خبراء لـ"العين": أغسطس شهد حراكا سيؤثر في مستقبل الأزمة السورية
شهر أغسطس الجاري شهد الكثير من الأحداث التي أثرت بشكل مباشر على الأوضاع في سوريا، لاسيما أن التطورات أصبحت متسارعة للغاية
شهد شهر أغسطس/ أب الجاري الكثير من الأحداث التي أثرت بشكل مباشر على الأوضاع في سوريا، لاسيما أن التطورات أصبحت متسارعة للغاية عقب تغيرات إقليمية غير متوقعة كعملية "درع الفرات" التي نفذها الجيش التركي داخل الأراضي السورية.
خبراء رصدوا لبوابة "العين" الإخبارية التطورات السياسية والعسكرية التي شهدتها سوريا خلال الشهر الجاري، موضحين أنها ستؤثر على الأزمة السورية في المستقبل القريب.
من جانبه، قال عبد المهدي مطاوع، الباحث بمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي: إن محاولة الانقلاب العسكري في تركيا التي نفذته بعض العناصر المنشقة عنه كان لها تأثير على الدول المجاورة والدول ذات العلاقات المباشرة بأحداث دائرة في منطقة الشرق الأوسط ومثل إيران وروسيا اللتين لهما اليد العليا في سوريا وداعمتين أساسيتين للنظام السوري برئاسة بشار الأسد.
وأضاف مطاوع في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن شهر أغسطس الجاري كان يسبقه محادثات أمريكية متعلقة بالوضع السوري وحدث تغيير في بعض الرؤى بعد الاقتناع بأن الحل سياسيا وليس أمنيا، مشيرا إلى أن هذا أدى لتغيير النظرة التركية في سياساتها بشأن سوريا، لاسيما وأنها كانت الرافض الرئيسي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي داخل الأراضي السورية.
وأوضح أن الشهر الجاري شهد تغييرات كثيرة على الأرض في سوريا، لعل أبرزها تكثيف التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لقصف أهداف داعش في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وتدخل القاذفات الروسية بشكل أوسع في الأراضي السورية عبر استخدام قواعد عسكرية إيرانية على الحدود مع سوريا.
وأشار مطاوع إلى أن التخوف التركي من الأكراد أدى إلى تدخلها البري في بلدة جرابلس السورية بزعم محاربة داعش وعلى الرغم من الانسحاب الكامل للتنظيم من البلدة الحدودية إلا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى الآن بين الجيش الحر المدعوم من جانب تركيا مع قوات سوريا الديمقراطية التي يعتبر 75% من قوامها من المقاتلين الأكراد.
وشدد على أن المعركة الدائرة في حلب سيكون لها تأثير في المفاوضات بين المعارضة والنظام السوري، لاسيما عقب الانسحاب من داريا حيث إن القوات التي كانت متمركزة في المدينة لم تكن مدرجة تحت المعارضة الإسلامية، ما جعل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تستثنيان جبهة النصرة في أي اتفاق هجنة بينهما، متوقعا أن تركيا ستركز في الفترة القادمة لطرد القوات الكردية المسيطرة على مناطق استراتيجية في الشمال السوري ومنعهم من
استغلال هذه المنطقة من ضمها لدولتهم الساعين إليها.
فيما قال إبراهيم كابان، الباحث الاستراتيجي في المركز الكردي للدراسات بألمانيا، إن شهر أغسطس شهد تحركا تركيا جديدا وكشف عن عملية تطبيع مع الجانبان الروسي والإيراني الراعيين للنظام السوري.
وأضاف كابان في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن ما يبرز التوجه الجديد لهذا التحالف في البدء بحلقة جديدة من التطورات والمواجهات في المنطقة، وسيكون على رأس هذه التحركات فتح جبهة ضد قوات سوريا الديمقراطية، وتوجيه جميع الأطراف قواتها وسلاحها وإمكانيتها وطبيعة علاقاتها الدولية نحو إجهاض ما تم تحقيقه في روجآفا- شمال سوريا، بعد فشل الأتراك في جعل جبهة النصرة خلال السنوات الثلاثة الماضية في احتلال مناطق روجآفا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4yMDMg
جزيرة ام اند امز