بعد خسارته الشريط الحدودي مع تركيا.. ماذا بقي لداعش في سوريا؟

داعش يخسر رويداً رويداً كافة مناطقه في سوريا، ولا سيما الشريط الحدودي مع تركيا.

بعد أن خسر تنظيم داعش آخر معاقله في سوريا على الشريط الحدودي مع تركيا بريف حلب الشمالي، استطاعت فصائل معارضة وصل المنطقة الواقعة بين بلدة الراعي ومدينة جرابلس، ما أدى إلى حصار داعش في مناطق وجيوب متفرقة هنا وهناك.

تبلغ طول الحدود التركية السورية نحو 822 كيلو متراً، يخضع القسم الأكبر منها لسيطرة الفصائل الكردية المنضوية في الإدارة الذاتية، لا سيما في محافظتي الحسكة والرقة، في حين تخضع المساحات الحدودية في محافظتي حلب وإدلب لسيطرة المعارضة السورية، ويحتفظ النظام بمعبر وحيد مع تركيا في ريف اللاذقية الشمالي.

باستثناء الرقة، وهي معقلها الرئيسي، شمال شرق سوريا، لا يزال تنظيم داعش يسيطر على بعض المناطق في أرياف حلب ودير الزور وتدمر والحسكة وإدلب.

أدت المعارك السابقة في سوريا بقيادة التحالف الدولي ضد داعش وقوات سوريا الديمقراطية إلى تقلص تمدد التنظيم في المدن الرئيسية والأماكن الهامة، بل تحولت المعارك إلى ما أشبه بحرب عصابات في الأرياف السورية.

ويرى مراقبون أن داعش يحاول كسب حاضنة شعبية له في بعض قرى سوريا عن طريق القبائل والعشائر العربية التي تُجبر على مبايعة التنظيم، ولكن سرعان ما يستخدمها التنظيم كدروع بشرية في معاركه.

 ماذا خسر داعش في سوريا؟

خسر داعش منبج التي كانت تعتبر حلقة وصل هامة لعناصر التنظيم في مدينتي حلب والرقة السورية وعنتاب التركية، وكانت هذه المنطقة تشكل خطراً على أمريكا، التي حذرت مسبقاً من مخططات إرهابية تحاك ضد الولايات المتحدة وأوروبا.

كما خسر التنظيم أهم معاقله في منبج بعد أن سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وسلمتها لمجلس منبج العسكري، وأكنت أهمية منبج في أنها قريبة من الحدود التركية وباب للوصول إلى حلب وإدلب.

وكان داعش قد فقد السيطرة على سري كانيه (رأس العين) وكوباني (عين العرب) وكري سبي (تل أبيض) والحسكة وغيرها من المناطق الاستراتيجية، التي تنبئ بمصير داعش الآيل للتقلص الشديد ثم الانكماش في سوريا.

وكانت إحصاءات أمريكية صادرة عن قيادة التحالف الدولي ضد داعش قد أشارت إلى إنه بعد شن حوالي 11 ألف غارة، ومقتل 45 ألفاً من مسلحي التنظيم، تقلصت المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها في العراق وسوريا إلى نسبة 40% بعد خسارته لتدمر وعين العرب ومبنج وتكريت والفلوجة والرمادي وبيجي وغيرها في سوريا والعراق.