الأفلام الإماراتية تسجل حضوراً تاريخيا في "مهرجان دبي السينمائي"
حمل مهرجان هذا العام مشاركة قياسية للأفلام الإماراتية التي تصل إلى 12 فيلماً.. أفلام تكشف تطور السينما الإماراتية ونضج تجاربها ومواهبها
يحتفي "مهرجان دبي السينمائي" بالسينما العالمية والعربية، لكنه حمل هذا العام مفاجأة لافتة بمشاركة قياسية للأفلام الإماراتية التي تصل إلى 12 فيلماً لمخرجين إماراتيين... أفلام تكشف تطور السينما الإماراتية وتنامي تجاربها ومواهبها.
من هنا جاء المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم الثلاثاء في المهرجان للاحتفاء بالسينما الإماراتية بنكهة خاصة مع مشاركة المخرجين والمنتجين والكتاب الإماراتيين من سعيد سالمين المري، الكاتب ناصر الظاهري، المنتج أحمد لطفي، المنتج عامر سالمين.
ولفت المدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله العلي أن "هذه المشاركات تعبر عن التطور الذي يشهده الحراك السينمائي في الدولة"، مضيفاً أن هنالك فيلما طويلا آخر هو "مزرعة يدو" أنتج في هذا العام ولم يشارك في المهرجان، بالإضافة لفيلم سادس لعبد الله الكعبي لم يتمكن من المشاركة".
وقال أمرالله العلي: إن إدارة المهرجان "فخورة بهذه المشاركة لكونها حدثا غير مسبوق، ونأمل أن تتضاعف الأعداد ويرتقي المنتوج في العام الماضي".
وتحدث المخرج سعيد سالمين صاحب "ساير الجنة" عن مراحل إنتاج فيلمه الذي يروي قصة الطفل سلطان (11 عاماً)، الذي يسعى للحصول على الدفء في حضن جدته، بعد معاناته من معاملة زوجة أبيه القاسية، ويعتبر "ساير الجنة" التجربة الروائية الطويلة الثانية لسالمين، وقال المخرج: إن فيلمه "سيكون متاحاً للعرض التجاري بعد أن يكمل دورة المشاركة في المهرجان".
وتحدث المخرج ناصر الظاهري عن فيلمه الأول في "سيرة الماء والأهل والنخيل"، مشيراً إلى أن "الفيلم يعتبر وثيقة عن الحياة الإماراتية تكتسب أهميتها من كونها تبرز الحياة في الإمارات وتوثق لأهلها"، وقال الظاهري: إن "الطريق للعالمية بالنسبة للسينما الإماراتية والخليجية يبدأ من التركيز على القضايا المحلية وتبيين خصوصيتها".
أما الممثل أحمد محمد بطل فيلم "عبد الله" فلفت أن الدور احتاج لكثير من التدريب، لاسيما التدريب على العزف على البيانو، لكون العمل فيلما موسيقيا، ومن جهة ثانية أكد أن "المخرج حميد السويدي له دور كبير في أن يساعده على تقمص الدور وإجادته".
وطبعا لا بد من عرض جديد لمجموععة من الأفلام الإماراتية المشاركة التي تتوزع عروضها على أيام المهرجان الذي يقترب من يوم اختتامه، وتلقى ترحيباً وإعجاباً لافتا، وأبرزها فيلم "زنزانة" للمخرج الإماراتي ماجد الأنصاري، والفيلم الذي أنتجته "إيمج نيشن أبوظبي" هو فيلم تشويقي تدور أحداثه داخل زنزانة، إذ يجد طلال (صالح بكري) نفسه مسجوناً، من دون أن يكون قادراً على تذكّر ما حدث معه في الليلة السابقة، ويضطر طلال إلى الدخول في لعبة نفسية مع المحقق الدبّان (علي سليمان)، من خلال سلسلة من الأحداث التي تجبره للسعي إلى المحافظة على حياة أفراد عائلته، ويشارك في بطولة الفيلم عبدالله الشحي، علي الجابري، عهد، ياسا، منصور الفيلي وإياد حوراني.
وفيلم "رائحة الخبز" للمخرجة منال علي بن عمرو الذي يعرض للمرة الأولى عالميًّا، وبن عمرو هي الفائزة بجائزة أفضل مخرجة إماراتية واعدة، في دورة العام 2009، وتدور أحداث "رائحة الخبز" حول فتاة بكماء وصماء، تعيش مع أسرتها بسيطة الحال، والتي يعمل أفرادها في صناعة وبيع الخبز، تتعرض الفتاة لمأساة داخل البيت، ويتفق الجميع ضمنيا على اختيار الصمت وتجاهل ما حدث، ومتابعة الحياة كما كانت.
ويُقدم الفائز بجائزة أفضل مخرج إماراتي، في عام 2008 المخرج سعيد سالمين، فيلمه الروائي الطويل "ساير الجنة" في عرضٍ عالمي أوّل، ويروي قصة سلطان 11 عاماً، الذي يسعى للحصول على الدفء في حضن جدته، بعد معاناته من معاملة زوجة أبيه القاسية.
وتشارك المخرجة عائشة الزعابي، التي فازت بجائزة "المهر الإماراتي" في الدورة السابقة للمهرجان، بفيلم "إلى بيتنا.. مع التحية" في عرضه العالمي الأوّل، ويحكي الفيلم قصة فاطمة ذات 9 الأعوام، والتي تخوض رحلتها للبحث عن بيتها القديم، وصديقتها المفضلة سارة، فهي لم تتقبل البيت الجديد الذي انتقلت إليه العائلة أخيراً، ما زاد من رغبتها في ترك عائلتها، تلتقي بخالد، ويصبح صديقها في الرحلة إلى بيتها القديم، ولكن قبل نهاية اليوم تحدث المفاجأة.
ويعود عبدالله الكعبي المخرج الحائز على جوائز في الدورة الـ12 من مهرجان دبي السينمائي، بفيلم "الرجال فقط يحضرون الدفن"، ويتطرق الفيلم إلى حياة غامضة لأرملة كفيفة، ومحاولة أفراد عائلتها الكشف عن أسرار ماضيها، بعد وفاتها المفاجئة.
ويقدم المخرج عبدالرحمن المدني، فيلمه "بشكارة"، ويروي الفيلم قصة خادمة فلبينية تُصاب طفلتها بمرض قاتل، فتصبح رغبتها الوحيدة هي العودة إلى الوطن، وقضاء ما تبقى من وقت مع ابنتها، قبل وفاتها، فهل يسمح لها صاحب العمل بالمغادرة؟ هذا ما تكشف عنه أحداث الفيلم.
ويقدم المخرج ناصر الظاهري، فيلمه غير الروائي الطويل "في سيرة الماء.. والنخل.. والأهل"، ويذهب المخرج بعيداً في قراءة المكان والناس وذكرياتهم الجميلة في الإمارات، من خلال تقديم ثلاثية الماء والنخل والأهل، كمكونات للحضارة. ويسلط المخرج الضوء على من ترك بصمته في الإمارات، ويبعث برسالة إلى ضرورة تذكير الأجيال المقبلة بأن نهضة اليوم أساسها عرق الأهل، الذين نحتوا الصخر من أجل الماء، وزرعوا النخل من أجل الحياة.
أما المخرج علي بن مطر فيشارك بفيلمه القصير عنوانه "الرجل الذي رأى الثلج في الصيف"، وتدور أحداثه حول عامل بمصبغة في وسط المدينة، يقوم بالعمل لساعات طويلة في ظل ظلم مديره، الذي يحاول استغلال حاجته لكسب أرباح أكبر للمصبغة.
وأخيرا وضمن برنامج " ليالي عربية" عرض الفيلم الإماراتي "حجاب" الذي أنتجته "مؤسسة أناسى للإعلام" و يتناول في 78 دقيقة موضوع غطاء الرأس للمرأة وأسباب الإقبال عليه ومبررات عدم ارتدائه، والفيلم الذي حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي في المهرجان السينمائي الدولي في جاكرتا، اندونيسيا، الشهر الماضي هو فكرة الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، ويسلط الضوء على موضوع الحجاب من خلال الإشارة إلى وجوده بين النساء منذ ما قبل ظهور الإسلام... وشارك فى إخراج الفيلم ثلاثة مخرجين هم السوري مازن الخيرات والإماراتية نهلة الفهد والبريطاني أوفيديو سالازار الذي يعد من أشهر مخرجي الأفلام الوثائقية، وتم تصويره عبر ثلاث قارت في تسع دول هي بريطانيا وفرنسا وهولندا والدنمارك وتركيا ومصر وسوريا والمغرب والإمارات، ويعرض الفيلم حاليا في سينما /فيليج/ في منهاتن بنيويورك ويستمر عرضه حتى 17 ديسمبر الحالي، ومن المقرر أن يشارك في مهرجان جايبور السينمائي بالهند في يناير القادم ومهرجان فيرمونت للأفلام بكندا في شهر مارس القادم.
وشارك الفيلم في مهرجان كارمل السينمائي الدولي في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية في أكتوبر الماضي، كما تم عرضه أيضا في صالات سينما لايمل في لوس أنجلوس لمدة أسبوع، وشهدت العاصمة البريطانية لندن في شهر يونيو الماضي عرضا خاصا للفيلم حضره معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وسعادة عبدالرحمن غانم المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة والممثلة البريطانية سوكى ووترهاوس والمدير التنفيذي لمجلة "تانك" كارولين عيسى وعدد من الإعلاميين.
مجموعة من هذه الأفلام التي ستكون ضمت "المهر الإماراتي"، ستكون تحت أنظار نخبة عالمية وعربية من المخرجين والمنتجين والممثلين الذي يشكلون لجان التحكيم لمسابقات «المهر» وبينها الأفلام الإماراتية.
ويرأس لجنة تحكيم «المُهر الإماراتي» منتج الأفلام الدنماركي الحاصل على جائزتي أوسكار، كيم ماغنوسون، الذي اشتهر بأفلام مثل «تفاحة آدم» في 2005، و«الشر» في 2003، و«أضواء الوميض» في 2000، كما ساعد ماغنوسون في إنتاج أكثر من 100 فيلم.
وينضمّ إليه الناقد والباحث السينمائي عبدالستار ناجي من الكويت، الذي شارك في عددٍ من لجان تحكيم المهرجانات العالمية الهامة، منها «أيام قرطاج المسرحية»، ومهرجاني دمشق وهونغ كونغ السينمائيين، ومهرجان "كان للتلفزيون والأفلام غير الروائية".
وتضمّ لجنة تحكيم مسابقة «المهر الإماراتي» أيضاً الدكتورة حصة لوتاه، أول مخرجة تلفزيونية إماراتية، والتي حصلت على جائزة «روّاد الإمارات» من صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تكريماً لإنجازاتها ومساهمتها في مسيرة نجاح الإمارات.
وإماراتيا أيضاً، أعلن المخرج الإماراتي علي مصطفى عن تعاون جديد مع "إيمج نيشن"، لصناعة فيلم روائي جديد بعنوان "مختارون" وقال: "إن فيلمه المقبل قد يكون أول فيلم عربي تدور أحداثه في عالم مستقبلي، ويحاول البشر أن ينجوا فيه من الهلاك والكارثة"، ولفت مصطفى أن "العمل الآن في طور الإنتاج على أن يطلق في العام المقبل، علماً أنه حصل تعاون مع مجموعة من أهم صانعي الأفلام في هوليوود مثل بيتر سافران وستيفن شنايدر اللذين سيتوليان إنتاج العمل السينمائي الجديد بالتعاون مع رامي ياسين الذي سبق أن أنتج فيلمي "ظل البحر" و"من ألف إلى باء"، أما أبطال فيلم مصطفى فهم الممثل سامر إسماعيل وربى بلال وسامر المصري وعلي سليمان وحبيب غلوم.