3 رسائل إماراتية لقطر.. دبلوماسية بناء الجسور تطوي الخلافات
3 رسائل إماراتية لقطر تؤكد طي صفحة الخلاف والعمل على بناء جسور التعاون، والنظر إلى المستقبل بإيجابية.
رسائل أكدها الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، تعليقا على المبادرة الإماراتية لطي صفحة الخلاف مع قطر، بعد زيارة وفد إماراتي برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، للدوحة، اليوم الخميس، ولقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي رفيع منذ بدء الأزمة مع قطر قبل 4 سنوات. كما أنها الأولى من نوعها بعد اتفاق العلا خلال القمة الخليجية الـ41 التي عقدت في محافظة العلا شمال غربي السعودية في 5 يناير/كانون الثاني الماضي، والذي تم بموجبه طي صفحة الخلاف مع قطر.
ومن خلال هذه الزيارة، تمد الإمارات أيادي السلام والتسامح لشقيقتها قطر، لطي صفحة الخلاف، حرصا على إعادة العلاقات الأخوية إلى سابق عهدها من جانب، وتحقيق التضامن الخليجي من جانب آخر، ونزع فتيل أية توترات بالمنطقة، والرغبة في التفرغ لمعركة البناء والتنمية، مع تعزيز التعاون والتكامل انطلاقا "من واقع أن المصير واحد والنجاح مشترك".
مبادرة إماراتية
واستقبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر اليوم، وفدا برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي.
وبحث الجانبان خلال اللقاء، العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والمشاريع الاستثمارية الحيوية التي تخدم عملية البناء والتنمية والتقدم وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
ونقل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان خلال اللقاء إلى أمير قطر، تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وتمنياتهم لقطر وشعبها الشقيق دوام التقدم والازدهار.
فيما حمل أمير قطر تحياته إلى رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنياته لدولة الإمارات وشعبها مزيداً من التطور والرخاء.
وجرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
شفافية مطلقة
وبعيدا عن أية تأويلات للزيارة، وانطلاقا من سياسة الشفافية التي تتبعها الإمارات، أكد الدكتور أنور قرقاش في تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر"، رسائل وأهداف الإمارات من تلك الزيارة التي تستهدف طي صفحة الخلاف مع قطر.
وأكد أن طي صفحة الخلاف يأتي في إطار مرحلة "بناء جسور التعاون والازدهار مع الأشقاء والأصدقاء".
وبين أن بناء جشور التعاون سيكون "ركيزة رئيسية من ركائز السياسة الإماراتية"، مضيفا: "نطوي صفحة خلاف وننظر إلى المستقبل بإيجابية".
وأوضح أن "زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى قطر ولقاءه بأميرها تنطلق من واقع أن المصير واحد والنجاح مشترك".
تعزيز التضامن الخليجي
وقطعا على طريق من يحاول التصيد في الماء العكر، كشفت الإمارات بشكل واضح أنها تبادر لطي صفحة الخلاف، في إطار رغبة واضحة للمسارعة بتنفيذ اتفاق العلا.
مبادرة تؤكد من خلالها الإمارات حرصها على المضي قدما على طريق تحقيق أهداف اتفاق العلا بخطوات واثقة وصادقة وبشفافية تامة، إيمانا منها بأهمية المحافظة على اللحمة الخليجية وتطوير العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصلحة دول مجلس التعاون ومواطنيها، وتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وتأتي هذه الجهود الإماراتية ضمن مسيرة رائدة للإمارات في تعزيز التضامن الخليجي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منذ أول قمة خليجية يومي 25 و26 مايو/أيار في أبوظبي عام 1981.
وتتواصل هذه الجهود حتى اليوم بقيادة وتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وهي رؤية لم تغب عن الإمارات حتى وقت الأزمة وقبيل التوصل لاتفاق العلا، إدراكا منها أن الأزمات مهما طالت فهي زائلة، وضعت الإمارات نصب أعينها مع تولي رئاسة الدورة الـ40 لمجلس التعاون على مدار عام 2020 الحفاظ على مجلس التعاون وتحقيق الأخوة الخليجية، فلم تؤثر الأزمة القطرية على أجندة وخطط واجتماعات مجلس التعاون، وعقدت جميع تلك الاجتماعات بمشاركة قطر، لبحث تحقيق التضامن الخليجي في مختلف المجالات.
ورغم انتشار جائحة "كورونا"، قادت الإمارات أكثر من 733 اجتماعا خليجيا، معظمها عبر تقنية الإتصال المرئي، لمواجهة تلك الجائحة وتداعياتها على دول مجلس التعاون، وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
واختتمت القمة الخليجية 41 التي عقدت في العلا شمال غربي السعودية، أعمالها، بإصدار بيان ختامي مطول من 117 بندا، وإعلان حمل اسم "إعلان العلا".
وعبّر البيان الختامي عن "بالغ التقدير والامتنان للجهود الكبيرة الصادقة والمخلصة، التي بذلها الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات العربية المتحدة، وحكومته، خلال فترة رئاسة الإمارات للدورة الأربعين للمجلس الأعلى، وما تحقق من خطوات وإنجازات هامة".
كما تضمن البيان الختامي قرارات مهمة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين دول الخليج، معظمها كان ثمار الاجتماعات العسكرية والأمنية التي قادتها الإمارات خلال رئاستها للدورة الأربعين لمجلس التعاون.
وتستند الرؤية الإماراتية لطي ذلك الخلاف على خطوات لبناء الثقة، بدأتها الإمارات بمبادرة اليوم، مع تنفيذ جاد وشفاف وصادق لما تم الاتفاق عليه، بشكل يفضي إلى تأسيس قواعد صلبة تحقق انطلاقة جديدة لمجلس التعاون، تتجاوز خلافات الماضي، وتحصن مجلس التعاون ضد أي خلافات مستقبلية، ويصب في صالح شعوب المنطقة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA==
جزيرة ام اند امز