سلمى أصغر شاعرة فلسطينية: "بالشعر أحارب وأحب وأحلم"
كلماتها سلاح تحمله بإيمان وحب؛ سلاح تصيغه بأبيات شعر تعبر فيها عن مأساة الشعب الفلسطيني وقضيته .. هي طفلة، لا يتخطى عمرها العشر سنوات.
كلماتها سلاح تحمله بإيمان وحب؛ سلاح تصيغه بأبيات شعرية تعبر فيها عن مأساة الشعب الفلسطيني وقضيته .. هي طفلة، لا يتخطى عمرها العشر سنوات، لكن ما ينطق به لسانها يحكي عن آلام الكبار وأحلام الصغار وإرادة شعب.
هي سلمى النجار، أصغر شاعرة في قطاع غزة التي تحل ضيفة شرف على كثير من الفعاليات الثقافية والأدبية وحتى السياسية، تلهب بكلماتها مشاعر الجمهور، وتروي غليلهم بشعر التحدي والبطولة والفداء.
تقول النجار لـ"بوابة العين": إن "أطفال فلسطين ولدوا كبارًا .. رضعوا حب الوطن والدفاع عنه لينتزعوا حريتهم وأرضهم وسماءهم ومياههم من عدوهم .. لا تسأل عن حال الصغار فينا فهم يصنعون بإبداعاتهم لوحات أمل تغيظ المحتل" .. بهذه الكلمات تريد الطفلة الشاعرة لكلماتها أن تعبر الحدود وتخترق الحصار لعلها تقرب حرية فلسطين.
سلاح الشعر
جعلت سلمى من موهبتها الشعرية سلاحًا تخدم فيه القضية الفلسطينية، فتعبر بقصائدها عن معاناة شعبها .. ولا يفوتها في كل مرة أن ترسم ملامح التفاؤل باقتراب النصر والتحرير.
تعبر عن حبها لفلسطين؛ فتلقي القصائد التي تحاكي معاناة شعبها، وما يجري عليه من حروب طاحنة منذ قرن من الزمان، تكتب للشهيد والأسير، وبالرغم من طريق الآلام .. إلا أن لجمال فلسطين وحب الحياة، نصيب وافر "أنا كطفلة فلسطينية لا أستطيع أن أدافع عن فلسطين كالكبار ولكنني أجد في شعري سلاحًا أقاوم فيه المحتل".
تتمنى سلمى أن يكون تحرير فلسطين قريبًا، لتعيش وكل أقرانها حياتهم في أمن وأمان واستقرار "ثمة أطفال في فلسطين ولدوا كبارًا، رضعوا حب الوطن والدفاع عنه، تفكيرهم فاق أعمارهم، صنعوا بإبداعهم لوحة أمل أغاظوا بها المحتل"، وتتابع: " أما آن للعالم أن يمنح أطفال فلسطين حريتهم .. أما آن لهم أن يقبلوا تراب أرضهم المقدسة دون خوف من الرصاص".
ولدنا كبارًا
وتشدد المبدعة الصغيرة: "نحن أطفال فلسطين لسنا كباقي أطفال العالم، ولدنا كبارًا، الحياة التي نعيشها والأحداث التي نمر فيها جعلتنا نفكر بنفس المنطق الذي يفكر به الكبار" .. طفولتنا سُلبت منا بالبارود والنار.
بغضب تسأل الاحتلال الإسرائيلي: "هل يستطع أطفالكم أن يتحملوا كمية المعاناة التي نتحملها نحن؟"، وتجيبه: "لا أحد يتحمَّل ما نتحمله في فلسطين على أيديكم .. هذه الصواريخ والقذائف والرصاص المنهمر على رؤوسنا سيبزغ نصرا قريبًا".
موهبة حرة
بعيدًا عن هم شعبها اليومي، تعبر عن حبها للشعر و"قمة المتعة لديَّ عندما ألقي الشعر باللغتين العربية والإنجليزية على مسامع الناس"، وتقول سلمى: "منحني الله موهبة .. لذلك يجب أن أقدر فضل الله عليَّ وأنمي موهبتي بشكل مستمر".
ترفض الشاعرة الصغيرة أن تحتكرها مؤسسة أو أن تختصر نفسها في جهة سياسية، وتتمسك بالبقاء "حرة طليقة" تكون فوق التباينات السياسية والخلافات الفكرية؛ "لأن فلسطين تريد منا الكثير .. وعلينا تلبية نداء الواجب".
حلم العالمية
سلمى حسبما تقول لبوابة "العين"، لا تترك فرصة لتنمية موهبتها "لتنتقل من المحلية إلى العالمية" لتنقل معاناة شعبها وأطفاله للعالم الأصم "لعله يجيد قراءتنا ويعيد إلينا حقوقنا".
بلا منازع تصدَّرت المركز الأول في مسابقة شعرية أطلقتها إذاعة الطفل الصغير "بغزة، قبل نحو سنتين، منحها الفوز فرصة أمل للسفر إلى فرنسا" لكن الحصار الإسرائيلي حال دون خروجها من غزة" .. لكن "الأمل بنقل تجربة شعبها إلى العالم ما زال قائمًا، لا يقتله الحصار ولا الحروب".
بزغت موهبة سلمى الشعرية في سن مبكرة، بحسب والدتها أمال الشوربجي "لاحظت أن مخارج الحروف لدى سلمى قوية تفوق عمرها" فقد تعلمت القاعدة النورانية منذ كانت في عمر الثلاث سنوات، وحفظت 9 أجزاء من القرآن الكريم في سن مبكرة، هذا ساعداها على تقوية مخارج حروفها.
ولقوة مخارج حروفها وسلامة لغتها، اُختيرَت وهي في الرابعة من عمرها لتُلقي قصيدة ترحيبية في احتفال تخرج "رياض الأطفال"، فأبهرت الجميع بطلاقتها وقتها وحضورها الشعري.
تقول والدتها لبوابة "العين": "عندما تم اختيارها وجدتها سريعة الحفظ، وتسأل عن معاني كلمات القصيدة، وتعيش معاني القصيدة بأحاسيسها، فشعرت وقتها أنه سيكون لسلمى مستقبل في الشعر".
وتضيف: "عندما كانت سلمى في الصف الأول كانت هناك مسابقة لإلقاء الشعر، الطالبات بالصفوف المتقدمة .. لكن المدرسات أصررن على مشاركة سلمى؛ لما وجدن فيها من إبداع تضاهي به الكبار .. وبالفعل تفوقت على من يكبرنها سنًّا وحصدت المركز الأول.