"أوبرا دبي" تبحر إلى المستقبل بماضٍ مجيد
مساء الأربعاء يفتح الستار الذي أسدل لمدة عامين على إنجاز معماري وصرح فني وجوهرة ثقافية تهبها مدينة الأرقام القياسية دبي إلى العالم .
مساء الأربعاء يُفتح الستار الذي أسدل لمدة عامين على إنجاز معماري وصرح فني وجوهرة ثقافية مصونة ومكنونة تهبها مدينة الأرقام القياسية دبي إلي العالم .
هي لحظات فاصلة في تاريخ الفن والثقافة تشهد فيها دول العالم افتتاح "أوبرا دبي" التي أطلقت شركة "إعمار العقارية" عمليات تشييدها في سبتمبر 2014.
هاهي "أوبرا دبي" تسير نحو هدفها المنشود لتلهم كل من يزورها فتزيد الوعي وتثري المعرفة بأنواع مختلفة من الفنون الموسيقية والاستعراضية والفنية بشكل عام.
ساعات استطاعت جولتنا الإعلامية التي نظمتها أمس إدارة الأوبرا لمجموعة من الإعلاميين والمراسلين من كل أنحاء العالم أن تثير فضولنا وتحلق بنا فوق سماء مدينة الأحلام لنعد الثواني ونحصي الدقائق التي مرت ثقيلة من أجل انتظار لحظات الافتتاح المشهودة .
خلال الجولة تلاحقت المشاهد التي راحت تتابع بشغف البروفات النهائية لعرض «بلاسيدو دومينغو» الشهير الذي يقدم في الحفل المنتظر.
خلية نحل يتسارع أفرادها من أجل وضع اللمسات النهائية للحفل الضخم، حالة من البهجة الممزوجة بالعمل على قدم وساق تشعر معها بأنك ستشهد خلال اللحظات المقبلة ميلاد منارة ثقافية تضيء الحياة الفكرية والموسيقية والثقافية، ليس علي مستوى المنطقة العربية فحسب، بل علي مستوي العالم أجمع .
مبنى الأوبرا تفوح منه رائحة التراث الإماراتي العريق، فذلك القارب الذي صُممت على هيئته الأوبرا يستلهم سيرة الأجداد، وفي الداخل، تتجول عيناك بين أشكال السفن الشراعية التقليدية التي كانت تمخر عباب الخليج العربي وترسو على خور دبي الشهير فتشعر بأنك أمام حضارة تنقل إلي العالم جودها وكرمها .
يصحبك القارب الذي تستسلم لعنان خيالك فيه فتدخل بخطي ثابتة متأملة في قلب مبني أوبرا دبي في منطقة برج خليفة لتفاجأ بتصميم فريد لقاعة المسرح الرئيسية، وتشعر بأنك بالفعل في قلب سفينة عملاقة، ذات جدران خشبية تزينها تشكيلات زخرفية عربية الطراز ترمز لشكل المشربية، التي تعد رمزاً شهيراً من رموز الفن العربي والإسلامي، وصُممت الشرفات المعلقة على جانبي القاعة على شكل قوارب صغيرة خشبية تحمل مجموعة من المقاعد التي تضمن للمشاهد موقعاً متميزاً وزاوية رؤية فريدة.
جاسبر هوب، الرئيس التنفيذي لدار "أوبرا دبي" قال عن هذا التصميم الأسطوري: "إنه يتسق تماماً مع ثقافة الإمارات ويجسد العلاقة الوطيدة بين الإماراتيين والبحر، إذ استلهموا الأغاني وأهازيج الصيد، ويمثل المبنى في الوقت ذاته حرص دبي الدائم على الفخر بماضيها ومواكبة حاضرها والقفز نحو مستقبل واعد يليق بها وبأهلها".
القاعة خالية من أي نظام للصوت ومن مكبراته، ومع ذلك فإن الجالس في المقعد الأخير يستطيع أن يسمع بكل وضوح وبنفس كفاءة وجودة الجالس في الصف الأول، وهذا بسبب تصميم القاعة المميز الذي يوفر خاصية تضخيم الصوت وتعظيمه ويضمن وصوله للجميع بنفس الكفاءة والجودة.
قبل أن تبدأ بروفات العرض رد جاسبر علي السؤال الخاص بشروط المشاركة فيه ضاحكاً: أؤكد أنه لا توجد قيود صارمة، ولكن يجب الالتزام بالأناقة والزي اللائق بمكان راقٍ مثل دار الأوبرا، ولكن لن يُمنع أحد من الدخول بسبب عدم ارتداء رابطة عنق أو بذلة رسمية كاملة، فالأناقة والرقي الشرط الوحيد .
ووفق جاسبر هوب، فإن القاعة تتسع لما يقارب 2000 شخص وأكثر ما يميز تصميمها هو تمتعها بالمرونة الشديدة وإمكانية إعدادها لاستضافة أنواع مختلفة من الفعاليات.
تسقط كل عبارات الوصف أمام تلك الأحاسيس التي تتفجر داخلك ما إن تبدأ الموسيقي عزفها الحالم وسط تلك الأجواء التي اختلطت بالقديم لتمزج الحاضر فتصيغ المستقبل في قلب أوبرا دبي، بروفات العرض تعلن صراحة أن منارة ثقافية موسيقية فنية فريدة من نوعها تفتح ستائرها بعد ساعات محدودة لتكتب بأحرف من نور سطوراً في تاريخ ثقافة العالم يظل محفوراً في وجدان الإمارات والعالم أجمع .
ويبدو أن عرض البروفات وزيارة الإعلاميين لأوبرا دبي لم يمنعا المسؤولين عن الاحتفاظ ببعض من المفاجآت على حد قول جوزيف فولر، المدير الفني لدار الأوبرا، الذي طالب الحضور والجمهور بانتظارها.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز