3 أسباب محتملة وراء رغبة ترامب لقاء زعيم كوريا الشمالية
باحثة في الشأن الأمريكي، تواصلت معها بوابة "العين" الإخبارية، استخلصت ثلاثة احتمالات وراء رغبة ترامب وتوقيتها.
"إذا كان مناسباً أن التقي به، فسأفعل بكل تأكيد. سيشرفني ذلك"، مقولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثارت التساؤل حول العلة وراءها، خاصة أن الأيام القليلة الماضية شهدت حرباً كلامية بين ترامب ونظيره الكوري الشمالي، كيم جونج أون، على خلفية التجارب الصاروخية التي تجريها بيونج يانج.
باحثة في الشأن الأمريكي، تواصلت معها بوابة "العين" الإخبارية عبر الهاتف، استخلصت ثلاثة احتمالات وراء تلك المقولة وتوقيتها.
نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أرجعت تخفيف الرئيس الأمريكي للهجة تصريحاته تجاه رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، إلى ثلاثة احتمالات، أولها أن تلك اللهجة قد تنم عن تغير في موقف الرئيس الأمريكي من نووي الدولة الكورية أو بالأحرى تغير خريطته من كيفية التعامل مع ذلك الملف.
والثاني كما قالت بكر، إن تصريح ترامب الأخير حول تشرفه بلقاء الرئيس الكوري، بأنه قد يكون نوعاً من "الخداع السياسي".
وعن السبب المحتمل الثالث، أضافت بكر أنه من غير المستبعد أن تصريح ترامب ذلك نابع من "تغير مزاجه" تجاه أسلوب التعامل مع الرئيس الكوري الشمالي.
وأرجعت أستاذة العلوم السياسية ذلك إلى تغير مواقف الرئيس الأمريكي من عدد من القضايا الأخرى مثل مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بدلاً من تل أبيب ولقائه الرئيس الصيني، رغم انتقاداته له في البداية.
وقبل يوم من التعبير عن رغبته في لقاء كيم جونج أون، قال ترامب، الأحد الماضي، إن جونج أون قائد محنك؛ لأنه نجح في فرض نفسه في السلطة رغم صغر سنه، وطموحات بعض جنرالات بلاده في الحصول على السلطة.
يذكر أنه في 17 إبريل/ نيسان الماضي، وجّه الرئيس الأمريكي رسالة شديدة اللهجة إلى كيم جونج أون، آمراً إياه إلى أن "يُحسّن سلوكه" وأن "يتأدب".
وشهدت الفترة الأخيرة توتراً كبيراً بين واشنطن وبيونج يانج، ليس فقط على مستوى التصريحات ولكن بالتحرك الفعلي سواء من قبل الولايات المتحدة التي أرسلت في 8 إبريل/نيسان الماضي حاملة الطائرات "كارل فنسون" وأسطولها إلى شبه الجزيرة الكورية، وأكدت أنها مستعدة للقيام بتحرك أحادي الجانب ضد الدولة الكورية.
أو من جانب بيونج يانج التي ردت بأن ذلك "عمل عدواني غير مقبول"، وأطلقت في 6 إبريل/نيسان الماضي تجربة صاروخية جديدة، فاشلة، بعد يوم من عرض عسكري ضخم في بيونج يانج، بمناسبة الذكرى السنوية الـ105 لميلاد مؤسس كوريا الشمالية، كيم إيل سونج.
وأشارت الدكتورة نهى بكر إلى استراتيجية الدولة الكورية حول برنامجها النووي، بأن الدول التي تخلت عن برنامجها النووي انهارت، ومن ثم، تتمسك بيونج يانج ببرنامجها ويواجه رئيسها كل الضغوط المفروضة على بلاده لتجنب مصائر تلك الدول.
وعن إمكانية حدوث مثل ذلك اللقاء بين الزعيمين، أكدت بكر أن ذلك وارد فلكل من واشنطن وبيونج يانج لهما مصالح من ذلك؛ فواشنطن إذا تدخلت عسكرياً في كوريا الشمالية فأنها تعرض نفسها لتكلفة اقتصادية كبيرة، فضلاً عن مخاطر استخدام كوريا الشمالية لقدرتها النووية ضدها.
علاوة على ذلك، فإن بيونج يانج تواجه عقوبات اقتصادية كبيرة وشبه عزلة إقليمياً ودولياً، نتيجة برنامجا النووي والباليستي.
وكما أن الرئيس الأمريكي نيكسون استطاع تحسين علاقات بلاده مع دولة الصين، وعمل أوباما على إعادة علاقات بلاده مع الدولة الكوبية والتوصل إلى اتفاق مع الدولة الإيرانية حول برنامجها النووي، فمن الممكن، بحسب بكر، أن يسعى ترامب لإبرام إنجاز في دبلوماسيته وسياسته الخارجية بالتوصل إلى نوع من التوافق مع كوريا الشمالية.
وأجرت كوريا الشمالية خمس تجارب نووية بينها اثنتان في العام 2016، كما أنها أطلقت العديد من التجارب الصاروخية التي نجحت في أغلبها.