كسوة الكعبة.. أطهر بقاع الأرض تتزين للحجاج
تُجرى يوم الأحد مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة عقب صلاة الفجر، على يد 86 فنّيًّا
للكعبة المشرفة مكانة كبيرة في قلوب المسلمين نظرًا لقدسيتها في الدين الإسلامي والقرآن الكريم، فتتزين كل عام بكسوة مزخرفة وغطاء مزين تمنح الكعبة الجمال الذي يليق بها أمام الحجاج القادمين من كل أنحاء العالم، كما ورد في قوله الله تعالى "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
وتجري الأحد 11 سبتمبر 2016 مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة عقب صلاة الفجر، على يد 86 فنياً، جريًا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام، حيث سيتم استبدال كسوة الكعبة المشرفة القديمة بكسوة جديدة، بحضور عدد من منسوبي الرئاسة ومصنع كسوة الكعبة المشرفة.
ويعود هذا التقليد، إلى عصر ما قبل الإسلام، حيث عدّت كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر الاهتمام والتشريف والتبجيل لبيت الله الحرام.
وقد شرع الفريق المعني بوضع ثوب الكعبة المشرفة الجديد بفك أركان الكسوة من المذهبات ظهر اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، حسب الخطة التشغيلية والفنية لتبديل الثوب القديم بالثوب الجديد .
وأوضح مدير عام مصنع كسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد بن عبدالله باجودة أن هذا الإجراء متبع سنوياً، ويتخذ كبداية لمهمة تبديل الكسوة القديمة للكعبة المشرفة بحُلّتها الجديدة فجر غد التاسع من شهر ذي الحجة يوم الوقوف بعرفات إن شاء الله تعالى .
وقال إن المذهبات يجري فكها بطرق فنية متبعة تعمل على سلامة القطع، والمذهبات عبارة عن ستارة باب الكعبة المشرفة المصنوعة من الذهب الخالص بالجهة الشرقية، وعدد 4 صمديات تتضمن سورة الإخلاص والموجودة في الأركان الأربعة بالكعبة المشرفة وعدد 4 قناديل (الله أكبر) والمثبتة عند خطة النية.
وكشف أن هذه المهمة تنفذ باستخدام آليات رافعة حديثة تمكن العاملين من الوصول لسطح الكعبة المشرفة و(سقالات) من نوع متحرك وثابت لتسهيل التنقل ومباشرة المهام المطلوبة بتعاون الجهات المعنية والفنية بالرئاسة.
وأفاد مدير عام مصنع كسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد عبدالله باجودة، بأن الكسوة القديمة تعود إلى مستودع المصنع للاحتفاظ بها، لافتاً إلى أنه يعمل في مصنع كسوة الكعبة المشرفة أكثر من 240 صانعاً وإدارياً، موزعين بأقسام المصنع المزودة بآلات حديثة ومتطورة في عمليات الصباغة والنسج والطباعة والتطريز والخياطة، والمكونة أقسامه من: الحزام، وخياطة الثوب، والمصبغة، والطباعة، والنسيج الآلي واليدوي، وتجميع الكسوة، إلى جانب أكبر ماكينة خياطة في العالم من ناحية الطول حيث يبلغ طولها 16 متراً، وتعمل بنظام الحاسب الآلي، كما أن هناك بعض الأقسام المساندة مثل: المختبر والخدمات الإدارية والصحية للعاملين بالمصنع.
مكونات كسوة الكعبة
تتكون كسوة الكعبة من ثوب مكون من أفضل أنواع الحرير المزخرفة بخطوط الفن الإسلامي والآيات القرآنية، ولكسوة الكعبة عدة مسميات "غطاء الكعبة"، "سدين"، و"ريتاج" و"وراما" ويعني ستار الكعبة.
ويتم وضع هذا الثوب على الكعبة، ويتم تغييره مرة كل عام وغسله مرتين في السنة، ويتم تصنيع الكسوة في مصنع أم القرى، ووفقًا لقرار ملكي يصبح المصنع مسؤولا عن صناعة كسوة وغطاء الكعبة كل عام، ولدى المصنع أجهزة وتقنيات حديثة مستخدمة في عالم النسيج لزخرفة الثوب بشكل رائع يليق بمكانة الكعبة المشرفة.
مراحل صناعة كسوة الكعبة
تمر كسوة الكعب 6 مراحل في التصنيع:
المرحلة الأولى
الصباغة، ويبدأ قسم الصباغة بصباغة أفضل أنواع الحرير الطبيعي لمادة تسمى "سرسين" تحول الخيوط للون ذهب أصفر، ويمر بمرحلتين مرحلة إزالة الصمغ وغسله بماء ساخن تصل حرارته 95 درجة مئوية، ويعاد غسله بماء دافئ لإزالة المادة، لتبدأ عملية الصباغة بإضافة المواد الكيميائية والأحماض القلوية في أحواض مضادة للصدأ لمدة 30 دقيقة.
المرحلة الثانية
قسم النسيج الآلي المسؤول عن زخرفة الخيوط الحريرية بالعبارات والآيات القرآنية المنسوخة، وتتم عملية النسج بالآت وتقنيات حديثة، وتجمع الخيوط التي تبلغ أكثر من 9 آلاف خيط، لتدخل في مرحلة طباعة الآيات على الخيوط مباشرة.
المرحلة الثالثة
قسم المختبر يطابق الخيوط للمواصفات من حيث الدقة والجودة والقوة المحددة، وتركب ألوان الصبغة ويعاد اختبارها للتأكد من ثبات اللون ومقاومة الغسيل بإجراء تجارب عديدة بواسطة مواد كيميائية وأبحاث.
المرحلة الرابعة
قسم الطباعة يجهز فيه النسيج على ضلعين لتبدأ عملية الزخرفة والتصميمات والكتابة المطرزة ويثبت بعدها القماش الحرير غير المنقوش، وينقل التصميم المراد طباعته على شرائح بلاستيكية بقلم خاص ليحدد الرسوم المطلوبة والآيات المحددة بشكل ثابت ودقيق.
المرحلة الخامسة
قسم التطريز وهي أهم مرحلة لأنها تميز كسوة الكعبة بالتطريز بالفضي والذهبي، وتضع الخطوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط، ويطرز فوقها خيوط من القطن الأصفر والفضي والذهبي بمهارة عالية ودقة في الخطوط.
المرحلة السادسة
تجميع الكسوة تتم بالآت بعد عملية تفصيل كل قطعة على جانب، وتشكل لجنة مسؤولة عن عملية تجميع وتثبيت القطع المزخرفة مع مراعاة النسب والأطوال ومقاسات الكعب بجوانبها الأربعة المختلفة.
وتحتاج كسوة الكعبة 120 كجم من أسلاك الذهب، و25 كجم من أسلاك الفضة، و700 كجم من الحرير الخالص، لتصل تكلفة صناعة الكسوة سنويًا أكثر من 22 مليار ريال سعودي.
مراسم تغيير كسوة الكعبة
صناعة كسوة الكعبة
خطوات صناعة الكعبة
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز