قادة العالم يضمدون جراح الكوكب.. 3 قمم لإنقاذ المناخ والاقتصاد والإنسانية
بينما يواجه العالم أزمات بيئية واقتصادية واجتماعية متشابكة، يشهد نوفمبر/تشرين الثاني 2024 حدثا استثنائيا، يتمثل في انعقاد 3 قمم عالمية كبرى، تهدف إلى إنقاذ المناخ، وتحفيز الاقتصاد، وتعزيز الإنسانية.
في باكو، تستضيف أذربيجان مؤتمر الأطراف للتغير المناخي (COP29) لبحث حلول عملية لمواجهة الاحتباس الحراري، وفي ليما (عاصمة بيرو) تُعقد قمة أبيك لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول آسيا والمحيط الهادئ، أما في ريو دي جانيرو البرازيلية فيجتمع قادة مجموعة العشرين لوضع رؤية متجددة لمستقبل مستدام يعالج القضايا الأكثر إلحاحا.
من خلال هذه القمم الثلاث تسعى الدول الكبرى إلى تحقيق توازن بين حماية البيئة، وإعادة بناء اقتصاداتها، وتحقيق العدالة الاجتماعية، في وقت يحتاج فيه العالم أكثر من أي وقت مضى إلى خطوات جريئة تعيد الأمل للكوكب وسكانه.
مؤتمر COP29
تستضيف أذربيجان النسخة التاسعة والعشرين من مؤتمر الأطراف للتغير المناخي (COP29) في العاصمة باكو خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في إطار الجهود الدولية المستمرة للحد من التغير المناخي وتعزيز العمل المناخي الجماعي لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
يضع COP29 عددا من الأولويات الطموحة لدفع العمل المناخي العالمي نحو الأمام، مع التركيز على تعزيز الالتزامات الوطنية لتحقيق هدف الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية، ويسعى المؤتمر أيضا إلى تفعيل صندوق "الخسائر والأضرار" لدعم الدول الأكثر تأثرا بتداعيات التغير المناخي.
مبادرات طموحة
كما قدمت أذربيجان مبادرة طموحة لإنشاء "صندوق تمويل العمل المناخي"، الذي يهدف إلى جمع مليار دولار سنويا لدعم مشاريع الطاقة المتجددة وتعزيز مرونة المجتمعات المتضررة في الدول النامية.
يُعزز المؤتمر أهمية التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مع تركيز كبير على آليات تسويق الكربون وتنفيذ المادة السادسة من اتفاقية باريس.
رؤية المؤتمر
تتمحور رؤية المؤتمر حول تحقيق العدالة المناخية من خلال تقديم الدعم للدول النامية والجزر الصغيرة، التي تعد الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي، ويسعى المؤتمر إلى توفير تمويلات مرنة وسريعة الاستجابة لتعزيز مرونة هذه المجتمعات.
وضعت أذربيجان الاستدامة في صميم تنظيم المؤتمر، حيث يتميز الحدث بمناطق خضراء وخدمات لوجستية صديقة للبيئة، كما تُقدم الدولة مضامين تعليمية وتوعوية لتعزيز الوعي بقضايا المناخ بين الحضور والمجتمع المحلي.
ويُعتبر COP29 فرصة ذهبية لتعزيز التعاون الدولي وضمان تحقيق التوازن بين الطموحات المناخية والاحتياجات الاقتصادية، ويوفر منصة للحكومات والمنظمات والشركات لتقديم تعهدات ملموسة تسهم في الحد من تغير المناخ وتحقيق مستقبل مستدام.
مؤتمر أبيك
تستضيف العاصمة البيروفية ليما أسبوع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك 2024)، بمشاركة واسعة من قادة وزراء الأعمال من الدول الأعضاء، أبرزهم الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، وكندا.
وتركز القمة، التي تعقد في وقت حساس يشهد تجدد التوترات التجارية العالمية، على مناقشة التجارة والاستثمار لتحقيق نمو شامل ومستدام، حيث أكدت الرئيسة البيروفية دينا بولوارتي أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف كحل للتحديات العالمية المتزايدة.
وتكتسب القمة أهمية إضافية بمشاركة الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأمريكي جو بايدن، حيث أجري الطرفان محادثات ثنائية ركزت على التجارة والابتكارات التكنولوجية.
دور المنتدى
تأسست "أبيك" عام 1989 بهدف تحقيق التجارة الحرة والاستثمار المفتوح بين أعضائها، وتمثل المنظمة نحو 40% من سكان العالم و55% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وشملت القمة اجتماعات وزارية وجلسات لرؤساء الدول لمراجعة سياسات جديدة لدفع عجلة النمو الاقتصادي، مع التركيز على استراتيجيات تنويع الاقتصاد والتجارة.
قمة مجموعة العشرين
تنطلق قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو يومي 18 و19 من الشهر الجاري، بمشاركة قادة أكبر اقتصادات العالم لمناقشة قضايا حيوية تؤثر على الاقتصاد العالمي والاستدامة البيئية.
تغير المناخ والأمن الغذائي
أحد أبرز أهداف القمة هو تعزيز الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ. من المتوقع أن يناقش القادة تحديد أهداف جديدة لتمويل الدول النامية لمساعدتها في التعامل مع آثار الاحتباس الحراري.
وتضع القمة الأمن الغذائي في صدارة المناقشات، حيث يُخطط لإطلاق تحالف عالمي ضد الجوع والفقر، كما تناقش القمة إصلاح منظمة التجارة العالمية لضمان تعزيز نظام تجاري عادل وشفاف، وتسعى للتوصل إلى نظام ضريبي أكثر عدالة، يشمل فرض ضرائب على الثروات الكبيرة، ويتضمن جدول أعمال القمة وضع مبادئ لتطوير الذكاء الاصطناعي الآمن والمضمون.
وسيؤكد القادة أهمية التعاون المتعدد الأطراف لضمان الاستقرار العالمي، ورغم التركيز على القضايا الاقتصادية تبقى الحربان في أوكرانيا وغزة حاضرَتين في المناقشات.
وتمثل هذه القمة فرصة حاسمة لتحقيق توافق حول قضايا مصيرية تتطلب تنسيقا دوليا لمواجهة التحديات الراهنة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTguMjUyIA== جزيرة ام اند امز