33 عاما على تأسيس «زايد الإنسانية».. مبادرات تعزز ريادة عاصمة العطاء

أهمية خاصة تحملها احتفالية مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بتأسيسها في مثل هذا اليوم في 5 أغسطس/آب عام 1992، لأكثر من سبب.
أول تلك الأسباب أن الاحتفالية توافق مرور 33 عاماً على إطلاق المؤسسة على يد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نجحت خلالها في ترسيخ مكانتها كمنارة للعطاء الإنساني والخيري، وتقديم مساعدات تجاوزت قيمتها ملياري درهم، وصلت إلى أكثر من 185 دولة حول العالم.
ومنذ انطلاقة المؤسسة عام 1992على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان توالت إنجازات المؤسسة ومشاريعها ومبادراتها الخيرية والانسانية داخل الدولة وخارجها، إيمانا بدورها في دعم مسيرة الخير والعطاء وتأكيدها أن الإنسان هو أساس أي عملية حضارية وهو محور كل تقدم حقيقي.
ثاني تلك الأسباب أن الاحتفالية تزامنت مع وصول سفينة المساعدات الإماراتية الثامنة "سفينة خليفة الإنسانية"، ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، إلى ميناء العريش المصري، وذلك تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، في إطار مواصلة دولة الإمارات دعمها الإنساني للأشقاء الفلسطينيين.
وساهمت مؤسسة زايد في حمولة تلك السفينة التي تعد أكبر سفينة مساعدات إنسانية ترسلها دولة الإمارات حتى الآن، ضمن مساهمة المؤسسة البارزة في عملية "الفارس الشهم ٣" تأكيداً على التزام دولة الإمارات المتواصل بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب الفلسطيني الشقيق، لا سيما في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة التي يواجهها القطاع.
ثالث تلك الأسباب أن تلك الذكرى تحل في وقت أضحت فيه الإمارات عاصمة عالمية للعطاء والإنسانية وعمل الخير بتوجيهات قيادتها وسيرا على درب مؤسسها وبدعم من مبادرات مؤسساتها الخيرية والإنسانية وعلى رأسها مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية.
مبادرات تُرجمت على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
بلغة الأرقام، بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وحتى منتصف عام 2024 ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار أمريكي)، بمتوسط 6.8 مليار درهم سنويا على مدار 53 عاما متواصلة.
مبادرات ومشاريع 2025
رابع تلك الأسباب أن الذكرى تحل في وقت نجحت فيه المؤسسة في تنفيذ سلسلة مبادرات ومشاريع إنسانية حول العالم خلال عام 2025، من أبرزها:
- وضع حجر الأساس لإنشاء مركز إعادة تأهيل الأطفال من ذوي الهمم في كازاخستان.
- مشاريع تحلية المياه في مناطق نائية بمصر والأردن وتنزانيا تعمل بالطاقة النظيفة.
- تنفيذ بئر ارتوازية وبحيرة تخزين بسعة 36,000 م³ لري نحو 200 فدان يستفيد منها 20 ألف شخص في مصر.
- حفر بئر بعمق 250 متراً تعمل بالطاقة الكهربائية وتخدم 20 ألفاً في منطقة وادي عربة بجنوب الأردن.
- مشروع حفر 3 آبار ارتوازية في مناطق مباكيرو، ومتماكوجا، ونايبوروسويت، التنزانية تخدم 5,000 شخص.
- مشروع استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري في المغرب بالشراكة مع "مؤسسة نور دبي".
- ترميم وتجهيز مستشفى الإمارات لطب وجراحة العيون في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
مشاريع ومبادرات ترسخ المكانة المرموقة لمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية في مجال العمل الإنساني.
مشاريع ومبادرات تخفف آلام المحتاجين وتمنحهم القدرة على الاستمرار خاصة أنها تركز على العمل الإنساني ولم تقتصر على دولة معينة بذاتها أو جنس أو عرق أو لون.
رسائل مهمة
وفي تصريحات له بتلك المناسبة، أكد الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تواصل أداء دور ريادي في مجال العمل الإنساني والتنموي، بفضل رؤية طموحة ومبادرات نوعية تعزز من مكانتها العالمية في هذا المجال.
وأوضح أن المكانة الفريدة التي تتبوأها دولة الإمارات اليوم في العمل الخيري هي ثمرة عقود من العمل الجاد والمخلص، وإرث إنساني أصيل أرسى دعائمه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة، حتى غدت الدولة نموذجاً يُحتذى في إغاثة المحتاجين وتعزيز قيم التضامن والتسامح على المستوى الدولي.
وأشار إلى أن مؤسسات دولة الإمارات المتخصصة، وفي مقدمتها مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، تسهم بدور فاعل في إيصال المساعدات إلى مستحقيها، وتحقيق أثر ملموس في حياة الملايين، من خلال مشاريع تنموية مستدامة تركز على التعليم والصحة والمياه والرعاية الاجتماعية، بما يضمن بناء مستقبل أكثر استقراراً وإنصافاً للمجتمعات الأكثر حاجة.
استراتيجية شاملة
من جانبه، أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، مدير عام المؤسسة، أن الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس المؤسسة تمثل محطة مهمة في مسيرتها، والتزامها المستمر بنهج الشيخ زايد، في مد يد العون لكل محتاج، دون تمييز، وتعزيز الشراكات مع الجهات المحلية والدولية لتحقيق أثر إنساني مستدام.
وأوضح أن المؤسسة نفذت خلال النصف الأول من عام 2025 عددا من المشاريع الحيوية في عدة دول، شملت إنشاء مراكز لرعاية الأطفال من أصحاب الهمم في كازاخستان، وتنفيذ مشاريع تحلية مياه تعمل بالطاقة الشمسية في مصر والأردن وتنزانيا، إلى جانب بناء مدارس في طاجيكستان، وتشغيل مستشفيات ومراكز طبية في باكستان وموريتانيا والمغرب، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الصحية.
وأشار إلى أن المؤسسة وقّعت أيضاً مجموعة من الاتفاقيات مع جهات إنسانية وحكومية، لتعزيز استدامة مشاريعها، وتوسيع نطاق خدماتها في مختلف المناطق المحتاجة.
وأكد أن هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعظيم الأثر الإنساني، وتكريس دور الإمارات كمركز عالمي للخير والعطاء.
ولفت إلى أن مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية ماضية في رسالتها النبيلة، مستمدة رؤيتها من إرث المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبدعم القيادة الرشيدة، لتبقى نموذجاً مشرفاً في العمل الإنساني، وركيزة أساسية في تعزيز حضور دولة الإمارات في ميادين العطاء الإقليمي والدولي.
آفاق واعدة
وتمضي المؤسسة قدما خلال الأعوام القادمة على تحقيق المزيد من التطلعات والإنجازات والمشاريع الخيرية والانسانية التي ستساهم بشكل أكبر في مساعدة المحتاجين ومد يد العون لجميع الفئات في أنحاء العالم.
مشاريع تتواصل ضمن مبادرات عدة تعزز موقع دولة الإمارات الرائد على خارطة الدول الأكثر عطاءً حول العالم، انطلاقا من الرسالة الحضارية للدولة نحو مواصلة مسيرة التنمية والازدهار، والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورسخها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز