طالبان والمسؤولون الأفغان.. صفقة براغماتية لنيل "شرعية دولية"
لا تخفي حركة طالبان، تعاملها ببراغماتية سياسية، مع مسؤولين أفغان سابقين؛ حيث جرت بينهما لقاءات، تمهيدا لصفقة لصالح الطرفين.
وذكرت صحيفة أمريكية أن حركة طالبان تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق مع هؤلاء المسؤولين، لتشكيل حكومة يمكنها الحصول على اعتراف دولي، والحفاظ على تدفق أموال المساعدات إلى البلاد، واستعادة القدرة على الوصول لمليارات الدولارات من الاحتياطي الدولي.
وأضافت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قادة طالبان عقدوا اجتماعات بالقصر الرئاسي، على مدار الأسبوع الماضي مع بعض المسؤولين الأفغان السابقين الذين لا يزالون موجودين في كابول، من بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي، وعبدالله عبدالله، الرئيس السابق لمجلس المصالحة الوطنية، وقلب الدين حكمتيار، العسكري السابق الذي أصبح رجل سياسة.
وبالنسبة لطالبان، يمكن التوصل إلى اتفاق سياسي أن يساعدها في تجنب أن تصبح منبوذة دوليًا. وبالنسبة للقادة الأفغان السابقين، يمكن للصفقة المحتملة أن تمنحهم حصة من السلطة بالحكومة الجديدة في أفغانستان.
طلب النصيحة
وخلال مؤتمر صحفي داخل المركز الإعلامي للحكومة الأفغانية السابقة، التي تتزين الآن بأعلام طالبان، قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن الاجتماعات مع المسؤولين الأفغان السابقين هي محاولة لطلب "نصيحتهم بشأن الحكومة المستقبلية" حتى تتمكن أفغانستان من "تشكيل حكومة مسؤولة، تخدم البلاد، وتوحد الجميع".
فيما قال مسؤول أفغاني كبير سابق كان حاضرا بعدة اجتماعات، إن قادة طالبان أكدوا أنهم "يريدون تشكيل حكومة مشتركة".
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته، لصحيفة "واشنطن بوست": "يقولون: لا يمكننا السيطرة على البلاد بدون مساعدتكم. لكن نعم، النقطة الرئيسية هي المال".
ولخّص المسؤول لجوء طالبان إلى التصرف ببراغماتية، قائلا: "طالبان تخشى ضغط المجتمع الدولي"، في إشارة إلى العقوبات، و"خفض المساعدات الدولية وعدم القدرة على التعامل التجاري، و"المقاومة"، ويقصد بها مواجهة أحمد مسعود للحركة في ولاية بنجشير.
أموال مجمدة
وتقول معظم الدول إنها تريد أن ترى انتقالا سياسيا رسميا للسلطة؛ قبل الاعتراف بحكومة جديدة في أفغانستان، وترجح دول أخرى، مثل روسيا والصين، أن قرارها قد يعتمد بشكل أكبر على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وقد يؤدي اعتراف المجتمع الدولي بطالبان، إلى تحرير مليارات الدولارات من الاحتياطيات التي يتعذر على طالبان الوصول إليها الآن.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد جمدت احتياطيات الحكومة الأفغانية بعد يومين على السيطرة المفاجئة لطالبان على كابول، وهي الخطوة التي تبعها صندوق النقد الدولي.
وقال المسؤول الأفغاني الكبير السابق الذي اجتمع بقيادة طالبان إنه يعتقد أن نداءات الحركة لتقاسم السلطة حقيقية، لكن الحركة تواجه نفس المشكلة التي واجهتها منذ شهور، وهي تحديد نوع التنازلات المستعدة للقيام بها، إن وجدت، من أجل نيل الشرعية الدولية.
ننتظر منهم أن يشاركونا خطتهم للحكومة الجديدة -يقول المسؤول- ولكننا لا نريد أن نفقد كل إنجازاتنا على مدى السنوات العشرين الماضية؛ في إشارة إلى التقدم في حقوق المرأة والأقليات والحريات المدنية.
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg جزيرة ام اند امز