مهرجان دبي السينمائي يختتم "بالنقص الكبير" وأفضل فيلم لتونس
جمعة: دورة 2015 روت قصص الحب والحرب
أسدل مهرجان دبي السينمائي ستاره على الدورة 12 بفوز الفيلم التونسي "على حلة عيني" للمخرجة ليلى أبو زيد بجائزة أفضل فيلم روائي طويل عربي.
السجادة الحمراء التي أمطرت عليها سماء دبي ليلة الأمس، جففت وجهزت لليلة أخيرة اليوم لتستقبل عليها نجوم العالم والعرب.
ليلة أخيرة يبرق فيها وميض الكاميرات وتلتقط فيها العدسات تنقلات الشخصيات وابتساماتهم ووقفاتهم أمام جدار المهرجان، وسط هذه الأجواء الوداعية والفرحة بدورة مميزة "مهرجان دبي السينمائي الدولي" بعد أن استمرت هذه التظاهرة السينمائية المتميزة على مدار ثمانية أيام، وجذبت إليها أنظار الجماهير في الإمارات والمنطقة والعالم بأسره، وبحضور مجموعة من أبرز النجوم المتألقة في سماء صناعة الأفلام، وعدد من الممثلين وأشهر الشخصيات في العالم.
هؤلاء جميعا على موعد مع الدورة الـ 13 من مهرجان دبي السينمائي الدولي؛ حيث ستنظم بين 7 و14 ديسمبر 2016 في مدينة جميرا، مقر المهرجان.
أما الدورة الثانية عشرة من أكبر مهرجان سينمائي في المنطقة حصدت محبة وإعجاب الجماهير بفضل ما قدمته من أفلام سينمائية متميزة واحتفالات رائعة ترافقت بعروض ساحرة على السجادة الحمراء، إضافة إلى تكريم أفضل المواهب السينمائية والتمثيلية المتميزة من المنطقة والعالم، فضلاً عن الاحتفاء بالمواهب الصاعدة من خلال حفل توزيع جوائز مسابقاته المتنوعة وأهمها «جوائز المهر».
وقد اختتم المهرجان دورته برائعة المخرج والكاتب والممثل الكوميدي الشهير آدم ماكاي، وهو دراما كوميدية مقتبسة من رواية مايكل لويس «النقص الكبير» حول الأزمة المالية التي عصفت بالعالم أواسط العقد الأول من القرن 21.
وقدم الفيلم كوكبة من أشهر النجوم العالميين، ومنهم: براد بيت، وكريستيان بيل، وريان غوسلنغ، وستيف كاريل، وتبع عرض الفيلم حفل غنائي ساحر أحياه فنان الريجي العالمي المشهور شاغي، نظمته شركتا «117 لايف» و«ذا أودينس».
«لقد نجحنا على مر الأيام الثمانية الماضية في توفير منصة سينمائية جمعت بين الأفراد من مختلف التوجهات والثقافات، واستقطبت المهتمين بصناعة السينما من كافة أرجاء العالم"، يقول رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة، معتبرًا أن "مهرجان هذا العام جاء ليروي لنا قصصًا عن الحب والعائلة والحرب والحزن والعزلة والموسيقى والسعادة التي تمتد من أمريكا الجنوبية إلى أقاصي الشرق، ومن منطقة الشرق الأوسط إلى آخر دولة اسكندنافية".
جمعة أكد أن إدارة المهرجان "كان لها الفخر بعرض أفلام سينمائية من الطراز الأول شارك في صناعتها طاقم متألق ومواهب مبدعة جعلت مهرجان دبي السينمائي الدولي يتخطى كافة الحدود الجغرافية ويوسّع الأفق الثقافية".
وأضاف جمعة قائلاً: «يفاجئ المهرجان جمهوره في كل دورة بما يقدمه من أعمال مدهشة تعكس قدرة صانعيها على تقديم أفلام جديدة تواكب مسيرة التطور المستمرة التي يحققها قطاع السينما في المنطقة، وبفضل حضور مجموعة متنوعة من أشهر الشخصيات المعروفة والناشئة في سماء صناعة السينما، تحول مهرجان دبي إلى تظاهرة سينمائية ليصبح واحدًا من أبرز المهرجانات السينمائية المرموقة في العالم، سنواصل مسيرة دعمنا لتنمية المواهب الناشئة في صناعة الأفلام، وكلنا أمل أن تشهد صناعة الأفلام في هذه المنطقة نجاحًا لافتًا في المستقبل».
وفي أثناء اليوم الختامي أعلن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن أسماء الفائزين بجوائز «المهر» في حفل ضخم أقيم في مسرح مدينة الجميرا، وكانت "العين" قد نشرت أسماء الرابحين بالجوائز فور صدورها بعد ظهر اليوم الأربعاء.
وهنا عرض جديد أبرزها؛ حيث فاز ضمن مسابقة «المهر الإماراتي» بجائزة «أفضل فيلم طويل» فيلم «ساير الجنة» للمخرج سعيد سالمين، وبجائزة «أفضل فيلم قصير» فيلم «أمنية» للمخرجة آمنة النويس، وحصل ناصر الظاهري عن فيلمه «في سيرة الماء.. والنخل.. والأهل» على جائزة «أفضل مخرج».
وضمن مسابقة «المهر القصير» فاز بجائزة «لجنة التحكيم» فيلم «مريم» للمخرجة فايزة أمبا، وحصل على جائزة «أفضل فيلم» فيلم «السلام عليك يا مريم» للمخرج باسل خليل.
أما بمسابقة «المهر الطويل» حصل على جائزة «لجنة التحكيم» فيلم «حكاية الليالي السود» للمخرج سالم الإبراهيمي، وعلى جائزة «أفضل فيلم روائي» فيلم «على حلّة عيني» للمخرجة ليلى بوزيد، وعلى جائزة «أفضل فيلم غير روائي» فيلم «أبدًا لم نكن أطفالاً» للمخرج محمود سليمان، وعلى جائزة «أفضل ممثل» لطفي عبدلي عن دوره في فيلم «شبابك الجنة»، فيما حصلت منّة شلبي على جائزة «أفضل ممثلة» عن دورها في فيلم «نوارة»، وحصل محمود سليمان عن فيلمه «أبدًا لم نكن أطفالاً» على جائزة «أفضل مخرج».
وضمن مسابقة «المهر الخليجي القصير» ففازت بجائزة «لجنة التحكيم» فيلم «بسطة» للمخرجة هند الفهاد، وبجائزة «أفضل فيلم» «رئيس» للمخرج رزكار حسين، كما خطف الأضواء الفائز بجائزة وزارة الداخلية «أفضل سيناريو مجتمعي» عبد الله حسن أحمد، الذي حصل على مكافأة مالية بقيمة 100 ألف دولار أمريكي.
بدوره، تحدث مسعود أمر الله آل علي -المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»- قائلاً: «كانت مهمة اختيار الأسماء الفائزة في هذا العام مهمة شاقة للغاية، فقد كانت المنافسة شديدة ومتميزة، وكان هناك عدد كبير من المشاريع الرائعة الأمر الذي تطلب من لجنة التحكيم جهودًا مضاعفة.. أثق تمام الثقة أن الأسماء الفائزة ستتمكن بالإضافة إلى عدد كبير من الأفلام التي عرضت في مهرجان دبي السينمائي الدولي من تحقيق مكانة لها في عالم السينما، وسوف تسحر قلوب وعقول الجماهير في العالم».
وأضاف قائلاً: «أسهم مهرجان دبي السينمائي الدولي منذ انطلاقته الأولى في عام 2004 في دعم قطاع السينما في الإمارات وتحول إلى واحد من أبرز المهرجانات الدولية التي تجمع صانعي الأفلام والممثلين والمخرجين وكتاب السيناريو بهدف تنمية مواهبهم واستعراض قدراتهم الفنية على الساحة العالمية.. وبعد مرور 12 عامًا على انطلاقه، يواصل هذا المهرجان تحقيق النجاح عامًا بعد عام لتسليط الضوء على المواهب الفنية محليًّا وعالميًّا».
وشهدت فقرات الحفل الختامي أيضًا، تقديم «جائزة الصحافيين الشباب» التي تُقدم بالتعاون مع صحيفة «جلف نيوز»، الناطقة باللغة الإنجليزية، والأكثر توزيعًا على مستوى دولة الإمارات.. وسلم محمد المزعل، مدير تحرير الجريدة، لـ سايِمة واسي من جامعة مانيبال دبي عن جهودها في تغطية أنشطة وأحداث المهرجان، كما سلّم عبد الحميد جمعة، رئيس «مهرجان دبي السينمائي الدولي» «جائزة الجمهور»، التي كانت من نصيب فيلم «يا طير الطاير» للمخرج هاني أبو أسعد، وتعتبر هذه الجائزة تكريمًا يمنحه جمهور المهرجان لأفضل فيلم طويل.
وشهد «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، منذ تأسيسه في عام 2004 وحتى دورته الحالية، نموًّا ملحوظًا وأصبح منصة إقليمية مهمة ومتكاملة لتشجيع أعمال صانعي الأفلام العرب، والمبدعين في القطاع السينمائي على المستوى العالمي.
وعمل «سوق دبي السينمائي» -التابع للمهرجان- على مساندة صناعة السينما المحلية والعربية وتوفير منصة لتقديم الدعم المالي والفني عبر شبكة علاقات واسعة من المنتجين وشركات التوزيع ووكلاء البيع في المنطقة.
فاز الفيلم العربي التونسي "على حلة عيني" للمخرجة ليلى أبو زيد بجائزة أفضل فيلم روائي طويل عربي وهي الجائزة الأكبر في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية عشرة.
جاء ذلك في الحفل الختامي لإعلان الجوائز على مسرح مدينة جميرا، الذي أقيم برعاية الشيخ منصور بن زايد، وبحضور جمع غفير من الفنانين وصناع الثقافة في العالم.
وصعدت المخرجة التونسية أبو زيد على المنصة وشكرت الجميع وصرخت بصوت عال "تحيا السينما العربية" في حماس تفاعل الجمهور معه، كما حصل الفيلم الإماراتي "ساير الجنة" للمخرج سعيد سالمين على جائزة أفضل فيلم إماراتي طويل.
وحصل المخرج ناصر الظاهري على جائزة أفضل مخرج إماراتي عن فيلمه "في سيرة الماء والنخل والأهل"؛ حيث صعد على المنصة برفقة طفلته بطله الفيلم، وأهدى نجاحه لها بعد عامين من العمل في الإمارات وهولندا.
أما في فئة جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل وأفضل مخرج فكانت من نصيب الفيلم المصري "لم نكن أبدا أطفال" للمخرج محمود سليمان، وشكر المخرج المهرجان على حصول فيلمه على جائزتين رفيعتين بعد 5 سنوات من العمل على عمل وثائقي واحد.
ويعتبر الفيلم محاولة جادة لتوثيق جزء من الحالة المصرية من خلال عائلة مصرية فقيرة تعيش ظروف القهر واليأس والأحلام.
واستحق الفيلم الجزائري الروائي الطويل للمخرج سالم الإبراهيمي جائزة أفضل إخراج عن فيلمه حكاية الليالي السود/ دعهم يمرون" الذي طالب الجمهور بالصمت لدقيقة حدادًا على ضحايا الإرهاب في العالم.
وفي فئة الأفلام الروائية الطويلة حصلت الممثلة المصرية "منة شلبي" على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم المخرجة هالة خليل "نوارة"، كما حصل الممثل التونسي لطفي عبدلي على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "شبابك الجنة".
في حين حصد الفيلم الفلسطيني "يا طير الطاير/ المحبوب" للمخرج هاني أبو أسعد على جائزة الجمهور التي يقدمها بنك الإمارات؛ حيث تسلم الجائزة الممثل الفلسطيني علي سليمان، كما حصل فيلم المخرج الفلسطيني باسل خليل على جائزة أفضل فيلم قصير عن فيلمه الكوميدي الدرامي "السلام عليك يا مريم".
أما جائزة وزارة الداخلية الإماراتية فحصل عليها فيلم المخرج الإماراتي عبد الله حسن أحمد.
وفي فئة الأفلام القصيرة فئة المهر الإماراتي فقد حصل فيلم المخرجة أمنة النويس المعنون "أمنية"، في حين نال فيلم المخرجة السعودية هند الفهد على جائزة المهر الخليجي للأفلام القصيرة، الذي يحمل اسم "بسطة".
أما أفضل فيلم فجاء من نصيب فيلم "رئيس" للمخرج رزكار حسين، وفئة جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب فيلم "مريم" للمخرجة فائزة إمبا.
وكرم المهرجان أعضاء لجنة التحكيم في جميع فئات المسابقة.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA==
جزيرة ام اند امز