12 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى في 2015 .. والأصعب قادم بـ2016
تتم بشكل يومي من الأحد إلى الخميس من جهة باب المغاربة
12 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى في 2015 بحسب مسؤولين في القدس توقعوا أيضًا أن الأصعب سيكون في 2016.
سجَّل عام 2015 البداية الفعلية للتقسيم الزمني للمسجد الأقصى وساحاته بين المسلمين واليهود، تمهيدًا للتقسيم المكاني للمسجد الذي شهد اقتحام نحو 12 ألف مستوطن متطرف لساحاته، إضافة (690) ضابط مخابرات إسرائيلي ومثلهم من عناصر الشرطة الإسرائيلية، وفقًا لإحصائية رسمية.
وأفاد مدير الأملاك الوقفية العامة في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس ناجح بكيرات، أن نحو 12 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال عام 2015، إضافة لـ(690) ضابط مخابرات، ومثلهم من عناصر الشرطة الإسرائيلية، علاوةً على دخول (224) ألف سائح المسجد الأقصى بإذن إسرائيلي.
وتتم الاقتحامات بشكل يومي من الأحد إلى الخميس، من جهة باب المغاربة بحراسة قوات الاحتلال وقوات التدخل السريع، وعناصر الشرطة. ويحاول خلال الاقتحامات عدد من المستوطنين تأدية طقوس تلمودية في ساحات المسجد، وهو ما يتصدى له المرابطون بقوة لمنع المستوطنين من القيام بذلك.
وللمسجد الأقصى 17 بابًا تاريخيًّا، منهم 7 أبواب مغلقة منذ قرون، و9 أبواب مفاتيحها بأيدي الأوقاف الاسلامية في القدس، وباب المغاربة بيد الاحتلال.
تصاعد الاعتداءات
وأوضح بكيرات لـ"بوابة العين"، أن ما ساعد على زيادة عدد المستوطنين المقتحمين، تصاعد عمليات اعتقال وإبعاد المصلين والمرابطين من المسجد وفق قوائم سوداء وقرارات عسكرية، وذلك في محاولة لتفريغ المسجد من مئات المرابطين والمصلين.
وتراجعت أعداد المرابطين والمرابطات الذين يتصدون للمستوطنين إلى (150) بعدما كانوا بالمئات قبل أن تتخذ سلطات الاحتلال سلسلة قرارات ضد المرابطين منها إخراجهم عن القانون في شهر آب الماضي، فضلًا عن وضع (60) مرابطة في قائمة سوداء يمنع بموجبها المرابط من الدخول للأقصى.
وعادةً ما يوجد في المسجد الأقصى ومرافقه خلال ساعات الصباح نحو 2000 فلسطيني ما بين طلبة المدارس الثلاث وطلبة دور القرآن والعاملين والمصلين.
ومنذ عام 2011 بدأ اقتحام المسجد الأقصى بشكل يومي منظم، وفي عام 2015، أصبح الاقتحام يتم على فترتين بحراسة من عناصر شرطة الاحتلال والمخابرات وأحيانًا قوات الجيش.
وبحسب خطة الاقتحام على فترتين، يبدأ الاقتحام الصباحي الأول الساعة السابعة والنصف وحتى العاشرة بالتوقيت المحلي، ويقتحم فيها 45 مستوطنًا المسجد، بينما يقتحمه 15 مستوطنًا آخر في الفترة المسائية بين الساعة الثانية عشرة والنصف والواحدة والنصف ظهرًا.
تجمع متطرف
وينظم اقتحامات المستوطنين اليومية للأقصى، تجمع "منظمات أمناء لأجل الهيكل" الذي تنضوي تحته نحو 25 منظمة صهيونية متطرفة تضم نحو نصف مليون مستوطن.
وأقام التجمع مقرًّا له في حي المغاربة (هدمته قوات الاحتلال عام 1967 وأقامت على أنقاضه الحي اليهودي) غرب المسجد الأقصى لقيادة الاقتحامات اليومية لساحات المسجد.
وبيَّن عضو الهيئة الاسلامية العليا في القدس جمال عمرو، أن الاحتلال يرمي من وراء الاقتحامات اليومية إلى صبغها بالصبغة الشرعية القانونية، وعلى أنها جزء من ترتيب أمني يأتي في سياق حفظ النظام وتطبيق القانون.
وأشار عمرو إلى أن الاحتلال وعبر اقتحاماته المنظمة في 2015 يتعمَّد تحطيم هيبة المسجد الأقصى عبر التخريب والتدمير وتغيير نمط ومحتوى الاقتحام نحو مطاردة المرابطين والاعتداء الوحشي عليهم، لخلق حالة إحباط لدى المقدسيين لفرض مزيد من الوقائع اليهودية على المسجد.
وأوضح عمرو لـ"بوابة العين"، أن مخططات الاحتلال تسير بشكل منظم، وقد حققت نتائج مأساوية في المسجد الأقصى، إذ كان في السابق يمنع دخول أي إسرائيلي للأقصى إلا بعد الحصول على موافقة من دائرة الأوقاف الإسلامية، لكن اليوم جرى سحب صلاحيات موظفي الأوقاف وحتى الاعتداء عليهم واعتقالهم، فضلًا عن منع رجال ونساء فلسطينيين من دخول المسجد الأقصى.
خطوات ملموسة
وأوضح بكيرات أن هناك خطوات إسرائيلية ملموسة، يتم فرضها على الفلسطينيين، مثل منعهم من دخول الأقصى واعتقالهم واحتجاز هوياتهم وفرض قوائم بالممنوعين من الدخول، تمهيدًا للتقسيم المكاني للمسجد.
وتابع المسؤول المقدسي أن ذلك كله يتزامن مع تنفيذ الحفريات تحت المسجد، ومصادرة الأراضي المحيطة بالأقصى، وبناء 102 كنيس يهودي حوله، وذلك في سياق مخطط لإحكام السيطرة اليهودية على المسجد بالكامل.
وأشار بكيرات إلى أن سلطات الاحتلال تسعى للاستيلاء على مساحات معينة في المسجد، مثل الساحات الفارغة بين حائط البراق والمصلى القبلي، من أجل تخصيصها للمستوطنين.
وشدد عمرو على أن الاحتلال يدخل عام 2016 وهو أكثر تهيئةً لفرض مزيد من هيمنته على المسجد الأقصى بإجراءاته اليومية وقوانينه التي سنَّها والتي يحاول سنَّها في السنة المقبلة، وذلك كله لتمهيد الوضع للتقسيم المكاني للمسجد بين المسلمين واليهود.
ولفت بكيرات إلى أن عام 2016 سيكون أصعب بكثير من 2015، إذ ستزداد القوة الطاردة للمصلين والمرابطين من خلال التشديدات على البوابات والحواجز العسكرية، فضلًا عن سن قوانين خطيرة ضد الأقصى.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS41NiA= جزيرة ام اند امز