أحمد خليل حالة تمرُّد إماراتي على الوصافة
بينما كان من يحاول إقناع نفسه بأن الوصافة هي حظ الكرة الإماراتية، انتزع أحمد خليل مهاجم الأهلي لقب أفضل لاعب في آسيا
ينطبق على كرة القدم الإماراتية المثل العامي المصري "قيراط حظ ولا فدان شطارة"؛ فقد اقتربت في مرات عديدة من تحقيق إنجازات عظيمة سواء على المستوى الجماعي كفرق ومنتخبات، أو على المستوى الفردي، لكنها في كل مرة تكتفي بالوصافة لأسباب في الغالب ليس لها علاقة بالكفاءة.
وما بين التأهل لمونديال إيطاليا عام 1990، وفوز العين بدوري أبطال آسيا عام 2003، تعرَّضت الأحلام الكروية الإماراتية للوأد في العديد من المواقف، أبرزها الإخفاق الكبير في نهائي كأس أمم آسيا عام 1996 حينما عاند الحظ عدنان الطلياني ورفاقه في تحويل سيطرتهم على المباراة التي خاضوها ضد شقيقهم السعودي إلى أهداف، ليحتكم المنتخبان إلى ركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمت للأخضر وأبكت عشرات الآلاف من محبي الأبيض، سواء ممن كانوا في مدرجات ملعب مدينة الشيخ زايد، أو خلف الشاشات.
نفس اللعنة الكروية عادت لتحل على فريق إماراتي جديد، حينما فشل الأهلي في نيل لقب دوري أبطال آسيا بعدما نجح في إزاحة الهلال -أقوى فرق المسابقة- في الدور قبل النهائي، لكن مرمى الفريق الصيني المتواضع غوانغزو كان كأنه مغلقًا بالأقفال في الشوط الثاني من لقاء الذهاب في ملعب راشد بدبي، ثم تلقى الفريق هدفًا مفاجئًا في الإياب انتهت به المباراة ليُسجِّل الأهلي رقمًا إماراتيًّا جديدًا في خانة الوصيف.
وتكرر الموقف في النسخة الأخيرة لكأس الأمم عندما أبهر مبخوت ورفاقه القارة الصفراء بعروض كانت الأفضل في البطولة، توجوها بإقصاء حامل اللقب الياباني في ملحمة كروية تستحق أن تروى للأجيال الصاعدة، لكن ميراث سوء الحظ فرض نفسه في لقاء قبل النهائي أمام المنتخب الأسترالي المضيف ليخسر الأبيض بهدفين، ويُفرِّط في فرصة ثانية لنيل اللقب يندر أن يجود بها التاريخ على منتخب واحد.
حتى على المستوى الفردي، اقترب إسماعيل أحمد مدافع العين من لقب أفضل لاعب في القارة العام الماضي، قبل أن يستقر في الحفل النهائي في خانة الوصيف "كالعادة" للمهاجم السعودي ناصر الشمراني.
وسبقه محاولة من عدنان الطلياني عام 1990، انتهت به في المركز الثالث.
وبينما كان من يحاول إقناع نفسه بأن الوصافة هي حظ الكرة الإماراتية، قرَّر أحمد خليل مهاجم الأهلي وأحد أبناء المدرب مهدي علي، التمرُّد على الثابت وانتزع لقب أفضل لاعب في آسيا، من تشينغ تشي قائد غوانغزو الصيني ليُصبح أول لاعب إماراتي ينال الجائزة منذ إنشائها عام 1984.
وأصبح خليل (24 عامًا) الذي ساهم في حصول منتخب الإمارات على المركز الثالث في كأس آسيا ثالث لاعب في تاريخ آسيا ينال جائزة أفضل لاعب على مستوى الشباب والكبار، ليرسم ابتسامة أمل على وجه الرياضة الإماراتية يعزز طموحاتها قبل أيام من بداية عام جديد تأمل فيه التخلص من لعنة الوصافة لتنتزع بطاقة التأهل لمونديال 2018.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز