رئاسات العراق تُرحِّب بالإدانة العربية للتوغُّل التركي
إشادة وفرح بتحرير الرمادي .. والعبادي: سنكتب نهاية "داعش" في 2016
عمت الاحتفالات شوارع ومدن عراقية بعد الإعلان الرسمي عن تحرير مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، من تنظيم "داعش"
قال رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي: إن العام المقبل سيكون نهاية وجود تنظيم "داعش" في البلاد، فيما عمت الاحتفالات شوارع ومدن عراقية بعد الإعلان الرسمي عن تحرير مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، من تنظيم "داعش" وسط ترحيب وإشادة من مسؤولين وشخصيات سياسية عراقية.
وأضاف العبادي في كلمة إلى الشعب العراقي مساء اليوم، أن "عام 2015 شهد عمليات تحرير لأراضٍ عراقية من قبضة داعش وستكتب نهاية وجود داعش بهزيمة كبرى في 2016، وقادمون لتحرير الموصل بوحدة وسواعد القوات العراقية لتكون الضربة النهائية للتنظيم".
وأشار إلى أنه "لولا حرصنا على حياة المدنيين والعوائل المحاصرة في الرمادي لأنجزنا تحرير الرمادي من داعش بشكل أسرع، والذي فخخ المدارس والمستشفيات والطرق والمباني وكل شيء بالمدينة لإعاقة وصول القوات، ولكنه فشل فشلًا ذريعًا وهزم بعد قتل المئات من عناصره".
وتابع: "نحن نفتخر كعراقيين بأن جيشنا يقاتل داعش ويهزمها ويطارد فلولها وينتصر عليها ولن يبقي أثرًا لهذا الداء المسمى "داعش" وسيتم استئصاله بشكل نهائي".
وقال: "العراقيون بمختلف انتماءاتهم وأديانهم وقومياتهم وطوائفهم، بجيشهم وقواهم الأمنية وحشدهم الشعبي وقواتهم الخاصة و"البيشمركة" هم أصحاب هذه الانتصارات وصناعها".
ولفت إلى أن "داعش سفكت الدماء وقطعت الرؤوس وهجرت المواطنين الأبرياء وهو عدو للإنسانية جمعاء، وعلى العالم أن يتوحد ولا يتساهل لحظة واحدة مع الفكر المتطرف لأنه أساس الإرهاب".
وحيا العبادي الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وجهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الذهبية والمتطوعين من أبناء العشائر الذين دافعوا عن الشرف والأرض والوطن والمقدسات وانتصروا، منوها بمن ساند ودعم الجهد العسكري والمعلوماتي في المعركة ضد "داعش".
من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أن الانتصار الذي تحقق اليوم للقوات العراقية بتحرير الرمادي مركز محافظة الأنبار سينعكس إيجابيًّا على التقدم نحو تحرير الموصل مركز محافظة نينوى من قبضة تنظيم "داعش".
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب أن الجبوري بحث اليوم في أربيل مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تطورات الأوضاع السياسية والأمنية والتطورات الميدانية التي شهدتها الأنبار، وناقشا بشكل مفصل ملف تحرير الموصل والتحضيرات اللازمة لذلك.
ووصفت الولايات المتحدة الأمريكية استعادة قوات الأمن العراقية السيطرة على الرمادي بأنه يشكل "ضربة قوية لداعش" الذي يواصل فقدانه للأراضي.
وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن باريس ستدعم حكومة بغداد من أجل هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي، وقال: نتمنى المزيد من النجاحات وتحرير الأراضي العراقية، إن ما حققه العراقيون بقيادة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من انتصارات على داعش مهمة جدًّا في القضاء التنظيم الإرهابي.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه العبادي، مساء اليوم الإثنين، من الرئيس الفرنسي هنَّأه خلاله بانتصارات القوات العراقية على داعش وتحرير مدينة الرمادي.
وذكرت السفارة الأمريكية في بغداد -في بيان صحفي- أن الولايات المتحدة تفتخر بقيادتها للتحالف الدولي الذي يقدم المساعدة للقوات العراقية، وتؤكد التزامها الراسخ نحو مواصلة دعم الحكومة العراقية حتى تتم هزيمة "داعش"، وهنَّأت قوات الأمن العراقية بما تحققه من تقدم خلال معاركها الضارية من أجل استعادة مدينة الرمادي.
وحيَّت الرئاسات العراقية الثلاث (رئاسة الجمهورية والبرلمان والحكومة) بطولات القوات المسلحة التي تحقق النصر في الرمادي، لافتة إلى أن العمليات العسكرية التي جرت بمدينة الرمادي أكدت قدرة المقاتلين العراقيين على دحر الإرهابيين وتحرير الأرض ووضع داعش في حجمه الحقيقي بما يفتح الطريق أمام تحرير كامل مدن العراق، وبالأخص عملية تحرير محافظة نينوى.
وأشادت الرئاسات العراقية بقرار جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة الذي أدانة توغل قوات عسكرية تركية في أراضي العراق .. وجددت مطالبتها حكومة أنقرة بسحب قواتها وعدم المساس بالسيادة الوطنية العراقية.
بدوره، أعرب رئيس "ائتلاف الوطنية" العراقي إياد علاوي، عن فخره بتمكن القوات المسلحة العراقية من السيطرة وتحرير مدينة الرمادي من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال: إن "هذا الإنجاز تحقق بعزم وسواعد العراقيين وجسد أروع صورة من صور التلاحم العراقي، وتحدونا الثقة بتحرير كل شبر من أرض الرافدين ودحر الإرهاب المتوحش".
وأكد علاوي -في تصريح صحفي- ضرورة تفعيل العمليات الاستخبارية والقتالية النوعية الفعالة لفك أسر العراقيين في المدن والبلدات التي تقع تحت سيطرة داعش، وإعادة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم وإعمارها وتقديم الخدمات لها.
ودعا الحكومة العراقية وكل الجهات والأطراف المعنية إلى العمل وفق خطة متكاملة لمسك الأراضي المحررة والشروع في برنامج مرحلة ما بعد "داعش".
وطالب بتكثيف التنسيق مع وبين قوى التحالف الدولي المختلفة لتسريع القضاء على "داعش" وتحرير كامل الأراضي العراقية والحفاظ على أرواح المدنيين وحماية ممتلكاتهم والبنى التحتية لمناطقهم قدر المستطاع.
على صعيد متصل، اعتبر النائب عن تحالف "القوى العراقية" السني ظافر العاني بشائر تحرير الرمادي بأنها أعادت الثقة بالجيش العراقي.
وقال: إن "الجيش تعرض لانكسارات مؤلمة بسبب تسييسه واستغلاله لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية".
ودعا العاني -في تصريح صحفي- إلى ضم المتطوعين من العشائر إلى المؤسسة العسكرية الرسمية وسن قانون "الحرس الوطني" في أسرع وقت.
وكان مجلس الوزراء العراقي وافق في 3 فبراير/ شباط 2015 على مشروع قانون "الحرس الوطني"، ومن أهم بنوده أنه تابع للقائد العام للقوات المُسلحة رئيس مجلس الوزراء، والأولوية فيه لقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر، ويوزع تعداده بحسب النسب السكانية لكل محافظة مع مراعاة المكونات العراقية الأخرى.
احتفالات تحرير الرمادي
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، بعد ظهر اليوم، رسميًّا، الانتصار في الرمادي وتحريرها من "داعش"، ورفع العلم العراقي على مبنى "المجمع الحكومي" وسط المدينة.
وقال قائد العمليات المشتركة الفريق طالب الشغاتي: إن الرمادي تتحرر اليوم، وغدًا ستكون الموصل بفعل تعاون كل أسلحة القوات المسلحة المدعومة بمقاتلي العشائر والحشد الشعبي ومعلومات أجهزة الاستخبارات المختلفة وتكاتف جميع مكونات الشعب العراقي.
وأضاف من أمام المجمع الحكومي أن شوكة الإرهاب انكسرت في 2015 وسنحقق المزيد من أجل رفعة علم العراق وبتعاون العراقيين جميعًا.
وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب عبد الغني الأسدي من قلب الرمادي: "رفعنا العلم العراقي على أعلى بناية في الرمادي، سيرفرف علم العراق على ربوع العراق كافة".
وعرضت قناة "العراقية" الرسمية الناطقة باسم الحكومة، صورًا من داخل مدينة الرمادي تجمع قيادة القوات المسلحة العراقية والشرطة الاتحادية والمحلية وأفراد القوات العراقية يرفعون الأعلام العراقية ويرقصون رقصات فلكورية عراقية بأسلحتهم فرحًا، وقاموا بحز رقاب الخراف أمام مقر قيادة "شرطة الأنبار" في مشهد للفداء يغاير حز رقاب البشر الذي ألف عليه داعش، فيما سمع قصف دبابة "أبرامز" التي تحمي منطقة "المجمع الحكومي" ثلاث مرات خلال وجود القوات، وشوهدت سحب دخان القصف الذي يبدو أنها تعالج أهدافًا لداعش.
وانتشرت مظاهر الفرح في مدن العراق وفي بغداد العاصمة، وأكدت ردود أفعال المواطنين العراقيين عودة الهيبة للقوات المسلحة والجيش العراقي، واللافت هو تقدم عبارة "انتصار الجيش" على القوات التي تصدرت المشهد في عمليات التحرير السابقة في تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وجاءت عبارة "الحشد" شعبيًّا كان أم عشائريًّا.