ينتظر اليمنيون بدء الهدنة، ظهر اليوم الثلاثاء، على أمل أن يفتح باب السلام ممرًّا آمنًا لوصول المساعدات الإنسانية وفك حصار المدنيين.
ينتظر اليمنيون بدء الهدنة المقررة ظهر اليوم الثلاثاء، بشغف ولهفة بالغين على أمل أن يفتح باب السلام ممرًّا آمنًا لوصول المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن المدنيين بعد أن دخل العديد من المرضى في حالة موت سريري بسبب انعدام الأكسجين من المستشفيات.
وأعلنت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، عن وقف إطلاق النار في اليمن سيبدأ سريانه اليوم الثلاثاء الساعة 12 ظهرا بتوقيت صنعاء، (9 صباحا بتوقيت جرينتش) ولمدة 7 أيام قابلة للتمديد في حال التزام الطرف الآخر.
ورغم أن كل الأطراف مستمرة في حشد المقاتلين والترقب بحذر لمباغتات الانقلابين، إلا أن الأمل بالسلام ما زال يراود المدنيين مثلما لا يزال المئات من المعتقلين في سجون الانقلابيين ينظرون إلى مفاوضات "جنيف٢"، كفرصة لتحررهم من الأغلال ومغادرتهم الكهوف والتعذيب والعودة إلى أسرهم وذويهم.
قبل ساعات من بدء سريان وقف إطلاق النار، أعلنت اللجنة الطبية العليا بمحافظة تعز جنوب شرقي اليمن، عن وفيات ودخول مصابين في حالة موت سريري نتيجة الانعدام التام للأكسجين في مستشفيات تعز.
وأكدت اللجنة الطبية وإدارة المستشفيات أنها اضطرت إلى التواصل مع أهالي الأطفال الخدج وتم إخراجهم بشكل طارئ من الحاضنات؛ لأنهم باتوا عُرضة للموت المحقق لحاجتهم الماسة للأكسجين.
وقالت اللجنة إنها سجَّلت عددًا من الوفيات كمؤشر أولي لبدء المأساة الحقيقية لعدم توفر الأكسجين.
وأشارت إلى أن عددًا من المصابين والجرحى -للأسف- في حالة موت سريري، وباتوا ينتظرون مصيرهم المحتوم، حيث إن جميع المستشفيات العاملة حاليًّا أعلنت توقف أقسام الجراحة بشكل اضطراري لصعوبة الحصول على الأكسجين.
وجددت اللجنة الطبية إدانتها بشدة للتصرفات الهمجية وإصرار الانقلابيين على تكرار منع دخول الأكسجين لقتل أبناء تعز كعقاب جماعي، وهو ما يحدث الآن وبطريقة ممنهجة وأجندة تفتقد للأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة.
وكرَّرت اللجنة الطبية العليا نداء استغاثة لمخاطبة الضمير الإنساني في العالم ومطالبته بالتدخل للاستجابة وسرعة ابتكار الوسائل والحلول العاجلة لتوفير الأكسجين ومواد الإغاثة الصحية لوقف الكارثة الإنسانية في محافظة تعز.
٢٥٠٠ يمني في سجون الانقلابيين
إلى جانب الوضع الإنساني، يعيش المئات من السجناء والمختفين قسريًّا حالة مأساوية وظروفًا قاسية؛ حيث كشف تقرير جديد لمنظمة دولية وتحالف يمني، أن 2500 يمني لا يزالون مختطفين في سجون الحوثيين، من أصل أكثر من 7000 حالة اختطاف خلال 15 شهرًا، فضلًا عن وجود 1077 حالة تعذيب من بين المفرج عنهم.
وبحسب التقرير الذي أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (جنيف)، والتحالف اليمني لحقوق الإنسان – تحالف رياح السلام (وهو تحالف يضم 100 منظمة حقوقية وإنسانية يمنية)، وحصلت بوابة "العين" الإخبارية، على نسخة منه، ووسع التقرير رصده حول جرائم الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب الذي مارسه مسلحو الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق.
ووثق التقرير اختطاف مسلحي "الحوثي" و"صالح" 263 طفلًا، جرى الزج ببعضهم في جبهات القتال المختلفة، كما استُخدم بعضهم كرهائن في محاولة للضغط على آبائهم أو أحد أقاربهم إما لتسليم أنفسهم لتلك الميليشيات أو الكف عن أنشطتهم المعارِضة. وسجل التقرير 3 حالات اختطاف ارتكبت بحق مواطنين يمنيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعرض أحدهم للتعذيب ثم جرى استخدامه مع مختطفين آخرين كدروع بشرية. كما وثق التقرير اختطاف 12 أستاذًا جامعيًّا و148 إعلاميًّا.
وعمومًا فالجبهات لا تزال مشتعلة وما زال الجميع يقبض على الزناد، فيما يرقب ملايين المدنيين باليمن بأمل بوادر فرصة للسلام قد يلوح بالأفق من "جنيف٢".
وفي بيان صادر مساء الإثنين، ونشرته وكالة الأنباء السعودية، قال التحالف: إن "الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد بعث برسالة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تتضمَّن إبلاغ قيادة التحالف بأن الحكومة اليمنية قررت أن تُعلن مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام بدءًا من الخامس عشر من ديسمبر حتى الواحد والعشرين من ديسمبر 2015 بالتزامن مع انطلاق المشاورات"، المقرر انطلاقها في سويسرا الثلاثاء.
وأضاف البيان أن وقف إطلاق النار "يُجدَّد تلقائيًّا في حال التزام الطرف الآخر". وكان من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء.
ومن المقرر أيضًا أن تنطلق، غدًا الثلاثاء، في العاصمة السويسرية جنيف، محادثات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة بين ممثلين عن الحكومة اليمنية الشرعية، وممثلين عن الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjUg
جزيرة ام اند امز