإعدام في إيران أوقفت بعض البلدان ومنها بريطانيا والدنمارك تمويل برنامج الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات في إيران.

وفي السياق ذاته، قال محمد جواد لاريجاني أمين مجلس حقوق الإنسان بإيران وشقيق رئيس الهيئة القضائية، إن أكثر من 90% من أحكام الإعدام في إيران في عام 2015 كانت لجرائم ذات صلة بالمخدرات.

وأضاف أن عقوبة الإعدام لم تحد بشكل ملحوظ من جرائم المخدرات وأنه يجب إعادة تقييم السياسة المتبعة.

وضبطت إيران 388 طنا من الأفيون في عام 2012 وهو ما يمثل حوالي 72% من كمية الأفيون التي تم ضبطها في مختلف أنحاء العالم، لكنها تقول إنها فقدت الكثير من رجال الأمن في اشتباكات مع مهربي المخدرات بالمناطق المضطربة على الحدود مع أفغانستان وأيضا باكستان.