تناقض مسيرة برشلونة في بداية 2015 ونهايتها
بداية غير موفقة لبرشلونة في 2015، لكن الفريق الإسباني استطاع أن يُسدل الستار عن العام بأفضل طريقة ممكنة.
بعد بداية غير موفقة على المستوى الإداري والفني كادت أن تذهب بأحلام جماهير الفريق أدراج الرياح، استطاع فريق برشلونة أن يُسدل الستار على عام 2015 بأفضل طريقة ممكنة توَّجها الفريق بحصد بطولة العالم للأندية، فضلًا عن تصدره جدول ترتيب الليجا الإسبانية مع أتلتيكو مدريد، مع تبقي مباراة مؤجلة له، وذلك بعد أن سبق وحصد الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال).
وكانت بداية مؤشرات الانهيار في موقعة أنويتا أمام ريال سوسييداد، والتي انتهت بخسارة البلاوجرانا بهدف دون رد، عندما قرر المدير الفني، لويس إنريكي، الإبقاء على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على مقاعد البدلاء بعدما انضم للفريق متأخرًا عن باقي زملائه بعد قضاء العطلة الشتوية.
وجاءت تبعات هذه الهزيمة وما حملته في طياتها من مشادات حدثت بين الثنائي، لتمتد إلى الجانب الإداري بعدما اضطر الرئيس، جوسيب ماريا بارتوميو، لتقديم موعد الانتخابات على كرسي الرئاسة والتي فاز بها فيما بعد.
ولكن الفريق استطاع أن يستجمع قواه سريعًا قبل أن ينفرط العقد، وبدأ في حصد الألقاب الواحد تلو الآخر، لينهي الموسم الماضي بالثلاثية التاريخية، التي تزامنت مع تجديد الثقة في الإدارة الحالية لتشرف على مقاليد النادي الكتالوني خلال الستة أعوام المقبلة.
وتُعَد هذه الثلاثية هي الثانية في تاريخ البلاوجرانا بعد الأولى التي حصدها في عهد المدرب السابق للفريق والحالي لبايرن ميونخ الألماني، بيب جوارديولا، عام 2009 وكان يترأس النادي وقتها جوان لابورتا.
وعلى الرغم من العقوبة الإدارية التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على النادي الكتالوني بحرمانه من إبرام أية تعاقدات خلال فترتي انتقالات متتاليتين بداعي مخالفته لعقود ضم لاعبين قصر، إلا أنه استطاع إنهاء النصف الأول من العام بنسبة نجاح كاملة.
وعلى الرغم من تعاقده مع صفقتين جديدتين خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وهما الثنائي أليكس فيدال وأردا توران، إلا أنه لن يكون بمقدور لويس إنريكي التعويل على خدماتهما قبل شهر يناير المقبل بداعي هذه العقوبة.
ومن بين القضايا الشائكة التي أثارت جدلًا كبيرًا داخل أروقة البلاوجرانا، لا سيما إبان فترة الانتخابات، الرعاية القطرية للفريق والتي لم تجد أي معارض لها منذ تجديد الثقة في بارتوميو، ولكن لم يتوصل الطرفات لاتفاق حتى هذه اللحظة، والأمر سيكون متروكًا في النهاية لقرار الجمعية العمومية غير العادية.
وبحلول النصف الثاني من العام الجاري، كان على البرسا أن يخوض مباراة كأس السوبر الأوروبي أمام مواطنه إشبيلية وهي المباراة التي شهدت تقلبات كثيرة وانتهت نتيجتها في النهاية لصالح الكتيبة الكتالونية بنتيجة (5-4)، إلا أن الفريق لم يكن على نفس القدر من التوفيق خلال مباراة كأس السوبر الإسباني أمام أتليتك بلباو بعدها بعدة أيام.
وخاض لويس إنريكي مباراة الذهاب على ملعب الفريق الباسكي بتغييرات عديدة، لا سيما بعد خوض مباراة كأس السوبر الأوروبي وعودة البلاوجرانا لتوه من جولته الإعدادية للموسم الجديد، بالإضافة إلى لاعبين منهكين من المشاركة في بطولة كوبا أمريكا 2015.
وسقط برشلونة بهزيمة مدوية في هذه المباراة بنتيجة (4-0) لتذهب البطولة نظريًّا للفريق الباسكي، قبل أن يتعادل الفريقان بهدف لمثله في مباراة الإياب على ملعب "كامب نو" ليفقد الفريق فرصة معادلة الرقم القياسي المسجل مع جوارديولا بالسداسية.
ومع قرب نهاية العام الجاري، دخل برشلونة في تحدٍّ جديد، وهو مونديال الأندية الذي دخله الفريق بدافع واحد فقط وهو الفوز، وهو ما تحقَّق بعدما تغلب في المباراة النهائية على ريفر بليت الأرجنتيني بثلاثية نظيفة، لينفرد بالرقم القياسي في الفوز بها (3 ألقاب).
وسيتعين على برشلونة مع بداية عام 2016 أن يخوض ثلاث مواجهات دربي أمام الجار إسبانيول (واحدة في الليجا واثنان في دور الـ16 لبطولة كأس الملك)، إلا أن على إدارة النادي حسم العديد من الملفات خارج نطاق المستطيل الأخضر، والتي أبرزها تجديد عقد نجم الفريق البرازيلي نيمار دا سيلفا وتوقيع عقد الرعاية الجديد لقميص النادي.