بالصور.. ملابس خفيفة وسط الأمطار استقبلت 2016 بغزة
"شرط وشباح" لدعم المشردين وأصحاب المنازل المدمرة
بملابس خفيفة وسط الأمطار والبرد خرج شبان فلسطينيون في غزة يحتفلون بـ2016 وذلك تضامنا مع المشردين
فيما قضى الملايين من البشر رأس السنة الميلادية في احتفالات كبيرة شهدت استعراضات ساحرة، قرر 15 شاباً فلسطينياً الاحتفال بطريقتهم الخاصة في بلدة خزاعة الواقعة جنوب شرق قطاع غزة.
انطلق الخمسة عشر من كل المدن والمخيمات في قطاع غزة، صوب بلدة خزاعة الحدودية للتضامن مع سكانها المدمرة بيوتهم جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع صيف 2014.
لم يكن التضامن عادياً هذه المرة، إذ أطلق الشبان حملة "شرط وشباح" للتضامن مع المدمرة بيوتهم.. ليس الاحتفال فقط كان غير اعتيادي بل الطقس كان غير اعتيادي أيضاً، إذ الأمطار الغزيرة اشتدت قوتها مع ساعات مساء أمس الخميس وحتى صباح اليوم الجمعة.
الكرفانات ثلاجات باردة
رأفت حمدية أحد المسؤولين عن حملة "شرط وشباح" قدم من مدينة غزة، لم يمنعه الطقس البارد جداً من خلع ملابسه جميعها والبقاء بملابسه الخفيفة "شرط وشباح" مع 14 آخرين، أمام الكرفانات الخشبية.
ووزعت مؤسسات دولية وإقليمية ومحلية حوالي ألف كرفان مصنوع من الصفيح والخشب لألف أسرة فلسطينية دُمرت بيوتها في العدوان الاسرائيلي، كحل مؤقت إلى حين إعادة إعمار المنازل المدمرة.
ورفض الآلاف من أصحاب المنازل المدمرة استلام كرفان ليكون بديلا مؤقتا عن المنزل المصنوع من الباطون المسلح، لكن نحو 400 من عائلات خزاعة وافقوا على استلامها والسكن فيها قبل أن يكتشفوا أنها لا تقيهم حر الصيف ولا برد ومطر الشتاء.
وغمرت مياه الأمطار الكرفانات أكثر من مرة خلال موسم الشتاء الحالي والماضي، وتكبّد السكان خسائر إضافية في الأثاث البسيط، فضلاً عن الأمراض التي أصابت عددا كبيرا من السكان جراء البرد والمياه.
يقول حمدية: إنهم قرروا الاحتفال بطريقتهم الخاصة للتعبير عن حجم معاناة آلاف الأسر الفلسطينية في الشتاء والصيف على حد سواء.
ويضيف حمدية "الكرفانات عبارة عن ثلاجات باردة جدا في هذا الوقت.. بعضها تدلف مياه الأمطار من سقفه بغزارة".
ويتابع "فيما يقضي الملايين من البشر ليلتهم في الفنادق الفارهة والمطاعم الفاخرة.. ينام الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في كرفان قاتل"، ويؤكد "نحن جئنا إلى خزاعة لنقل رسالتها للعالم أجمع".
محمد النجار أصيب بجراح خطيرة برصاص قوات الاحتلال في السادس عشر من شهر ديسمبر الماضي، خلال عمله في أرضه الزراعية بخزاعة، وغادر المستشفى أمس الخميس لينقل إلى مسكنه المؤقت (الكرفان).
خزاعة معاناة مضاعفة
في الكرفان تجمعت المعاناة على محمد النجار، ويقول " كما ترى أعاني من الإصابة وتدمير البيت وحال الكرفان الصعب، والطقس الشتوي الماطر"، ويضيف "أين تجد هذه المعاناة في العالم الفسيح".
وبدأت جبهة هوائية مصاحبة لمنخفض الجوي عبر الأراضي الفلسطينية مساء أمس الخميس، ومتوقع استمراره حتى الاثنين القادم، ويتوقع أن يتواصل هطول الأمطار بوتيرة عالية مصحوبة بعواصف رعدية متفرقة وزخات من البَرَد طوال ليلة الجمعة ونهارها.
وقال حمدية "أهالي خزاعة يطالبون العالم بالوفاء بالتزاماته التي قطعها على نفسه في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة".
وشن الاحتلال الإسرائيلي صيف 2014 حربا عدوانية على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد حوالي2200 فلسطيني وإصابة 11 ألفا آخرين، وفق وزارة الصحة. وبلغت الوحدات السكنية المدمرة بشكل كلي والمتضررة جزئياً 32032 منزلا سكنيا، منها 8347 منزلا دُمرت بالكامل.
ونالت خزاعة نصيبا من الخسائر البشرية والمادية خلال العدوان في 2014، إذ دمر في البلدة نحو نصف منازلها المقدرة بألف منزل، ودمرت البنى التحتية بشكل كبير.
وعلى إثر الحرب العدوانية المدمرة عقد مؤتمر إعادة اعمار غزة في العاصمة المصرية، وتعهّدت الدول والمنظمات الدولية المشاركة فيه بتقديم مساعدات بقيمة 5.4 مليارات دولار لإعادة إعمار القطاع، لكن لم يحوّل منها إلا حوالي 30% وفق مسؤولين فلسطينيين.