الإغراءات المالية تُجبر موناكو على توديع حلم البطولات
رغم احتلال موناكو للمركز الثاني في جدول الترتيب حاليًّا، إلا أن طموحات النادي في المنافسة على لقب الدوري تكاد تكون معدومة
معاناة شديدة تعرَّض لها فريق موناكو الفرنسي خلال العامين الماضيين، ببيع أغلى نجومه ليبتعد قسرًا عن منافسة باريس سان جيرمان على لقب الدوري الفرنسي.
ورغم احتلال موناكو للمركز الثاني في جدول الترتيب حاليًّا، إلا أن طموحات النادي في المنافسة على لقب الدوري تكاد تكون معدومة؛ كونه يبتعد عن المتصدر باريس سان جيرمان بفارق 19 نقطة، بينما تفصله عن أنجيه صاحب المركز الثالث نقطة واحدة مع نهاية عام 2015.
وجنى موناكو 170 مليون يورو من بيع نجومه في فترة الانتقالات الصيفية الماضية بعد أن تخلى عن أنتوني مارشيال إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 50 مليون يورو، وجيوفري كوندوجوبيا إلى إنتر ميلان مقابل 31 مليون يورو.
كذلك تخلى عن المدافع التونسي أيمن عبد النور لفالنسيا مقابل 25 مليون يورو، ليتأثر دفاع الفريق بشكل كبير بعد رحيله.
لكن أغرب صفقات موناكو إقدامه على بيع لاعبه كوروزوا لمنافسه الأول باريس سان جيرمان، مقابل 25 مليون يورو، حيث جرت العادة أن تحرص أغلب الفرق على تجنب بيع نجومها لمنافسيها الرئيسيين.
وكان النادي التابع لإمارة موناكو قد باع صيف عام 2014 نجمه الكولومبي خاميس رورديجيز لريال مدريد مقابل 80 مليون يورو، ثم تلا ذلك بارتكاب خطأ فادح عبر السماح لمواطنه فالكاو بالانتقال على سبيل الإعارة إلى مانشستر يونايتد مقابل 7 ملايين يورو، مع خيار الشراء ولكن تدني مستوى اللاعب وفشله في اللحاق بالمونديال نتيجة إصابته بقطع في الرباط الصليبي للركبة أثرا في مستواه بشكل كبير.
ورغم أن النادي أعاره مجددًا مقابل 8 ملايين يورو إلى تشيلسي بعد ذلك، فإن النادي الإنجليزي لم يستفِد منه على الإطلاق ليعود النجم الكولومبي إلى صدارة المشهد، وبدلًا من أن يكون مصدرًا للاستثمار، بات عبئًا على الفريق.
وكانت جماهير موناكو قد توسَّمت خيرًا بعد قيام الملياردير الروسي "ديميتري ريبولوفليف" بشرائه ، لكن توالي المشاكل دفعت المالك الجديد لتخفيض استثماراته، بداية من رفع نسبة الضرائب على رواتب اللاعبين، وقواعد الاتحاد الأوروبي الصارمة بشأن اللعب النظيف، وهو ما ساهم في تخفيض نفقات النادي بشكل كبير بسبب عدم الحصول على عقود رعاية تتناسب مع حجم الأموال المنفقة.
الطريف أن "ريبولوفليف" تعرَّض لأزمة كبيرة بسبب طلاقه من زوجته، كلفته أكثر من ملياري يورو من ثروته، مما ساهم بالتالي في تقلص مشروعاته واستثماراته المالية وهو ما انعكس سلبًا على الفريق، فجرى الاستغناء عن فكرة المنافسة على الألقاب مقابل بيع النجوم والحصول على أموال سائلة، والاعتماد على العناصر والمواهب الشابة، واستغلال النادي كمحطة للانتقال إلى الفرق الكبرى بمبالغ باهظة.